فضل سورة ص وفوائدها الروحانية
مقاصد سورة ص الروحانية
تشمل السورة الكريمة ثلاث قضايا هامه وهم: تتناول سورة الفاتحة قضايا مهمة مثل قضية التوحيد، وقضية الوحي، وقضية الحساب، وتأتي هذه القضايا الثلاث في بداية السورة، حيث تفتتح السورة بقسم الله بالقرآن الذي كفر به المشركون، وتتضمن تفاصيل مقاصد السورة
- يتضمن توبيخ المشركين بسبب تكبرهم على النبي وتكذيبهم لما جاء به، ويُذكر أيضًا فعل غيرهم من الرسل والتابعين السابقين .
- يدعم الله رسوله صلى الله عليه وسلم، ويطلب الله من نبيه أن ينظر إلى الرسل الذين سبقوه ويقتدي بهم .
- تأمرنا الله في هذه السورة الكريمة بالعدل بين الناس والحكم بينهم بما يرضي الله، كما نهانا الله سبحانه وتعالى عن اتباع هوى النفس، ووعد من كفر بالقرآن ولم يهتدي به .
- أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من المؤمنين بالصبر على المشركين وتكذيبهم .
- تتضمن السورة قصة سيدنا أيوب عليه السلام، التي تظهر صورة من صور ابتلاء الله لعباده المخلصين، وكيف كان صبر سيدنا أيوب الذي كان قدوة للرسل والعباد .
- وهكذا واسى الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، لما كانوا يعانون من الضر والعذاب من أهل مكة، وأمر الله لهم بالصبر وأخبرهم أن الرحمة تأتي مع الابتلاء .
- تتضمن السورة الكريمة قصة مصارع الغابرين الذين تجبروا على عبادة الله، وكيف أنهم استهانوا بالرسل وتكبروا عليهم، وكيف أدى هذا إلى هلاكهم ودمارهم. كما تحتوي الصورة الكريمة على قصص سيدنا داوود وسيدنا سليمان وكيف عزهما الله ورعايته لهما.
- تصور السورة الكريمة صوراً من يوم القيامة، حيث ينعم العباد المتقين بالنعيم، ويعاقب الله المكذبين بالجحيم، وتستعرض السورة مشهد المتكبرين حين يرون مصيرهم في النار ومصير من كانوا يتكبرون عليهم في الجنة .
- لا يمتلك البشر سلطة في الأرض أو السماء، وكل شيء بيد الله الذي يهب من يشاء عبادته ويمنح من يشاء من الرزق والرحمة .
- يختار الله سبحانه وتعالى من بين عباده من يعلم أنه يستحق الخير، فيُنعم عليه بالكثير من النعم دون حساب .
- يوضح الله سبحانه وتعالى في السورة الكريمة جزاء عبادة المؤمنين وما ينتظرهم من الثواب، والعذاب الذي ينتظر الطغاة والمتجبرين .
- تضمنت الآية العديد من القصص، بما في ذلك قصة البشرية الأولى وقصة حقد إبليس وغوايته لعباد الله .
- توضحت الآية سبب طرد إبليس من الجنة، وهو حسده وغيرته لسيدنا آدم عليه السلام بعدما اصطفاه الله سبحانه وتعالى. وكما فعل المشركون الذين حسدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وغيروا عليه، بسبب اصطفاء الله له وتنزيل الوحي عليه .
- تضمنت السورة الكريمة لمسات من لطف الله سبحانه وتعالى وتجمع بينها قصص تم سردها فيها .
- وتختم السورة مقاصدها بتوضيح النبي أن كل دعوة إلى الخير هي تكليف من الله سبحانه وتعالى، وأنه لا يبحث عن أجرها .
فضل سورة ص
عن عمرو وبن جبير عن أبية عن أبي جعفر قال: من قرأ سورة “ص” في ليلة الجمعة، يعطيه الله خير الدنيا ما لم يعطِ أحدًا من قبل، باستثناء الأنبياء والملائكة، ويدخله الله الجنة، ويكون ممن يحبهم من أهل بيته، حتى لو كان خادما يعمل لخدمته .
تفسير سورة ص
تبدأ السورة الكريمة بالقسم بالله سبحانه وتعالى بحرف “ص” بأن القرآن هو الحق، ويوضح الله سبحانه وتعالى أنه أوحى إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويقسم الله سبحانه وتعالى أيضًا بأن الآخرة هي الحق وأنالحساب النهائي حقيقي .
إن تكذيب المشركين ليوم الحساب، وعدم اعترافهم بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، هو مجرد استكبار منهم، وعدم اتعاظهم وتعلمهم من حوادث الأمم السابقة وما لاقوه من العذاب والهلاك، كما يوضح الله .
ويمكن اعتبار اتهام الكفار للنبي بالكذب والسحر نوعًا من الحسد والكبرياء، حيث أنهم لا يريدون قبول فكرة أن النبي هو واحد منهم. ويأتي الآيات الكريمة لتنبيه الكافرين وتوبيخهم وإخبارهم بأنهم لا يملكون شيئًا من عند الله ليقرروا من هو النبي ومن هو ليس .
ومع ذلك، فإن الله وحده هو الذي يفعل ذلك بجلاله وعظمته، وتوضح الآيات أن الكافرين ليسوا إلا قومًا مهزومين، وأن هناك أممًا قبلهم كَذَّبَتْ رسلها، مما جعلهم يستحقون عذاب الله .
يوضح الله سبحانه وتعالى في القصص التي رويت في السورة الكريمة مدى رحمته برسوله وآثارها على الأمة، وكذلك ما منحه الله سبحانه وتعالى من نعم وفضل وملك وجاه لأنبيائه ورسله .
يتخيل هذه القصص التي جاءت في السورة كيف يرعى الله سبحانه وتعالى رسله ويوجههم ويوبخهم على أقل الأخطاء التي يرتكبونها، فهم المقربون والمختارون من الله عز وجل، ويؤكد الله مكانتهم الكبيرة عنده .
يمكن أن يبتلي الله سبحانه وتعالى قدوة لعباده ولكنهم بشر، وبمجرد أن يتحملوا الاختبار، يغفر الله لهم ويمنحهم من كرمه ورحمته، وتأتي هذه القصص لتهدئة قلب نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم .
في السورة الكريمة ذُكِرَت قصة سيدنا داوود الذي وهبه الله القوة والصبر، وكان يقسم بين عبادة الله والجهاد في سبيله والحكم بالعدل بين الناس، ووهبه الله الصوت الحسن وسخر له الجبال والطيور ليُسَبِّحْ معه بحمد الله .
وهب الله سبحانه وتعالى الملك والحكمة والنبوة لسيدنا داوود عليه السلام، وذكر الله تعالى خطأه في الحكم على شخص ما قبل سماع القصة كاملة، فتوبَّ إلى الله واستغفره، فغفر الله له وزاده كرمًا ورحمةً .
توضح الآيات أن الكون يقوم على الحق والعدل، وأنه لا يوجد مساواة بين العباد الصالحين والعباد المفسدين، وأن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم بالحق والخير على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون بركة وصلاحًا للناس ليتعظوا ويتدبروا فيه .
ثم ذكر الله سبحانه وتعالى في السورة الكريمة قصة سيدنا سليمان عليه السلام الذي أنعم الله عليه بالكثير من النعم والمعجزات كما انه كان كثير الذكر والطاعة ، وذكر الله أن النبي سليمان عليه السلام قد عرض عليه ذات ليله عدد من الخيول القوية فانشغل بها النبي سليمان عن ذكر الله .
عاد النبي مستغفراً وتائباً، ثم قام بذبح تلك الخيول التي شغلته عن ذكر الله، وكيف أن الله ابتليها بالأمراض، فصبر سيدنا سليمان عليها واستغفر ربه، فتاب الله عليه وأعطاه ملكًا عظيمًا، وسخر له الرياحوالشياطين .