فضل سورة يس المغامسي
أوصى الله تعالى بقراءة القرآن الكريم وتدبره وعدم تهميشه، وذلك بسبب فضله الكبير وتأثيره القوي على النفس. ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فضل قراءة القرآن الكريم في العديد من الأحاديث الشريفة، منها: “اقرؤوا القرآن فإنه سيكون شفيعا لأصحابه في يوم القيامة”، ورواه مسلم، وأيضا: “إن من ليس في جوفه شيء من القرآن، كان كالبيت الخراب”، ورواه الترمذي، وغيرها من الأحاديث الصحيحة التي تحث على قراءة القرآن وتدبره.
فضل سورة يس
لا توجد سورة في القران الكريم إلا ولها فضل وأثر عظيم على النفس عند قراءتها أو الاستماع إليها، ومن السور القرانية سورة يس ، فلها منزلة عظيمة في القران الكريم ووقعها على القلب قويًا، وسورة يس هي سورة مكية عدد اياتها 83 اية، وترتيبها في القران الكريم 33، تضمنت السورة أكثر من موضوع، كالأدلة والبراهين على أن الله واحد لا شريك له، ونهاية المُكذبين به، وقضية حقيقة البعث والنشور، وقصة أهل القرية.
وجاء في سبب نزول الايات من الاية 77 إلى الاية 83 أنه عن ابن عباس قال: “جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم، بعظم رميم بالِ، فأخذ يُفتته بيده ويقول: يا محمد أيحيي الله هذا بعد ما أرى؟ قال: (نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يُدخلك نار جهنم). فنزلت الآيات” أخرجه الحاكم وصححه ابن المنذر.
فوائد سورة يس للشيخ المغاسي
لسورة يس فضل عظيم ووقع على النفس كبير، ويرجع الفضل فيها إلى لجوء العبد إلى كلام الله سواء في السراء أو الضراء مع يقينه التام بأنه لا ملجأ إلا له وحده سبحانه، فالله هو القادر على الوقوف بجانبه في شدته ورخائه، وليس للأقاويل المغلوطة والأحاديث المكذوبة التي تناقلتها الناس وتم نسبها إلى الرسول صلّ الله عليه وسلم.
الدروس المستفادة من سورة يس
ورد في سورة يس الكثير من الدلائل التي تؤكد أهمية عبادة التأمل والتفكر والتدبر في خلق الله كلهم للمسلم المؤمن الموحد، حيث تتحدث السورة عن يوم القيامة وما فيه من معجزات يعجز العقل البشري عن تصورها، وكيف أن النهاية قد تكون وشيكة للغاية، ولابد أن يراعي المسلم الله في كل كبيرة وصغيرة.
توضح السورة أيضًا الصبر الكبير الذي اتسم به أنبياء الله، حيث صبروا على الأذى والضرر الذي تعرضوا له من قبل أقوامهم والكفار الذين جحدوا وحدانية الله.
تحتوي السورة على قسم واضح في القرآن الكريم لإثبات أن القرآن الكريم نزل من عند الله تبارك وتعالى، ولا يقبل أي نوع من التحريف، وأنه باقٍ إلى يوم القيامة.
تصف سورة يس مشاهد التعذيب المختلفة التي سيتعرض لها الكافر الذي أنكر وجود الله سبحانه وتعالى، وأتبع غير سبيل المؤمنين وتجاهل تمامًا ما حدث للأمم السابقة.
توضح السورة أيضًا النعيم الدائم الذي سيتمتع به المسلم الذي عاش وتمسك بالإسلام وحب الله ورسوله من البداية إلى النهاية.
من أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من سورة يس، هي أن الإنسان يجب أن يتخلص من جميع مشاعر الكره والبغض والكراهية تجاه من حوله، وأن يكون قلبه نقيًا وصافيًا، وأن يمتلك شمائل الكرامة والعفو.
حقيقة فضل سورة يس
سورة يس من أجل سور القران الكريم، فهي تعادل نصف القران عند قراءتها في اليوم الواحد، وتداول الكثير من الناس أحاديث عديدة عن النبي صلّ الله عليه وسلم حول فضل سورة يس، وحكم أهل العلم والمحققون على هذه الأحاديث بالضعف والوضع، فهي جزء من القران الكريم مثلها كمثل سورة البقرة وأيضا اية الكرسي فلهم فضل عظيم في القران الكريم، وتداول الناس أن من قرأ سورة يس فله أجر قراءتها لا ينقص منه شيء مع ضرورة تجنب القربات والعبادات التي لا أصل لها من الصحة، فمن قرأ حرفًا من حروف كتاب الله العظيم أثابه الله عشر حسنات، فروى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلّ الله عليه وسلم قال: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ) [صحيح].