اسلامياتالقران الكريم

فوائد سورة الرعد الروحانية

روحانيات سورة الرعد

لا يختلف اثنان على أن قراءة جميع آيات القرآن الكريم مهمة، وليست محصورة في سورة معينة أو آية محددة، حيث أن الله سبحانه وتعالى أنزل أجمل الكلام على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

يتحدث حديثنا اليوم عن سورة الرعد وفوائدها الروحانية، حيث ذُكِر فيها أكثر من حديث شريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك فيما يتعلق بالجوانب الروحانية لسورة الرعد، ومن بينها ما يلي:

أوضح النبي أن الاكثار والمواظبة على قراءة سورة الرعد لم يصبه الله تعالى بصاعقة أبدًا، حتى لو كان فاسقًا. وإذا قام المؤمن بالاكثار والمواظبة على قراءتها، فإن الله تعالى يدخله الجنة بغير حساب، ويكون شافعًا لأهل بيته وإخوانه المؤمنين.

وفي حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُذكر أن من يقرأ سورة الرعد، يثابه الله تعالى بعشر حسنات، وتكون هذه الأجرة بوزن كل السحاب الذي مر على الأرض، وما زال يمر، ويبعث الله تعالى قارئ هذه السورة يوم القيامة مع الموفين بعهد الله تعالى.

وفي حديث آخر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يقال إن من قام بكتابة سورة الرعد في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء وتركها على باب الظالم، فإن الله تعالى يبتلي هذا الظالم بقصر العمر وضيق الصدر، ويقوم الله سبحانه وتعالى بإهلاكه كتعويض عن ظلمه.

سورة الرعد مدنية ام مكية

سورة الرعد هي إحدى السور المدنية التي أنزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، باستثناء الآية الكريمة “ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة”، وتحتوي على 43 آية.

سُمِّيت سورة الرعد بهذا الاسم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن سبب تسميتها كان ورود ذكر الرعد في قوله تعالى: `ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال`.

مقاصد سورة الرعد

لم يأتِ القرآن الكريم بدون سبب، ولم يتم ذكر آيةٍ من آياته عبثًا، فإذا ذُكِرت آيةٌ فيه فذلك لأسبابٍ معينة، سواء كانت تحذيرًا أو اطمئنانًا أو غير ذلك، وسورة الرعد من السور التي شملت الكثير من المعاني والمقاصد كما يلي:

تبدأ سورة الرعد في المجمل بإحدى القضايا العامة في العقيدة الإسلامية، وهي قضية الحق الذي جاء به الوحي المنزل على الرسول في القرآن الكريم، والتي تعتبر الأساس العام لباقي القضايا. ومن الناحية الخاصة، تتضمن سورة الرعد الأهداف التالية:

  • يتمثل عمق تأثير القرآن الكريم، الذي نزل من عند الله تعالى، في النفس البشرية في القوة والسلطان الذي يتضمنه.
  • يؤكد أن القرآن الكريم هو الحق الذي جاء من عند الله سبحانه وتعالى، وأنه لا يوجد شيء يمكن أن يغير هذه الحقيقة.
  • توجيه الله تعالى لرسولهالكريم بجهر النبوة في مواجهة الكفر والتكذيب، وتحدي المشركين له ولما جاء به، فالله تعالى هو الواحد القهار، ولا إله غيره، وجميع الخلق مردهم لله تعالى، وسوف يدخلون إما الجنة أو النار.
  • يجمع المنهج القرآني بين الحديث عن القرآن الكريم وكتاب الكون المفتوح، وذلك من خلال الدلائل التي تشهد بوحدانية الله تعالى وسلطانه.
  • يشرح البيان طبيعة النبوة وحدود الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن مهمته هي بلاغ ما أُنزِلَ إليه من الله تعالى، ولا يتدخل في هداية الخلق؛ إذ يهدي الله من يشاء، ويضر من يشاء.
  • يهدف تحرير الأفكار البشرية من الخرافات التي تغلغلت فيها عن طريق الوثنية وتطهير العقول البشرية من رواسب الوثنية.
  • تعتمد مصائر الأشخاص على نفس الله تعالى، ولو حاول الدعاة والمرسلون تغيير مصائر الناس، فإن الله تعالى هو المتحكم في حركة الحياة وتحقيق ما يريده.
  • يُهدي الله تعالى من يلجأ إليه، ويُرشد من لا يستجيب لكلامه سبحانه وتعالى، والهداية والضلال هما من شئون الله تعالى، لذا لا ينبغي التحدث عنهما بطريقة عبثية، بل يختار الإنسان بين الهداية والضلال.
  • يهدف توثيق العلاقة بين السوء الذي يصيب البشر والعمى عن الحق الذي جاء به الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، من الله تعالى، وذلك لتوجيه البشر إلى الطريق الصحيح والإيمان بوحدانية الله العظيم.
  • يتمثل الفساد في عدم الامتثال لأوامر الله تعالى في الأرض، بينما يتمثل الإصلاح في إيمان المؤمنين بالله تعالى والمصداقية في رسوله الكريم في الأرض.

لطائف سورة الرعد

لا يوجد على وجه الأرض ، افضل من كلام الله تعالى ، فلقد جاء من الواحد القهار ، ومن روعة سورة الرعد أنها تجعل قارئها يتأمل في ملكوت الله سبحانه وتعالى ، بداية من السموات إلى الشمس ، والقمر ، ثم الأرض ، والجبال ، والأنهار ، وبعد ذلك نهبط إلى تقسيم الأراضي الزراعية ، وتنوع الثمار بها.

في سورة الرعد، يأمرنا الله تعالى بالنظر إلى خلقه وقدرته وآياته الإبداعية من أعلى نقطة في الكون إلى الأرض، حيث رُفعت السموات بلا أعمدة والماء واحد، ويروى به النباتات المختلفة.

ثم بعد ذلك يأتي الله تعالى بإظهار قدرته وعجائب ملكه في الكون، مما يثير دهشة واستغراب البشر، كيف يحيي ويميت الخلائق، ولذلك فمن ينكر ذلك فلا يمكن اعتباره عاقلاً، ثم نتحدث عن قدرة الله تعالى على الجمع بين الأشياء المتناقضة في الكون.

تتضمن سورة الرعد ثلاثون ظاهرة كونية متناقضة، التي لا يستطيع سوى الله تعالى جمعها، مثل الليل والنهار والخوف والطمع والكوع والكره والظلمات والنور والحق والباطل والبسط والقدر والدنيا والآخرة وغيرها.

تعتبر صاعقة الرعد مثالًا على قدرة الله عز وجل ووحدانيته، وعلى إرسال رسوله صلى الله عليه وسلم ليدعو إلى الحق والهداية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى