فوائد زيت القنب في الحد من أعراض مرض كرون
يتم استخراج زيت القنب من بذور القنب بالضغط، وإذا تم ضغط الزيت بالبرودة فإنه يبقى غامقًا ويحتفظ باللون الأخضر الفاتح والنكهة العشبية الجوزية، ويشتهر هذا الزيت بفوائده الصحية العديدة .
العلاقة بين زيت القنب ومرض كرون
مرض كرون هو حالة مؤلمة تؤثر على ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة. هل يمكن أن يوفر زيت القنب الراحة للأشخاص المصابين بمرض كرون؟ تشير دراسة حديثة إلى أنه بالفعل يمكن ذلك. في دراسة صغيرة، لوحظ أن المشاركين المصابين بمرض كرون شهدوا تخفيف الأعراض بعد بدء استخدام زيت القنب. ويشير الخبراء إلى أن زيت القنب قد يكون فعالا وغير مصحوب بالآثار الجانبية للأدوية الأخرى. يعتبر مرض كرون مرض التهاب الأمعاء (IBD)، الذي يتميز بالتهاب وقد يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي (GI)، ولكن التأثير الأكثر شيوعا هو على الأمعاء الدقيقة. وتشمل الأعراض ما يلي
1- الإسهال الدموي .
2- الحمى .
3- النزف المستقيمي .
4- وجع في البطن .
غالبا ما يتم وصف الأدوية لعلاج مرض كرون بهدف السيطرة على الالتهاب، وتشمل هذه الأدوية عادة المضادات الحيوية مثل سيبروفلوكساسين والأمينوساليسيلات (نوع من الأدوية المضادة للالتهابات) والمنشطات والمعدلات المناعية والعلاجات البيولوجية .
دراسات حول فوائد القنب لمرضى كرون
في الدراسة الأولى من نوعها، وهي دراسة عشوائية، وجد الباحثون أن القنب خفف أعراض مرض كرون في أكثر من نصف المرضى، بعد ثمانية أسابيع من العلاج، حيث قام باحثون بإخضاع 46 شخصًا يعانون من مرض كرون الشديد الحدة، إلى العلاج بزيت القنب، وقد تم قياس شدة الأعراض لدى المشاركين ونوعية حياتهم قبل وأثناء وبعد العلاج، وتم فحص التهاب الأمعاء باستخدام منظار داخلي، وعن طريق فحص علامات الالتهاب الموجودة في عينات الدم والبراز، وتلقى البعض علاجا وهميا بينما أعطى آخرون زيت القنب الذي يحتوي على 15 في المائة من الكانابيديول، و 4 في المائة رباعي هيدروكانابينول ( THC )، وكلاهما يحدثان بشكل طبيعي في زيت القنب .
وبعد مضي شهرين، أفاد الباحثون بأن المشاركين الذين تم إعطاؤهم زيت القنب شهدوا تحسنا كبيرا في أعراض مرض كرون ونوعية حياتهم، وحوالي 65 في المائة من مجموعة زيت القنب تحققوا تخلصا كاملا من أعراض المرض. وصرح الباحثون: “قد أثبتنا سابقا أن القنب يمكن أن يؤدي إلى تحسينات قابلة للقياس في أعراض مرض كرون، ولكن بشكل مدهش، لم نلاحظ أي تحسنات ذات دلالة إحصائية في التنظير الداخلي أو علامات الالتهاب التي قمنا بقياسها في مجموعة زيت القنب مقارنة بالمجموعة الثانية.” وتشير هذه النتيجة إلى أن التأثير المعروف المضاد للالتهاب لزيت القنب لم يكن الذي ساعد في تخفيف الأعراض. وأكمل الباحثون قائلين: “ندرك أن القنب يمكن أن يكون له تأثيرات عميقة مضادة للالتهابات، ولكن هذه الدراسة تشير إلى أن تحسن الأعراض قد لا يرتبط بتلك الخصائص المضادة للالتهابات .
القنب مختلف عن الماريجوانا
معظم زيت القنب يأتي من القنب، والقنب والماريجوانا يأتيان من نفس النبات (القنب الهندي) ولكنهما ليسا متماثلين. مزارعو الماريجوانا يزرعون نباتاتهم بمستويات عالية من الـ THC، في حين أن مزارعي القنب نادرا ما يقومون بتعديل نباتاتهم. لذلك، زيت القنب لا يؤثر على الحالة العقلية ولكن له آثار مفيدة أخرى. تصنع أجسامنا مواد كيميائية تشبه القنب (الكانابينويد) ولدينا مستقبلات تسمى CB-1 و CB-2، والتي تؤثر عليها زيت القنب للمساعدة في تخفيف الألم والالتهاب، ويمكن أن يساعد في تخفيف أحد أكثر أعراض كرون غير الملائمة .
وبالإضافة إلى زيادة الشهية، يستطيع زيت القنب تبطئة حركة الطعام في الأمعاء وتقليل إفرازاتها، مما يقلل من حدوث الإسهال، ويمكن أن يتسبب مرض كرون في مضاعفات خطيرة مثل سوء التغذية ونمو البكتيريا وانسداد الأمعاء والقرح، ويحتاج حوالي 60 إلى 75٪ من مرضى كرون إلى إجراء عملية جراحية في مرحلة ما بسبب المضاعفات المحتملة، والسبب الدقيق لمرض كرون ما زال غير معروف، والمعروف هو أنه مرض مزمن ويمكن أن يكون نتيجة لتفاعل العوامل المختلفة، بما في ذلك الوراثة والعوامل البيئية مثل البكتيريا أو الفيروسات، أو استجابة مفرطة لجهاز المناعة .
العلاجات التقليدية لمرض كرون مقابل زيت القنب
تشمل العلاجات التقليدية المستخدمة لتخفيف أعراض مرض كرون المضادات الحيوية والكورتيكوستيرويدات، وحذر الباحثون من أن هذه الأدوية قد تسبب آثارا جانبية محتملة مثل الحساسية للعدوى واستجابة الحساسية وأمراض المناعة الذاتية وحتى الأورام اللمفاوية (سرطان النظام الليمفاوي). تشير الأبحاث الحديثة إلى أن زيت القنب يتمتع بسلامة أفضل ولا توجد آثار جانبية خطيرة له، مقارنة بالعقاقير الأخرى المستخدمة في علاج هذه الحالة. وبالتالي، يمكن أن يساهم زيت القنب في تحسين نوعية الحياة لدى بعض الأشخاص المصابين بمرض كرون .