صحة

فزع النوم عند الاطفال وكيفية التعامل معهم

تعتبر حالات الاستيقاظ في منتصف الليل بسبب أحلام مزعجة شائعة في مرحلة الطفولة، وغالبا لا تشير إلى مشكلة كامنة. وتقول الدكتورة ديانا قملي، أخصائية علم النفس السريري في مستشفى الأطفال بلندن: `على الرغم من أنها مزعجة، إلا أن الكوابيس وهلع النوم هي حالات شائعة في مرحلة الطفولة ولا تعني وجود مشكلة كامنة أو قلقا.

* تشير الدراسات إلى أن 40٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 12 سنة يعانون من الكوابيس والليالي المرعبة أحيانا، وأكثر النوبات المقلقة هي نوبات الذعر في النوم، وتحدث هذه النوبات في 4٪ من الأطفال في هذه الفئة العمرية. يذكر الدكتور أحمد سالم باهمام، استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم، في دراسة أجريت على طلاب المدارس الابتدائية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، أن 5 منهم كانوا يعانون من الكوابيس المتكررة.

يعاني معظم الأطفال من تجربة الكوابيس أو الأحلام المزعجة مرة أو أكثر في حياتهم. وعادة ما تحدث الكوابيس أثناء النوم الخفيف عند مرحلة حركة العين السريعة، وتشير الدراسات إلى أن هذه المرحلة تحدث في الرمق الأخير من الليل، ولذا تحدث معظم الأحلام والكوابيس قرب الصباح. يستيقظ العديد من الأطفال بحركة أو أصوات أو صراخ أو بكاء. وعندما يوقظ الأطفال، يكونون خائفين جدا ومن الصعب تهدئتهم. وفي صباح اليوم التالي، لا يستطيع الطفل تذكر تفاصيل الحلم المزعج. وعادة ما تبدأ الكوابيس في سن مبكرة لدى الأطفال في عامهم الثاني. ومن المحتمل أن تأتي الكوابيس في فترات، على سبيل المثال، كوابيس في كل ليلة لمدة أسبوع، وبعدها ينام الطفل بسكون لعدة أسابيع أو أشهر، ثم تعود الكوابيس مرة أخرى. يسمى هذا بالرعب الليلي

فزع النوم هو اضطراب يحدث أثناء مرحلة النوم العميق، وتكون هذه المرحلة بعد ساعة أو ساعتين من النوم وهي فترة لا تحدث فيها الأحلام. ويتميز فزع النوم بنوبات متكررة من الاستيقاظ المفاجئ، مصحوبة بقلق شديد، صراخ هستيري، انزعاج شديد وربما يصحب الصراخ الركل والضرب من حوله، وعدم الاستجابة لمحاولة تهدئته. لا يستطيع الطفل تذكر تفاصيل ما حدث له في اليوم التالي. تشير الدراسات إلى أن فزع النوم وراثي، ويصيب الأطفال قبل العام العاشر من عمرهم ويكثر فزع النوم لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وستة أعوام، الأولاد أكثر عرضة للإصابة به من الفتيا.

◄ الاسباب :  لا يزال السبب وراء حدوث الكوابيس وفزع النوم عند الأطفال غير معروف، ولكن يمكن حصر بعض الأسباب التي تلعب دورا في حدوثها مثل الإرهاق الشديد، قلة النوم، عدم وجود نمط منتظم للنوم، القلق، وكذلك يمكن أن يتسبب عدم الاستقرار الأسري، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، أو الطلاق، أو النقاش الحاد بين الوالدين، أو الترهيب في المنزل أو المدرسة، أو بعد حدث مفجع في حدوث الكوابيس. كما أن الحمى وبعض الأدوية يمكن أن تسبب الكوابيس وفزع النوم الليلي.

ما الذي يمكنك فعله للمساعدة؟ يشعر الكثير من الآباء بالقلق بسبب الكوابيس والهلع في النوم التي يتعرض لها أطفالهم، وأحيانا يعتقدون أنها علامات على مشكلة عاطفية أو دليل على تعرض الطفل لصدمة أثناء الاستيقاظ. في العديد من الحالات، لا يوجد سبب للقلق. إذا كنت قلقا، يجب أن تخصص بعض الوقت للتحدث مع طفلك حول تلك الأحلام المرعبة، وإذا كان ممكنا، اطلب من طفلك رسم صورة لما أثار خوفه. كمرب للطفل، أنت بحاجة إلى الحفاظ على الهدوء وإدخال السكينة في قلب طفلك وتكون الدعامة القوية لأطفالك، وتحاول حل أي مشكلة تسبب لهم القلق. وعن طريق نشر الطمأنينة والثقة في نفس الطفل، سيشعر بالأمان والاطمئنان.

◄ 10 نصائح للآباء في التعامل مع الكوابیس وفزع النوم :

1. يجب مراقبة ما يشاهده طفلك على التلفزيون، وتجنب عرض المشاهد المخيفة أو العنيفة، وخاصةً في الوقت القريب من النوم، ويفضل تجنب القصص المخيفة التي قد تثير خيال الطفل.
لا يمكن تجنب حدوث الكوابيس لدى الأطفال، لذا يجب التأكد من قدرتك على سماع صوت طفلك إذا صرخ في الليل، وإذا كانت غرفة الطفل بعيدة عنك فيمكن استخدام جهاز الاتصال الداخلي للتواصل، وفي حالة وجود مربية، يجب التأكد من قدرتها على تهدئة الطفل إذا استيقظ مذعوراً.
إذا سمعت صراخ طفلك، اذهب إليه في أسرع وقت ممكن، حيث أن الأطفال قد يحتاجون إلى والديهم لتهدئتهم وتأمين شعورهم بالأمان.
من المهم أن يبقى الآباء مع الطفل حتى يعود إلى النوم مرة أخرى.
اجعل الطفل يشعر بأنك موجود لدعمه وتحدث بصوت هادئ ورقيق لتهدئته.
إذا بدأ القلق والتوتر يؤثر عليك، فإن الطفل سيلاحظ ذلك وسيشعر بالضيق ويرتفع مستوى انزعاجه بشكل أكبر.
استخدم إضاءة خافتة أو اترك الباب مفتوحًا عندما تخرج من غرفة الطفل.
إذا كنت تشجع طفلك على النوم بجانبك بعد الكابوس، فسيؤكد ذلك على الطفل أن غرفته غير آمنة.
يمكن تشجيع طفلك على التحدث عن الحلم المخيف الذي رأى، وتشجيعه على التغلب على الخوف من أحلامه، ومن خلال بعض التفكير الإبداعي سيتمكن الطفل من إيجاد نهاية سعيدة لذلك الحلم.
شجع طفلك على الذهاب إلى السرير في وقت محدد ومبكر ليلاً، وعودته على الاستيقاظ في نفس الوقت صباحًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى