فوائد الكيتو دايت في علاج الانفلونزا
النظام الغذائي الصحي دائما يساعد على تعزيز الصحة والتخلص من العديد من الاضطرابات الصحية والوقاية من مختلف الأمراض أيضا، وفي الآونة الأخيرة ظهرت العديد من طرق الحميات الغذائية الحديثة التي ساهمت بالفعل في فقدان الوزن بشكل صحي وآمن وفي وقت قصير؛ ومن بين أشهر هذه الطرق نظام الكيتو دايت الذي يحمل العديد من الفوائد الصحية الأخرى إلى جانب فقدان الوزن .
الكيتو دايت
الكيتو دايت Keto Diet هو عبارة عن أحد الأنظمة الغذائية التي كان يتم الاعتماد عليها في مطلع القرن العشرين من أجل علاج الأطفال المُصابين بالصرع ، ولكن مع الوقت لاحظ الأطباء أن هذا النظام يُساعد بشكل فعال في إنقاص الوزن ، ومن هنا جاءت فكرة فقدان الوزن عبر النظام الغذائي الكيتوني .
يعود تسمية النظام الكيتوني إلى مركب الكيتون الذي ينتج بشكل طبيعي في الجسم كجزء من عملية الحصول على الطاقة، ويعتمد نظام الكيتو على تحطيم الدهون بشكل كبير لتوفير الطاقة للجسم بدلاً من السكريات والكربوهيدرات. وتتمثل فكرة النظام الكيتوني الغذائي بشكل أساسي في اعتماد الجسم على تحطيم الدهون بشكل كبير للحصول على الطاقة .
حيث أن النظام الكيتوني يمد الجسم بنسبة تتراوح بين 70 إلى 80 % من الدهون ، وحوالي 25 % من البروتينات ، إلى جانب نسبة تتراوح بين 5 إلى 10 % فقط من الكربوهيدرات ، وبذلك ؛ فإن الجسم سوف يعتمد على الدهون من أجل إنتاج الطاقة بدلًا من الكربوهيدرات ، وهذا من شأنه أن يُساعد على إنقاص الوزن بسهولة .
ولكن تُجدر الإشارة إلى أن نظام الكيتو دايت لا بُد أن يتم تحت إشراف الطبيب ليقوم بتحديد نسبة الدهون والبروتينات والكربوهيدرات المناسبة وفقًا لطبيعة كل جسم ؛ لأن الإخلال في أي نسبة في مكونات النظام واستخدام الكيتو دايت عمومًا بشكل عشوائي قد يؤدي إلى نتائج عكسية وإلى المزيد من الإضطرابات الصحية الخطيرة .
دور الكيتو دايت في علاج الانفلونزا
هل تدرك أن النظام الكيتوني قد يكون عاملا مهما في مكافحة بعض الأمراض وشفائها السريع أيضا مثل إصابة الإنفلونزا؛ حيث أجرى فريق من الباحثين والعلماء في جامعة ييل في كونيتيكت بالولايات المتحدة دراسة على مجموعة من الفئران المصابة بفيروس الإنفلونزا. تم تقسيم هذه الفئران إلى مجموعتين؛ تم اطعام المجموعة الأولى بنظام غذائي غني بالدهون ومنخفض الكربوهيدرات (النظام الكيتوني)، وتم اطعام المجموعة الثانية بنظام غذائي عادي .
أشارت النتائج إلى أن الفئران التي تم تغذيتها على النظام الكيتوني تمكنت من التغلب على الإنفلونزا في وقت قصير جدًا، بينما استغرقت مجموعة الفئران الأخرى وقتًا أطول للشفاء .
ومن خلال إجراء عدد من الاختبارات الدقيقة ؛ توصل العلماء إلى أن الاعتماد على الدهون كمصدر للحصول على الطاقة في الجسم ؛ يؤدي إلى إنتاج بعض نواتج عملية تكسير الدهون التي تعرف باسم الكيتونات Ketones ، وهذه الكيتونات بدورها تقوم بتعزيز قوة الجهاز المناعي وتنشيط الخلايا التائية من أجل مواجهة فيروس الإنفلونزا والقضاء عليه في الحال ، وهذا يشير بالطبع إلى أن نظام الكيتو دايت يلعب دورًا هامًا في علاج الإنفلونزا .
يوجد الآن اتجاه لتطبيق هذه الدراسات على أنواع مختلفة من فيروس الإنفلونزا المتحورة مثل فيروس H1N1 وغيرها، لتحقيق علاجات أكثر فائدة وفعالية في المستقبل .
تم نشر نتائج هذه الدراسة في الخامس عشر من شهر نوفمبر 2019م في المجلة العلمية الدولية Science Immunology .