فوائد حيوان السهيم وأهميته
السهيم هو حيوان متعدد الطبقات، يشبه في شكله الثعبان، ويتميز جسمه بالطول والانحدار الجانبي، وتتميز منطقة الخياشيم بالانتفاخ، ولونه شفاف عندما يكون حياً، ويحتوي على بين 6 إلى 19 شقوق خيشومية وفقًا للمرحلة العمرية للحيوان.
يرتفع الحد الأقصى لعدد العضلات الهيكلية في مرحلة اليرقات إلى 61، ويتم الوصول إليه في وقت مبكر من حياة اليرقات، حيث تبقى اليرقات في السطح لمدة 75-200 يومًا، وتحرك اليرقات بشكل منتظم بين السباحة النشطة إلى أعلى والغرق السلبي بوضعية أفقية، مع توجيه الفم إلى الجانب الأيسر إلى الأسفل.
أثناء عملية النزول، يتم جمع الطعام المكون من مجدافيات الأرجل والعوالق النباتية والمواد المعلقة والمخلفات، وتساعد الحركة المتناوبة لأعلى ولأسفل على الحفاظ على اليرقات في الطبقات السطحية، وبالتالي تتعرض للنقل الأفقي بواسطة تيارات سطح البحر.
من المعلومات الأساسية عن السهيم أن جسم الحيوان البالغ يكون طويلا ومضغوطا جانبيا ومدببا عند الطرفين، ولونه قزحي أبيض معتم وشفاف، مما يجعل التشريح الداخلي مرئيا.
أهمية حيوان السهيم
تكمن أهمية وفائدة حيوان السهيم، في مجموعة من المميزات، وهي أنّه:
- يحمل حيوان السهيم مخطط بنيويًا قديمًا جدًا، وهو يتماشى بشكل كبير مع البنية النموذجية الأصلية للفقاريات.
- أظهرت الدراسات أن طريقة حياة حيوان السهيم لم تؤدي إلى تراجعه تشريحياً، وإنما ساعدت في الحفاظ على صفاته البدائية.
- تعبر أهمية حيوان السهيم العلمية عن صفاته الأساسية الثلاثة للحبليات بشكل عام، وصفات بعض الفقاريات، حيث يحمل صفات الفقاريات البدائية مثل الحبل الظهري والحبل العصبي الظهري والبلعوم الغلصمي، وتتضح هذه الصفات من خلال تطور الوريقة الوسطى فيه والتي تعتبر جوفا كاملا وجزءا عضليا وجزء تناسلي.
- يحمل مجموعة من الصفات التي تجعله يشبه الحبليات أكثر من الفقاريات في بنيته.
- بالإضافة إلى ذلك، يحمل هذا الحيوان في جسمه مجموعة من التشكيلات التي تجعله قريبًا من اللافقاريات، مثل مصل الأنبوب الهضمي والأعضاء السمعية والهيكل العظمي ووجود الجوف حول البلعوم والبشرة غير الملتصقة والعيون ذات التمايز.
تصنيف السهيم
على الرغم من عدم وجود زعانف وخياشيم لحيوان السهيم، فإن طبيعتهم التشريحية تشبه تلك التي يعتقد الغالبية أنها كانت تميز أسلاف الأسماك.
يتم دراسة هذا النوع من الحيوانات بشكل أساسي من قبل علماء الأسماك، حيث تمتلك هذه الحيوانات أنبوبًا عصبيًا على ظهرها يشترك مع جميع الفقاريات.
تحتوي الأسماك البدائية على حبل ظهري، وهو عبارة عن قضيب غضروفي يمتد على طول الجسم ومشترك مع جميع الفقاريات الجنينية والبالغين.
تتراوح طول أسماك السهيم بين 3 سم، وهي كائنات نحيلة تعيش في قيعان رملية، وعادة ما تتواجد على مستوى جميع المحيطات الاستوائية والمعتدلة، وتعتبر الأسماك الصغيرة.
توجد مصائد تجارية للصيد السمكي تتضمن تجريف القاع في جنوب الصين، كما يشهد الصيد السمكي انخفاضًا واضحًا في كمية حيوان السهيم.
الجهاز العصبي في السهيم
يتألف جهاز العصبي للسهيم من حبل عصبي ظهري مجوف يقع فوق الحبل الظهري مباشرة، كما يمتد الجزء الأمامي من الأنبوب العصبي قليلاً ليشكل الدماغ، ويبقى الجزء الخلفي مماثلًا للنخاع الشوكي. ويحتوي الأنبوب العصبي على أعصاب مقترنة بكل جزء من أجزاء الجسم.
تشكل الأعصاب المزدوجة في الواقع جذور الأعصاب الظهرية والبطنية التي تبقى منفصلة، ويقع جذر العصب البطني بجوار العضلات الهيكلية ويمر جذر العصب الظهري بين هذه العضلات.
الأعصاب غير مغلفة بالمايلين، مما يعني أن الأعصاب ليست مغلفة بغمد الميلين السميك كما هو الحال في الأعصاب الفقارية، ويحمل الجذر البطني الألياف الحركية، بينما الجذر الظهري هو مختلط ويحمل الألياف الحركية للعضلات غير العضلية والألياف الحسية للقطعة.
في الجزء الأمامي من الأنبوب العصبي، يتضخم النسيج العصبي ليشكل بطينًا، ويخرج منه أول عصب ظهري، ولكن الأعصاب البطنية المقابلة غير موجودة، وهذان العصبان ينقلان النبضات من مستقبلات غطاء الفم.
يتواجد عضو في الفك على الحائط البطني للبطين، ويتألف هذا العضو من خلايا طويلة مزودة بأهداب قوية، ويعتبر هذا العضو مصدرًا للألياف التي تنتقل إلى الخلف على طول الأنبوب العصبي.
تحتوي خلايا العضو اللافقاري على مادة إفرازية عصبية كما هو ملاحظ في ألياف العضو الفقاري النخاعي، وفي مرحلة النمو، يتم فتح البطين من خلال ثقب عصبي يغلق عند البالغين، وتتميز منطقة الإغلاق بانخفاض يسمى حفرة.
يحتوي الجزء الأمامي من البطين على خلايا مصبغة وخلايا حسية، وعلى الرغم من أن هذا العضو يُعتبر من قبل الكثيرين كمستقبلات ضوئية، إلا أن الوظيفة المستقبلة للضوء لهذه الخلايا لم يتم إثباتها تجريبياً بعد.
الجهاز الهضمي في السهيم
يتألف الجهاز الهضمي من قناة هضمية وغدد هضمية، وتنقسم القناة الهضمية إلى الفم، وغطاء الفم، والتجويف الشدق (الدهليز)، والبلعوم أو الكيس الخيشومي، والمريء، والأمعاء، والشرج، وعادة ما يُشار إلى الرتج الكبدي بالغدد الهضمية.
فيما يلي وصف لأجزاء مختلفة من القناة الهضمية:
- الفم:فتحة صغيرة مستديرة تقع في قاعدة الدهليز أو التجويف الشدقي للغطاء الفموي، محاطة بغشاء يسمى الفيلوم، يعمل كعضلة عاصرة تحمل 12 مجسا حلقيا رفيعا أو ثنية على حافتها الحرة، وتساعد على إغلاق الفم أو فتحه.
- غطاء الفم والتجويف الشدقي: هناك فتحة متوسطة كبيرة تقع تحت الحافة المدببة للجزء الأمامي، وهذه الفتحة محاطة بغشاء يشبه الرتوش يسمى غطاء الفم.
- العضو الهدبي: ينتج عن طريق البطانة الداخلية للدهليز أخاديد وحواف مهدبة معقدة، ليتمكن الطعام من الفرم عند مضغه في الفم.
- أخدود هاتشيك: هو أخدود غدي مهدب يمتد على طول سقف الدهليز، وهو مبطن جزئيا بخلايا الغدد الصماء التي يعتقد أنها تفرز هرمونات تشبه الغدة النخامية في الدم.
- فيلوم: هي حلقة من الأعصاب الحسية التي تشبه الإصبع حول الفم، وتفصل الحلق من البلعوم.
- البلعوم أو الكيس الخيشومي: يتعلق الأمر بأنبوب كبير مضغوط بشكل جانبي يشغل أكثر من نصف مساحة سطح الجسم الكلية.
تغذية السهيم
تتكون طعام الحيتان من البروتوزوان والطحالب والدياتومات ومركبات عضوية أخرى، حيث يحصل الحواجز الرئوية على الطعام من خلال تصفية المياه التي تدخل البلعوم، وتتشكل الشدقة لتعمل كفاصل لمنع دخول الجزيئات الكبيرة، وتعمل الحواجز الحسية في الألواح الشدقية والحلقية كمستقبلات كيميائية ومستشعرات لتذوق طبيعة جزيئات الطعام وتقدير حجمها أيضا.
في حال كانت جزئيات الطعام كبيرة الحجم أو مسمومة، يتم طردها من التجويف البلعومي عن طريق طرد الماء بالقوة، ويتم التحكم في دخول الماء إلى التجويف البلعومي من خلال الفيلوم في الفم.
يؤدي البلعوم دورًا حيويًا في عملية جمع الطعام، حيث ينتقل الجزء الأكبر من الماء إلى الأذن من خلال الشقوق الخيشومية، ثم تهتز الأهداب الموجودة على القضبان الخيشومية لإخراج الماء إلى الأذن، وبالتالي يتسهل تدفق الماء العذب عبر الفم.
بسبب وزنها، تسقط جزيئات الطعام على أرضية التجويف البلعومي وتتشابك بفعل الإفراز اللزج لخلايا إفراز المخاط في البطانة الداخلية.
تنبض الأهداب في الداخل والقضبان الخيشومية لإنتاج تيار تصاعدي يدفع جزيئات الطعام المتشابكة في المخاط نحو الأخدود البلعومي، وتضرب أيضًا أهداب البطانة لدفع الطعام على طول المسالك الهدبية حول البلعوم إلى الأخدود البلعومي.