فضل سورة العصر وسبب نزولها
أقسم الله تعالى في سورة العصر
بالعصر وأداة القسم هي الواو ، وهو ما يعني الزمن أو الدهر.
معنى والعصر إن الإنسان لفي خسر
ذكرت الآية الكريمة التي قال فيها الله تعالى: `والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر`، وهذه الآية من سورة العصر في القرآن الكريم
هنا أقسم الله تعالى بالعصر وجاءت بمعنى الزمن وهذا بسبب الاختلاف الرائع وتعاقب الليل والنهار ، وهذا يوضح قدرة الله تعالى في صمعه.
ثم جاء جواب القسم في االاية الثانية إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ، وهنا يعنى أن الانسان لا يستقيد بشى من حياته حتي الموت إلا بالايمان والعمل الصالح والحق والصبر كما جاء في الايه الثالثة والأخيرة.
إن القرآن الكريم يشتمل على الفضائل التي لا عد لها ولا حصر ، ولكل سورة من سوره المباركة هدف ومعنى محدد ، وجميعها نزلت من عند المولى عزّ وجل لهداية الإنسان إلى طريق الحق والإيمان ، ولذلك من الضروري تأمل سور القرآن الكريم وآياته باهتمام ؛ حيث أنه الدليل إلى النور والهدى ، ويحتوي القرآن على سور قصيرة وأخرى طويلة ، وتحمل جميع السور الكثير من المعاني التأملية التي يجب الوقوف عندها ومحاولة فهمها.
سورة العصر هي إحدى السور المكية، وتحتوي على ثلاث آيات فقط، وتوجد في الجزء الثلاثين من المصحف. في هذه السورة، يقول المولى عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم `والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر`. تحتوي هذه السورة القصيرة على الكثير من المعاني التي تبرز منهجا متكاملا للحياة البشرية. في الآية الأولى، يقسم الله تعالى بالعصر، وهو قسم يشير إلى الدهر أو الزمن أو ربما إلى عصر النبوة. توضح الآية الثانية أن الإنسان مصيره إلى الهلاك والخسران، بينما تأكد الآية الثالثة حفظ الله تعالى للذين آمنوا وهم الذين يسعون لنشر الخير والحق والصبر على الطاعات والابتلاءات.
سبب نزول وتسمية سورة العصر
سورة العصر لم يتم ذكر سبب نزولها في كتب السنة النبوية، ولم يذكر الواحدي، الذي يعتبر من أوائل الذين كتبوا مؤلفات وبحثوا في أسباب نزول سور القرآن الكريم، سببا خاصا لنزول سورة العصر. وأطلق على هذه السورة المباركة اسم `العصر` بسبب ذكر كلمة `العصر` في الآية الأولى، وهي الكلمة التي أقسم بها الله تعالى. وتعني كلمة `العصر` الزمان، وهي المدة التي يعمل فيها الإنسان سواء في أعمال الخير أو الشر، وبالتالي يتوقف مصيره على أعماله خلال هذا الوقت؛ إما أن ينجح ويفوز ويكون من المؤمنين، وإما أن يخسر ويهلك.
فضل سورة العصر
يحصل المسلم على أجر عظيم وفضيلة عند تلاوة القرآن الكريم وتدبر آياته في أي وقت، وفضل القرآن الكريم يشمل جميع السور المباركة. لكن هناك بعض السور التي خصصت بفضل معين، وذلك وفقا للسنة النبوية، مثل سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين. وانتشرت بين الناس بعض القصص عن فضل بعض السور، ولكن بعضها لم يذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي سورة العصر أيضا لم يذكر عن النبي أي قول يخصص بفضل خاص له.
على الرغم من عدم وجود حديث يشير إلى فضل سورة العصر ؛ إلا أن بعض الأئمة والعلماء قد تحدثوا عنها مثل الشافعي الذي قال عنها `لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم` ، كما قال عنها أيضا `لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم` ، وقد ورد كذلك عن الصحابة رضوان الله عليهم جميعا قراءة سورة العصر في حال حدث افتراق بين اثنين ؛ حيث ورد عن أبي مدينة الدارمي أنه قال: ( كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر: `والعصر إن الإنسان لفي خسر` ، ثم يسلم أحدهما على الآخر).
تحمل سورة العصر الثلاث آيات دروسا وبلاغة كثيرة، إذ تقر بوجود طريق واحد يؤدي إلى النجاة والخير من الله تعالى، وهو الإيمان بالله والسعي إلى العمل الصالح، والصبر على أي ابتلاء يواجهه الإنسان. والصبر يتلازم مع الحق، فالحق هو الطريق إلى الصلاح والإصلاح، ولكنه يتطلب مشقة، لذلك يحتاج الإنسان إلى الصبر.