اسلاميات

فضل الجلوس بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس

فضل الجلوس بعد صلاة الفجر

رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الحلوس والذكر بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس، لما في ذلك من فضل عظيم، حيث يرتفع فيه الدرجات ويُنال فيه الأجر الكبير، وهو مثل أجر حجة وعمرة تامتين إن شاء الله.

وفقًا لحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن صلى الفجر في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، فإن له أجر حجة وعمرة تامتين، تامتين، تامتين.

في هذا الحديث الشريف يتم التأكيد على أن الجلوس بعد صلاة الفجر في جماعة والبقاء في المصلى حتى الإشراق، مشغولًا بالأذكار والتسابيح والعبادة، يحمل أجرًا وثوابًا وفضلًا.

منحنا الخالق عز وجل العديد من العبادات البسيطة التي تمكننا من الحصول على الثواب العظيم بسهولة تامة، وورد في الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية العديد من العبادات الهامة التي يمكن من خلالها جمع عدد لا يحصى من الحسنات بسهولة، مثل أذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن وغيرها .

فضل صلاة الفجر

لقد فرض الله على الأمة الإسلامية خمسة فروض يومية وهي الفجر الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وقد جعل الله تعالى لصلاة الفجر ثواب خاص نظرًا إلى أنها تكون في وقت صعب بعد منتصف الليل وهو وقت تكون الأغلبية العظمى من الناس في حالة نوم عميق ؛ ولذلك فقد جعل الله سبحانه وتعالى لأهل الفجر أجر وثواب خاص .

هناك العديد من الأحاديث النبوية التي أكدت على أهمية الالتزام بصلاة الفجر وثوابها العظيم للمسلمين، مثل:

-عن جندب بن عبدالله قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: `من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم`. رواه مسلم .

-وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من صلى البردين دخل الجنة`، والمقصود بالبردين في هذا الحديث الشريف هي صلاة الفجر والعصر، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم .

-وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- أنه أكد على ثواب من يحرص على أداء صلاة الفجر في المسجد والالتزام بصلاة الجماعة. قال: `بشر المشائين في الظلم إلى المساجد، بالنور التام يوم القيامة`. رواه ابن ماجه .

كما أن صلاة الفجر في الجماعة يعادل ثواب قيام نصف الليل، حيث قال سيدنا محمد: `من صلى العشاء في الجماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في الجماعة فكأنما صلى الليل كله`، وهذا ما رواه مسلم .

الذكر بعد صلاة الفجر حتى الشروق

ذكر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أي مسلم يجلس بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس ويؤدي صلاة الضحى، فإنه سيحصل على ثواب العمرة والحج. فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: `من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تشرق الشمس، ثم صلى ركعتين، فله مثل أجر حجة وعمرة`. هذا الحديث رواه الترمذي، وحسنه الألباني. وذكر بعض علماء الأمة الإسلامية، بمن فيهم الشيخ محمد الشنقيطي، أن هذا الثواب يتطلب تحقيق بعض الشروط أثناء أداء هذه العبادة، مثل

يتعين على المسلم أن يؤدي صلاة الفجر في الجماعة، حيث أن هذا الحديث لا ينطبق على من يصلي بمفرده، بل يجب أن يلتزم بصلاة الجماعة سواء كان ذلك في المسجد أو في جماعة السفر أو في الصلاة مع الأهل في المنزل إذا كان هناك عذر لعدم الذهاب إلى المسجد .

– من الواجب على المسلم أن يستمر في ذكر الله بعد أن ينتهي من صلاة الفجر. فمن ينام أو يشعر بالنعاس في هذا الوقت لن يتمكن من استحصال هذا الفضل. يجب أن يبقى مستيقظا ويستمر في قراءة القرآن وذكر الله واستغفاره. يمكن تحقيق هذا الفضل أيضا عندما يقضي وقته في قراءة كتب علمية مفيدة والاطلاع أو تقديم الإفتاء في بعض المسائل الإسلامية إذا كان من أهل العلم، أو تقديم المساعدة والنصائح للآخرين. وبالطبع، لن يحصل المسلم على هذا الفضل إذا شارك في الغيبة أو النميمة أو الثرثرة .

-ومن شروط الحصول على هذا الثواب الكبير أيضًا أن يظل المسلم في مصلاة طوال الوقت من بعد صلاة الفجر وحتى الشروق ؛ ولو خرج من المصلي لأي سبب وإن كان فقط من أجل إحضار المصحف أو المياه ؛ فلن يتحقق هذا الفضل ، لأن هذا الثواب ثواب عظيم وهو أجر حجة وعمرة تامة وكاملة وصحيحة وتحصيل هذا الثواب والفضل العظيم بالطبع لا بد أن يصحبه بعض من العناء والجهد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى