فلسفة قطة شرودنجر
تعتبر قصة قطة شرودنجر واحدة من الأشياء التي أثارت الكثير من الجدل بين إينشتاين وميكانيك الكم، وشهدت الكثير من المناقشات بين الأطروحات التي تتعلق بالعالم الجسيمي والوصف الخاص بالجسيم.
ما هي فلسفة قطة شرودنجر
تشتهر قطة شرودنجر بأنها المشكلة التي واجهت الفيزيائيين أينشتاين وميكانيكا الكم، ويمكن تلخيص الجانب الجسيمي للمسألة باستخدام العلاقات التالية
1- أماكن.
2- وجود.
3- مثنى مضاد.
4- تعدد بلا حدود.
حيث نجد أنه يوجد شيء من الكمال والتداخل بين كل من الأشياء الماضية كما يوجد بها شيء من الغموض في تلك الأطروحة والتي تقوم على التأويل، وتعد قطة شرودنجر تجربة من التجارب الذهنية المثيرة للجدل حيث قد وجدنا أن الإلكترون أو الجسم في حالة غريبة وهي حالة التراكم الكمي وفي تلك الحالة يتصرف بها الإلكترون كما لو كان موجود في جميع الأماكن ولو كان يسير في جميع المناطق الممكنة، وسنتمكن في النهاية من تتبع مساره ومن غير المتوقع أن تعلم مكان تواجد وظهور الإلكترون.
وفي حالة إن تم رصد الإلكترون سيظهر في مكان واحد فقط وهذا الإلكترون يكون له مسار واحد فقط ومحدد وإذا ظهر الإلكترون في ذلك المكان فإنه لم يسير في باقي المسارات الخاصة ببقية الأماكن، وأن عملية الرصد لذلك الإلكترون هي التي تحدد في أي مكان سيظهر الإلكترون وأن الإلكترون يختار تلك الأماكن بعشوائية تامة وهنا لا توضح ميكانيكا الكم على أي أساس يتم اختيار مكان معين حين يتم رصد الإلكترون.
دور قطة شرودنجر في التجربة
ومن هنا يتبين أن مسار الإلكترون غير محدد أو أنه لا يسلك جميع المسارات في نفس الوقت، وهذه هي الاستفزاز التي تحدث في الإلكترون حيث يكون لديه أكثر من مسار ولكنه يسلكها بشكل عشوائي. وهنا يأتي دور قطة شرودنجر التي ستوضع في صندوق محكم يحتوي على سم. وهذا السم لا يتفعل إلا عندما يتم تنشيطه بواسطة جهاز استشعار يقوم بإرسال إشعاع لا يمكن خروجه إلا من خلال جزيء مشع، والذي سيتم وضعه أيضا داخل الصندوق مع القطة والسم. وقد أثبتت الكترونات الذرة المشعة أنها في حالة تراكم كمي، وهذا يعني أنها قادرة على الإشعاع وعدم الإشعاع في نفس الوقت.
وبالتالي، حالة القطة تعتمد على حالة تركيبة كيميائية، وهذا يعني أن السم يكون فعالا وغير فعال في نفس الوقت. وبالتالي، تكون القطة حية وميتة في نفس الوقت، وهذا ليس موجودا في الواقع الذي نعيشه اليوم. والسبب في تلك القطة المتناقضة هو أن الدالة الموجية للجسيمات الصغيرة تؤكد وجود حالتين للقطة في نفس الوقت، حي وميت، وظلت هذه المفارقة العجيبة قائمة حتى انتهاء التجربة.
هنا، قام الباحثون ببناء صندوقين من الألمنيوم، يحتوي كل منهما على موجات من البروتونات، وتم ربط الصندوقين معا عن طريق نفق يسمح للبروتونات بالتنقل بينهما، وكان تردد البروتونات في الصندوق الأول مختلفا عن الثاني، وأثبتت التجارب أنه إذا كانت القطة في أحد الصناديق، فإنها ستكون ميتة، وفي الصندوق الثاني ستكون حية، حيث يكون السم نشطا في الصندوق الأول وغير نشط في الصندوق الآخر الذي توجد فيه القطة الحية.
وبموجب هذه النظرية، لا يمكن وضع حالة القطة -وليست القطة بذاتها- في صندوق واحد، بل إنها تمتد عبر الصندوقين معًا، وهذا ما أثار دهشة الجميع منذ إجراء تلك التجربة وحتى الآن.