فوائد سورة التغابن الروحانية
سورة التغابن
سورة التغابن من السور التي لم يتفق عليها العلماء على الوقت الذي أنزلت فيه السورة على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم، واختلف العلماء أيضا على كون السورة مكية أم مدنية، ولكن رأى الأرجح يقول أنها مدنية والباقي يقولون بكون السورة مكية، وسورة التغابن تعد السورة رقم ١٠٧ وذلك بحسب ترتيب نزول السور وقد نزلت السورة بعد نزول سورة الجمعة وقبل نزول سورة الصف، وعدد آيات سورة التغابن ثمانية عشر.
أغراض سورة التغابن
هناك بعض الدروس المستفادة من سورة التغابن، ومنها:
- تذكر سورة التغابن أن الذين في السماء والذين على الأرض يسبحون الله، أي يتقربون إليه وينزهونه عن العيوب بتجديد تسبيحهم
- وأن الملك هو الله وحده، فحق الله هو أن يحظى بالحمد الوحيد لأنه هو من خلق جميع البشر، وبالتالي يؤمن بعضهم بتوحيد الله ويكفر البعض الآخر، ولم يشكروا نعمة الله عليهم بأنه صورهم في هذا العالم بأفضل صورة وحذرهم من إنكار رسالة محمد – صلى الله عليه وسلم
- حذرهم الله تعالى من ذلك، لكي يتأملوا ما حدث للأمم التي رفضت رسلها وكذبتهم ونكرت شهادتها، وتكبرت على رسلها.
- يعلم الله تعالى ما هو خفي في السماوات وما في الأرض، ولا يحدث شيء في الكون إلا بحكمته، ويتم تخفيف الضرر الذي يلحق بالمؤمنين من الكافرين، ولذلك يثقون المؤمنون بالله في أمورهم ويوكلون إليه أمورهم
- وحذرت السورة المؤمنين من بعض أقاربهم الذين غمروا قلوبهم بالخوف من أن يبعدهم عن الإيمان والهجرة.
- واحتساب صبرهم على ثرواتهم وأموالهم التي استولى عليها الكافرون منه.
- أمرهم بصرف المال في أغراض صالحة يسعون من خلالها إلى رضا ربهم، ويتجنبون المعاصي، ويستمعون لأوامره ويطيعونه.
محور مواضيع سورة التغابن
يركز سورة محمد على التشريعات الإسلامية ولكنها تهتم أيضًا بمعالجة أصول العقيدة الإسلامية
سبب نزول سورة التغابن
قيل إن سبب نزول سورة التغابن هو أنه كان يحدث أن يسلم الرجل ثم يريد الهجرة، لكن يمنعه أهله وأولاده، فيقولون له: نسألك بالله أن تبقى مع أهلك وعشيرتك، وتصبر حتى تنتقل بلا أهل ولا مال. وبعضهم يرضى بذلك ويبقى، ويبقى البعض الآخر يرغب في الهجرة، فأنزل الله تعالى هذه الآية
وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان الرجل يسلم فيلومه أهله وبنوه، فنزلت هذه الآية (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم)، وقال عكرمة عن ابن عباس: وهؤلاء الذي منعهم أهلهم عن الهجرة لما هاجروا ورأوا الناس قد فقهوا في: وهؤلاء الذي منعهم أهلهم عن الهجرة لما هاجروا ورأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوا أهليهم الذين منعوهم، فأنزل الله تعالى (وأن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم).
موضوع سورة التغابن
موضوع سورة التغابن هو أن الله خلق الكون ومن فيه لعبادته وذكره، وأن من يطيع الله تعالى ويؤدي ما عليه باختياره يكسب دخول الجنة، وأن من يعصي الله تعالى يخسر ويدخل نار جهنم.
تحتوي السورة على ثلاثة محاور:
- تتحدث هذه المقولة عن جميع مخلوقات الكون، ومهمتهم هي الإيمان بالله وعبادته وطاعته، بينما يعاكس ذلك الذين لا يؤمنون بالله ويشركون به
- تتحدث السورة عن المشركين وأسباب شركهم وما سيحدث لهم بسبب شركهم، وأنهم قد نزلت عليهم الرسل وسيحاسبون على أعمالهم في يوم القيامة
- وقد أمر المسلمون بطاعة الله والرسول واتباع الكتب السماوية وتأدية الصدقات والزكاة، والتوكل على الله تعالى وتفويض الامور اليه، وعدم الالتهاء بفتن الدنيا.
تفاصيل عن موضوع سورة التغابن
تدور مقصد سورة التغابن حول موضوع تغابن الناس، وهو يشير إلى تنافسهم في السعي لتحقيق الفوز والحصول على أعلى المراتب، تماما كما يحدث في المنافسة التجارية. فمن يكون في وضع أقل يرون أن التنافس قد غبنهم وتفوق عليهم، وتحققوا الربح العظيم من الله تعالى، وذلك بفضل الأعمال الصالحة التي يقومون بها وتسابقهم في عمل الخير. وأما أهل النار فيرون أن أهل الجنة قد حققوا الوصول إلى الجنة، بينما هم أنفسهم ضلوا وأضاعوا كل شيء بسبب انشغالهم بفتن الدنيا واختيارهم الحياة الدنيا على الآخرة.
إن الله تعالى لم يخلق البشر ليعيشوا إلى الأبد في الدنيا، بل خلقهم ليسبحوه ويحمدوه مثل الذين يسبحون الله في السماوات والأرض. يجب أن ندرك أن وجود البشر في الدنيا هو امتحان من الله تعالى، حيث يميزهم بأعمالهم ويفضل بعضهم على بعض بالأجر والدرجات وفقا لأعمالهم. الشخص المسلم الذي يعمل الأعمال الصالحة يحظى بدخول الجنة، وهذا هو النجاح العظيم، أما الشرك بالله وكذب آياته فإنه يدخل النار ويلقى سوء العاقبة.
ما هي فوائد سورة التغابن الروحانية
من فوائد سورة التغابن الروحانية هو أن من خاف من سلطان جائر أو أن يدخل علية أحد فيؤذية فليقم بتلاوة السورة فإنها تقيه شره بفضل الله تعالى.
وقد ذكر عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: من يقرأ سورة التغابن في الفريضة فإنها تكون له شفيعة يوم القيامة وتكون شاهدة له على العدل عندما يُجازى على شهادتها، وتبقى معه حتى يدخل الجنة.
وقد روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: من قرأ هذه السورة، دفع الله عنه موت الفجأة، ومن قرأها ودخل على سلطان يخاف بأسه، كفاه الله شره.
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: من قرأها، يكون الله قد أزاح عنه الموت المفاجئ، ومن قرأها وواجه سلطانا جائرا يخشاه، يكفيه الله من شره ولا يصيبه.
وقال الصادق عليه السلام: من خاف من السلطان أو أي شخص يخاف من دخوله عليه، فليقرأ هذا الدعاء، فإن الله يحميه من شره بإذن الله تعالى.
فضل سورة التغابن
سورة التغابن من السور “المسبحات السبع” والمسبحات السبع هي: الإسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى، وبدأت السورة بالفعل المضارع `يسبح` وجاء هذا الفعل للتمجيد والثناء على الله سبحانه وتعالى، ولم يذكر في فضل سورة التغابن أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تتعلق بفضل السورة، ولكن فضل سورة التغابن مثل غيرها من سور القرآن الكريم، وقراءة سورة التغابن والتأمل في معانيها تجلب الثواب والفضل العظيم.
وقد ذكر حديث “المسبِّحات السبع” الذي رواه العرباضُ بن سارية: ذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ المسبحات قبل نومه، وقال: إن فيهن آية أفضل من ألف آية.
قد يتساءل البعض عن سبب تسمية سورة التغابن بهذا الاسم، والإجابة تكمن في ذكر كلمة التغابن في هذه السورة بخلاف غيرها من السور، ونقل ابن عمر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “لا يولد مولود إلا وفي تشابيكه خمس آيات من سورة التغابن”. ويرجع تسمية السورة بهذا الاسم إلى اجتهاد الصحابة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وذكرت كلمة التغابن في السورة في قوله تعالى: “ذلك يوم التغابن، ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، وذلك هو الفوز العظيم