توجد الألوان في الطبيعة بدرجات مختلفة، وكل لون له قوة وحدة لونية مميزة. الألوان تمنح الأشياء رونقها وجمالها، وهي مهمة في جميع مجالات الحياة وفي تصميم كل شيء. تؤثر الألوان بشكل كبير على صحتنا النفسية، وقد أجريت العديد من الدراسات العلمية حول تأثير الألوان على الإنسان. في دراسة علمية أجريت عام 1960، تم تحليل اللون الأبيض والذي أدى إلى تشكيل مجموعة متنوعة من الأشعة ذات الأطوال الموجية المختلفة. يرجع ذلك إلى اختلاف الطول الموجي لكل لون، فطول الموجة للون الأزرق هو 480 نانومترا، بينما طول الموجة للون الأحمر هو 650 نانومترا. كما أشار العلماء في دراسات علمية أخرى إلى أن مزج الألوان يؤدي إلى توليد أطوال موجية مختلفة تماما
تعني مزج الألوان إنشاء منطقة بين لونين حيث يختلطان تدريجيًا، بحيث تحدث انتقالًا لطيفًا من لون واحد إلى آخر، ويعتمد حجم هذه المنطقة بالكامل على ما ترسم أو تصمم، ويمكن أن يكون الانتقال ضيقًا وسريعًا نسبيًا أو واسعًا وبطيئًا، حسبما يناسب الموضوع .
مزج الألوان
تصنف الألوان الأساسية عموما إلى الأحمر والأزرق والأصفر. أما الألوان الثانوية التي تنشأ من مزج الألوان الأساسية، فتشمل البنفسجي الذي ينتج من مزج الأزرق والأحمر، والأخضر الذي ينتج من مزج الأزرق والأصفر، والبرتقالي الذي ينتج من مزج الأصفر والأحمر. وهناك مجموعة متنوعة من تدرجات هذه الألوان وتختلف الدرجة وفقا لنسب المزج. عند مزج الألوان الثانوية مع الألوان الأساسية، نحصل على تدرجات ألوان ثلاثية جديدة، وعند مزج الألوان الثلاثية مع الألوان الأساسية والثانوية، نحصل على ألوان نادرة .
طريقة مزج الألوان
توجد عدة طرق وأدوات لدمج الألوان، وذلك يعتمد على الألوان المستخدمة، وسنشرح طريقة دمج الألوان لتكوين ألوان جديدة ونادرة .
الألوان الزيتية : يتم دمج الألوان باستخدام الفرشاة بطريقة مباشرة أو بسكين ثم يتم تخفيفها بزيت بذور الكتان .
الألوان المائية : عند دمج الألوان، نختار اللون الفاتح ونضعه فوق اللون الغامق بكمية قليلة من الماء في وعاء الخلط، حتى تصبح الألوان مشابهة للحبر السائل، ثم نضيف اللون الآخر إذا رغبنا في مزج أكثر من لون، ونقوم بالتحريك حتى يتجانس اللونان .
الألوان الناتجة عن دمج الألوان
هناك طريقة رياضية لمزج الألوان للحصول على اللون المفضل سريعًا، وأحد هذه الطرق هو قانون غراسمان الذي يتضمن معادلات تعتمد على الطول الموجي لكل لون، حيث يتم دمج الألوان المتقابلة في دائرة الألوان لتنتج لونًا ثلاثيًا وهكذا .
كيفية اختيار الألوان وتناسقها
لتحقيق أفضل نتيجة لونية، هناك ما يسمى بالألوان المكملة وهي ضرورية جدا لتحقيق تناغم وانسجام في اللوحة. تكون الألوان المكملة تكملة لبعضها البعض، فالأخضر يكمل الأحمر، والبرتقالي يكون مكونا للأزرق، والأرجواني يكمل الأصفر. لذا، عند إبتكار ألوان جديدة، يجب معرفة اللون المكمل للون الآخر لتحقيق التناغم بينهما. يمكن الاعتماد على دائرة الألوان للحصول على ألوان منسجمة، ويمكن ذلك بطرق مختلفة، مثل الطريقة الزوجية التي تشمل إضافة الألوان المتضادة في دائرة الألوان، مثل الأخضر والأحمر. أو الطريقة الثلاثية، حيث يتم اختيار لون يشكل مثلثا في دائرة الألوان، مثل البنفسجي والبرتقالي والأخضر. أو الطريقة السداسية، حيث يتم رسم مربعين يتقاطعان لتشكيل شكل سداسي، وتكون الألوان الموجودة على رؤوسه منسجمة .
9 ألوان من أندر الألوان
في العصر الرقمي، يمكن لكتب Pantone وتقنية الكمبيوتر تحقيق ما نرغب فيه أكثر من أي وقت مضى، ببساطة عن طريق تعديل قيمة اللون باستخدام شريط الانزلاق Hue، يمكننا إبتكار لوننا المثالي الذي طالما حلمنا به. ولكن دعنا نعود إلى زمن كانت فيه المومياوات والخنافس مصدرا لبعض الألوان غير المألوفة في العالم. قام إدوارد فوربس، مدير متحف فوغ للفنون في جامعة هارفارد من عام 1909 حتى عام 1944، بالسفر حول العالم لجمع “أصباغ العالم” لمجموعة فوربس بيجبنت.
باستخدام أكثر من 2500 عينة مختلفة، تستخدم مجموعة Forbes Pigment في الغالب للتحليل العلمي، وتمت إعادة بنائها لتشمل صبغات الفن المعاصر في القرن العشرين. كان من الصعب الحصول على لون معين، مما استدعى السفر حول العالم لذلك. ولكل عينة خلفيتها وأصلها الخاص، وتشكل جميعها عمل إدوارد فوربس المجتهد. دعونا نلقي نظرة على 9 ألوان نادرة ومثيرة للاهتمام في مجموعة ألوان فوربس
اللون (Synthetic Ultramarine ) : تم اكتشاف هذا اللون في عام 1826 باستخدام الذهب .
اللون (Mummy Brown) : يتم استخراج لون نادر جدا يعرف باسم “الراتنج البني” الذي كان يغطي المومياوات المصرية القديمة، وكان شائعا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر .
اللون (Quercitron ) : يتم استخراج اللون من اللحاء الأسود أو البني الداكن لأشجار البلوط في الأجزاء الشرقية من الولايات المتحدة .
اللون (Annatto) : تم استخراج هذه الصبغة البرتقالية الطبيعية من نبات “ليبستيك بلانت” الموجود في أمريكا الوسطى والجنوبية، وتستخدم في صناعة منتجات التجميل الحديثة .
اللون (Lapis Lazuli) : يعد هذا اللون نادرًا جدًا وتم استخراجه من أفغانستان وكان يباع بثمن أغلى من الذهب
اللون (Dragon’s Blood) : يستخرج مصدر دم التنين من نبات النخيل الرتاني ويعرف باسمه العلمي .
اللون ( Cochineal ) : اللون القرمزي يأتي من الخنافس ويستخدم في صناعة مستحضرات التجميل .
اللون (Cadmium Yellow) : تم استخدامه في القرن التاسع عشر، وقد تم استخراجه من معدن الكادميوم السام .
اللون (Emerald Green) : المستخلص من النحاس الأسيتارسينيت يعرف باسم الزمرد الأخضر .