فضل ليلة القدر واهم العلامات التي تدل عليها
بسم الله الرحمن الرحيم }}إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {{
ليلة القدر هي الأعظم من بين ليالي العام كله، وقد خصها الله تعالى عن غيرها من الأيام، لتكون الليلة التي أنزل فيها كتابه عز وجل على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام. ولذلك فإن قدرها عند الله سبحانه وتعالى خير من ألف شهر، مما يعني أن العبادات والطاعات التي يقوم بها المسلم في هذه الليلة تكون أفضل ثوابا من عبادة ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر .
وقت ليلة القدر
لقد ذكر في الأحاديث النبوية الشريفة أن ليلة القدر محصورة في العشر الأواخر من شهر رمضان، وقد يكون ذلك إما في الليلة الثالثة والعشرين أو في الليلة الخامسة والعشرين أو في الليلة السابعة والعشرين أو في الليلة التاسعة والعشرين. وقد ورد في الحديث الشريف من ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ابحثوا عنها في العشر الأواخر من رمضان، في التاسعة تبقى، في السابعة تبقى، في الخامسة تبقى”، وفي حديث شريف آخر من أبي هريرة رضي الله عنه قال: ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “كم مضى من الشهر؟” فقلنا: مضى اثنان وعشرون يوما وبقي ثمان. فقال صلى الله عليه وسلم: “لا بل مضى اثنان وعشرون يوما وبقي سبع، الشهر تسع وعشرون يوما، فابحثوا عنها الليلة”. وقد زادت الأحاديث الشريفة التي توضح وقت ليلة القدر من ليالي شهر رمضان المباركة .
سبب تسمية ليلة القدر
تختلف آراء علماء الدين في تفسير سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم. يقول البعض إن سبب التسمية هو فضل الله سبحانه وتعالى لتلك الليلة عن غيرها من الليالي وعظمة شأنها. فهي ليلة لها قدر عظيم أو شرف عظيم. ويعزو بعض العلماء سبب التسمية إلى أن الأعمال والطاعات في تلك الليلة تحظى بقدر عظيم، حيث يحصل المسلم على ثواب لا يحصل عليه في أي ليلة أخرى في السنة. ويشير البعض أيضا إلى أنها سميت بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى أنزل فيها القرآن الكريم. وذكر العالم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن سبب تسميتها يعود إلى أن في تلك الليلة يكتب ما سيحدث في السنة، وهذا من حكم الله عز وجل في الخلق .
علامات ليلة القدر
ذكر العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن علامات ليلة القدر تنقسم إلى علامات مقارنة، وهي العلامات التي تحدث في الليلة نفسها، وعلامات لاحقة، وهي العلامات التي تحدث في صباح ليلة القدر، وتشمل ما يلي:
1. العلامات المقارنة : تتميز ليلة القدر بالنور والإضاءة أكثر من غيرها من الليالي في العام، ويشعر المسلم فيها بالراحة والطمأنينة. وتكون الرياح خفيفة والسماء صافية في هذه الليلة، ولا تحدث فيها أي عواصف. وذكر ابن عثيمين أيضا أن الإنسان قد يرى في منامه ليلة القدر، مثلما حدث مع بعض الصحابة رضي الله عنهم. ومن العلامات المميزة أيضا أن المؤمن في هذه الليلة يشعر بلذة القيام للصلاة أكثر من الأيام الأخرى .
2. العلامات اللاحقة : في ليلة القدر، يظهر الشمس بدون شعاع ويكون سطوعها أبيضًا، أي صافيًا وليس كسطوع الأيام العادية، وذكر ذلك في حديث شريف عن أبي بن كعب رضي الله عنه، حيث قال: `أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشمس تطلع في ذلك اليوم بدون شعاع` .
فضل ليلة القدر
تتمتع ليلة القدر بالعديد من الفضائل كما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وتشمل ما يلي:
• في هذه الليلة العظيمة وضع فيها كتاب الله عز وجل القرآن الكريم، حيث جاء فيها قوله تعالى: `إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ` .
• • في هذه الليلة يكتب الله ما سيحدث خلال العام من أرزاق وآجال كما ورد في قوله تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم } .
• أجر العبادة والطاعات في هذه الليلة يختلف عن غيرها من الليالي، فهي أفضل من ألف شهر، وذلك كما ورد في قوله تعالى في سورة القدر {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} .
• في ليلة خاصة، تنزل الملائكة على الأرض بكل خير ورحمة ومغفرة وبركة، حيث يقول الله تعالى `تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر` .
• يُعرَف ليلة القدر بأنها ليلة السلام وأعمال الخير والكثرة من الطاعات، حيث تتسلم النفوس فيها من العذاب ولا مكان فيها للشيطان، وهو ما أشار إليه الله تعالى في قوله: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الفَجْرِ} .
• في ليلة القدر يغفر الله ذنوب ما قبلها، ويحتسب الأجر فيها، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه` .