يرتبط فن الفسيفساء في أذهاننا بمنازل الإسلام وتزيين المساجد القديمة، وأشهرها مسجد قبة الصخرة. ولكن هل للفسيفساء تاريخ أبعد؟ بالفعل، كلمة `فسيفساء` هي كلمة يونانية تعني الحرفة وصناعة المكعبات الصغيرة المتعددة الأشكال، وكانت تستخدم لتزيين الأرضيات والجدران عن طريق تثبيتها بالملاط فوق الأسطح الناعمة الملساء، وتتميز بأشكال وأحجام وتصاميم متنوعة .
تعود أصل كلمة الفسيفساء إلى الكلمة اليونانية “ميوزيس”، وكما نعلم أن اليونان الوثنية كانت تخصص إلها لكل شيء، وهذه الكلمة كانت تعود لإلهة خاصة بالفنون والجمال والإلهام والحس الفني، وتم تبديل الاسم إلى “فاس” في العربية، واليوم يعرف باسم “الموزاييك”، وعرفت الفسيفساء بعد ذلك في عصر بلاد ما بين النهرين في المعابد القديمة، وفي بدايتها كانت تصنع من الأقلام والمسامير برؤوس ملونة، وتأخذ أشكالا فنية، وظهرت في بلاد فارس، إيران الحالية، في قصر دارا الفارسي، وتطورت إلى درجة عالية من الاتقان والفنون في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد، ويقال إن أقدم قطعة فسيفساء تم العثور عليها في اليونان في مدينة أولبينثوس. بعد ذلك، انتشرت في الدولة البيزنطية المسيحية، التي كان مقرها الشام وروما، واستمرت في الظهور حتى ظهور الحضارة الإسلامية. عندئذ، قام الفنانون المسلمون بتغيير نمط هذا الفن ليتوافق مع التعاليم الإسلامية، وبدأ يأخذ اتجاها مختلفا تماما في زخرفة وتزيين المساجد وكتابة الآيات القرآنية، وزين قصور الملوك في الدولة الأموية، وزين مسجد فبة الصخرة المشرفة. ومن هنا بدأت البداية الإسلامية لهذا الفن .
فنون و أنواع فن الفسيفساء :-
تعود أنواع الفسيفساء إلى كل بلد في بلاد الرافدين، حيث كانت الأوتار الخزفية ذات الرؤوس تستخدم في تزيين الجدران والأسلحة والقناعات التي يرتديها الفرسان في الحروب. أما في بلاد الشام، فكانت تعتبر لوحات فنية مبدعة نقلت إلى العديد من المتاحف حول العالم، وأول وأجمل لوحة موجودة في متحف طيبة الإمام في سوريا. أما في بلاد الإغريق، فكانت الفسيفساء تصنع على شكل مجسمات للأشخاص والآلهة الخاصة بهم والحيوانات والوحوش، وهذا كما هو معتاد في حضارات العالم القديم التي تسجل أحداث يومها على الجدران .
ومع ذلك، اليوم لدينا خمسة أنواع من الفسيفساء، وهي الإغريقية والبيزنطية والشامية والرومانية والأيقونات المسيحية، بالإضافة إلى فن الفسيفساء الإسلامي الذي كان التاج الذي ارتداه الفن .
أشهر أعمال الفسيفساء:-
تعد فسيفساء أم الرصاص في الأردن جزءًا من مناطق التراث الحضاري، وتعود إلى الفسيفساء العصر الأموي.
يعود قصر هشام في مدينة أريحا الفلسطينية، الذي يتألف من فسيفساء، إلى عصر الأمويين وهو عبارة عن قصر بناه هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد كمقر للدولة .
يوجد لوحات أخرى من الفسيفساء أشهرت على مدار التاريخ الإنساني ومعظمها توجد في سوريا، ومن بينها لوحة الموسيقار الأسطوري تالاسا، ولوحة الأمازونات، ولوحة العشاء الأخير، ولوحة الفصول الأربعة، ولوحة آلة الكرامة .
جانب من فنون الموزاييك :-
