اسلامياتالقران الكريم

فوائد سورة الطلاق الروحانية

اسرار سورة الطلاق الروحانية

نزلت سورة الطلاق في المدينة المنورة ، وتسمى بسورة النساء القصرى ، وتحتوي على اثنتي عشرة آية، أول سبع آيات تتعلق بالطلاق وحدوده، ومن هنا جاء اسم السورة ، أما الجزء الثاني فيناقش من يعصون أوامر الله ويعانون من عواقب المعصية، ومن يطيعون أمر الله ويعملون الصالحات ، فقد فازو بأجر الله وبنعمته.

من فوائد سورة الطلاق الروحانية، أن من قرأها وواظب على قراءتها، يلهمه الله تعالى بالتوبة الصادقة والرجوع إليه.

من قرأ سورتي الطلاق والتحريم بإيمان، آمنه الله تعالى يوم القيامة وأدخله الجنة، ويكون من الذين لا يخافون أو يحزنون يوم البعث العظيم.

كما يتداول في الحديث النبوي، من يقرأ سورة الطلاق ويغسلها ثم يرش ماء الغسل في المنزل، فلن يسكنه أي جن أو يتعرض لأي شيء سيء.

الدروس المستفادة من قراءة سورة الطلاق

تحتوي سورة الطلاق على العديد من الدروس التي تعلم المسلمين الكثير، ومن هذه الدروس ما يلي:

  • يجب دائمًا الاعتماد على رحمة الله وتوقع الخير منه، حيث أن الله معنا في جميع الأوقات بما في ذلك أثناء المحن والابتلاءات
  • يتضمن التحذير من معصية الله والابتعاد عن أوامره، والاحترام والخوف من تحذيرات الله وعقابه، وتقوى الله في جميع الأفعال والأعمال وتقوى الله في قلوبنا، والوفاء بوعوده، والامتثال لحدوده، ومن يتبع ذلك يجعل الله أمره سهلاً ويغفر له، لأن الله قد وضع حكمه على كل شيء
  • يُعد العمل بأوامر الله ونواهيه والعمل بما يأمر به -سبحانه وتعالى- من أهم الصفات التي تميز الأفراد الذين يتمتعون بالفكر والعقلانية، بينما يشبه الذين لا يفعلون ذلك البهائم
  • يجب اتباع وصية الله، حيث يجازي الله عز وجل من يطيع أوامره بالجنة والفوز في الآخرة، وهذا أجر عظيم
  • يجب التأكد من عظمة خلق الرب وقوته العظيمة، إذ أنه خلق الكون بأكمله والسماء وكل شيء على الأرض، فيجب أن يتأكد العبد من ذلك في قلبه، حتى يشعر بالرهبة ويعرف مجد الله وهيبته، وأن الله هو القادر على كل شيء وأحاط بكل شيء من أعماله وذاته الداخلية
  • تقوى الله عزّ وجلّ في موضوع الطلاق والعودة، فمن يفعل ذلك يوفّر له الله تعالى مخرجاً من الضيق، ويفرج عنه الضيق، ويمنحه نعما لا تُحصى فالله هو الوحيد الذي يعرف الناس، ويعرف المستقبل، والتأكد أن ما يفرضه الله تعالى، ويأمر به يمنع الناس من ارتكاب الجرائم، ومن يرتكب جريمة يخدع نفسه والآخرين، وهذا لن يضر أحداً، لأن الناس غارقة في نفوسهم، وإذا كنت تجاوز حد الله، تخدع نفسك، والتأكد من أن وعظ الله جاد، والأحداث خطيرة، والأمور ليست سهلة، لذلك لا تقلل من شأن أمر مجد الله، واتبع أوامره المذكورة في السورة.

مقاصد سورة الطلاق

لم ينزل القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون هدف أو غاية، وإنما كل حرف فيه يحمل معه مقصدا ودرسا، ويمكن الاستفادة من مقاصد سورة الطلاق على النحو التالي:

  • تشمل الأحكام التشريعية المتعلقة بالزواجمسائل مثل أحكام الطلاق وكيفية الشروع في الطلاق، وتتضمن أيضاً مسائل أخرى ذات صلة
  • تعاملت مع قضايا الطلاق، وأوصت المؤمنين باتباع أفضل الطرق عند عدم القدرة على الاستمرار في الزواج، ودعت الزوجات إلى التطليق وفقًا للشريعة
  • ناشد الناس بالتباطؤ وعدم التسرع في الانفصال، لأن هذا ما يزعج الله، وناشد أيضًا بحساب وقت الانتظار للانفصال حتى لا يتأثر الموروث الاجتماعي ولا تتضرر المرأة
  • تعاملت مع اللوائح الخاصة بفترة الحداد، وهي تشير إلى فترة الانتظار للرجال الذين فقدوا أزواجهم، وفترة الانتظار للفتيات العزب، وفترة الانتظار للمرأة الحامل، وأحيانا النداءات المتكررة لتقوية الإيمان بالله، وهو إغراء وتحذير، وأن الله سيسهل الأمور بعد المحن
  • تحذير من تجاوز حدود الله والإشارة إلى أمم مرتدية وما حدث لها

تشريعات سورة الطلاق

الإسلام يولي اهتماما بموضوع الطلاق، ولذلك لا توجد سورة كاملة في القرآن للزواج، لأن الناس يقبلون الزواج ويستعدون له، ولكن في ثوان قليلة، قد يتسببون في تدمير العلاقة بأكملها. ولذلك، وبمراعاة رحمة الله تعالى لعباده، أتى الإسلام بالحل، وهدى نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – وأمته، وعلمهم كيفية التعامل مع أزواجهم بتفاصيلها

لا يحدث الطلاق إلا عندما تكون المرأة في فترة انتظار، ولا يجوز لها أن تطلق إلا إذا كانت طاهرة ولم يلمسها أحد، وعلى الزوج أن يحسب فترة الانتظار ما لم تكن مستثناة، وذلك لعدم إحداث الفوضى في الأيام والقراءات. وإذا طلقها الزوج، يجب ألا يسمح للمطلقة بمغادرة المنزل، ولا يجوز للزوج أن يجبرها على الخروج. وإذا استدعى الأمر خروجه، فعليه أن يخرج ويترك المنزل لها، مثل الكثير من النساء. لا يسمح لها بالخروج ووضع ملابسها في حقيبتها ثم الهروب إلى منزل العائلة، وذلك بسبب قوله تعالى: `لا يخرجونهن من بيوتهن إلا إذا جلبن فاحشة ظاهرة`.

أن تعيش المرأة في بيت زوجها توقع وأمل له أن يعودت زوجته، لأنه عندما يراها تذهب وتأتي، يرتب لها البقاء في منزله لمدة ثلاثة أشهر أو خلال الحمل، فقد يعيدها، وإذا كانت المرأة قريبة من الموعد النهائي، فللزوج حرية في أن يعيدها أو يطلقها ولا ينبغي نسيان الفضل بينهما، وإذا عاد الزوج إلى زوجته، يجب عليه إثبات ذلك، فيتوجب على الشهود أن يعرفوا موعدها وبداية ونهاية عودتها؛ لكي لا يكون هناك عيب في الشهادة بعد ذلك.

تُعد فترة انقطاع الدورة الشهرية للمرأة اليائسة ثلاثة أشهر، ولا يتعين الانتظار لفترة طويلة في حالة الانقطاع القصير، وللمرأة الحامل يتم انتظار ولادتها، وإذا كانت المرأة طليقة في بداية الحمل، فإن فترة الانتظار تستمر حتى ولادتها، وإذا طلقت وكان لا يزال لديها بضع دقائق قليلة، فإن فترة الانتظار تستمر لبضع دقائق.

يجب على الرجل أن يسكن زوجته المطلقة، إلا إذا كانت مطلقة نهائية، أي الطلاق الثالث، وهذا أمر مختلف عند العلماء، ولكن إذا كان الطلاق هو الطلاق الأول، فحينها بإجماع العلماء عليه أن يعيش معها، وأن البيت الذي طلقت فيه هو بيتها، والمسكن الذي يجب أن يمتلكه الزوج يتوقف على قدرته.

الزوج غير مسموح له بإيذاء زوجته أو إيذائها ، وفي حالة الطلاق فإنه لا يمكن التراجع عنه حتى لو كانت الزوجة حاملا. يجب عليه أن يتحمل نفقاتها حتى تلد طفلها ، وإذا قامت بإرضاع الطفل حتى لو طلقته فإنه لا يزال ملزما بتكاليفها ، فهذا الطفل هو ابنها. ومع ذلك ، يتعين عليه أن يتكفل بالنفقة كما قال الشاعر: كتبت جرائم القتل والمعارك على أجسادنا ، والمغنون يجرون ذيولهم أيضا.

دروس سورة الطلاق في الحياة الزوجية

تتعدد الدروس المستفادة من القرآن الكريم، وبالنسبة لسورة الطلاق، فإن الله تعالى قدم دروساً لعباده في الحياة الزوجية، ويمكن تلخيصها كالتالي:

هذه السورة تظهر خطورة شؤون الأسرة في النظام الإسلامي، حيث يعتبر الإسلام نظاما للأسرة والمنزل مكانا للتشابه والإقامة، حيث يلتقي الناس مليئين بالشفقة والرحمة والستر، وتوضح صور العلاقة الأسرية أنها علاقة شفافة من خلالها يتم الكشف عن التعاطف والروابط بين الأرواح والعلاقات بين الشركاء الحميمين والروابط البشرية، وهذا هو الرابط بين الروح والروح، والعاطفة واللطف، وبذلك تعبر هذه السورة عن حقيقة الافتراض الإسلامي للارتباط بالشركاء الحميمين والروابط البشرية.

يجب على الزوجين مساعدة بعضهما البعض، أي يتعاون كل منهما مع الآخر بالطيبة والحب، وإذا لم يتفق الزوجان أو لم يتفق الطرفان، فسوف يجد الرجل والمرأة شخصًا يعتني بالطفل، لأن النساء كثيرات.

يتضمن دور الزوج في الحياة الزوجية إنفاقه على كل شيء يخص زوجته، سواء أكانا معًا أو في حالة الطلاق أو أثناء فترة الرضاعة، وتتوقف نفقات الزوج على قدرته المادية.

مَنْ أنفقَ أمواله بحسب قوته واتقى الله تعالى، وعده الله تعالى بالمثل، وهو وعدٌ لا ريب فيه، ولا يخلف الله تعالى وعده، فإن لديه خزائن السماوات والأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى