فرنسا تحتضن معرضا عن أسرار مصر القديمة
في هذه الأيام، معهد العالم العربي في فرنسا يستضيف معرضا حول أسرار مصر القديمة، ويتوقع المراقبون أن يجذب آلاف الزوار من فرنسا وخارجها، أولئك الذين يهتمون بالآثار والتاريخ وعلومه. يلقي هذا المعرض الضوء على التقاليد والمعتقدات التي كانت سائدة في وادي النيل العريق لآلاف السنين. ويحمل المعرض اسم أوزيريس أو الكنوز المغمورة في مصر، ومن المتوقع أن يزور المعرض حوالي 700 ألف زائر في الأسابيع الأولى.
و ينظم المعرض معهد العالم العربي الذي يعتبر احد أكبر المؤسسات المهتمة بالثقافة العربية في دولة فرنسا، كما سيتم تدشينه من قبل رئيس فرنسا فرانسوا هولاند يوم الاثنين، حيث يلقي المعرض الضوء على الطقوس المتبعة آنذاك لعودة الإله الفرعوني إلى الحياة ، حسب معتقداتهم. و سيعرض المعهد مجموعة معروضات حفظت تحت رمال مياه خليج أبو قير القريب من الإسكندرية منذ العهد الإمبراطوري الفرعوني أي حوالي 1850 سنة قبل الميلاد.
يضم هذا المعرض 240 قطعة أثرية جديدة تم العثور عليها في السنوات الأخيرة في خليج أبو قير، وهي تعرض لأول مرة. كما تم إضافة مجموعة مؤلفة من 40 قطعة آثرية أحضرت من المتاحف المصرية وخرجت من مصر للمرة الأولى.
و يستمر المعرض الفرعوني حتى نهاية يناير، ويتوقع أن يحضره 700 ألف زائر بحسب جاك لانج رئيس معهد العالم العربي. كما يتوقع جاك لانج أن يكون هذا المعرض من أهم ما يعرض في فرنسا في هذا الموسم، معتبرا أن المعرض يكتسي قيمة رمزية تراثية اليوم. كما صرح رئيس معهد العالم العربي أن اهتمام الرئيس الفرنسي بكل ما له علاقة بالعالم العربي و علاقات فرنسا بالدول العربية هو ما جعله يشرف على افتتاح المعرض بنفسه.
يعد هذا المعرض واحدا من أهم المعارض التي نظمها معهد العالم العربي منذ تولي رئيسه الجديد مهامه، حيث قدم المعرض عروضا فريدة ومتنوعة من بينها “قطار الشرق” و “الحج” و “الهيب هوب” وغيرها، وأعطت للمعهد طابعا جديدا. وأكد رئيس المعهد أن القطع المعروضة غادرت مصر لأول مرة، مما يدل على الثقة التي منحتها مؤسسات الآثار المصرية لفرنسا وخاصة لمعهد العالم العرب.
جدير بالذكر أن القطع المعروضة في المعرض تم استخراجها بواسطة المنقب فرانك غوديو، رئيس المعهد الأوروبي للآثار المغمورة، وفريق عمله، خلال العشر سنوات الماضية، وتم العثور على هذه القطع في معبد مدينة هرقلبون وكانوبي.
يتم عرض المعرض بشكل فني مصمب بإبداع من قِبل المنظمين، حيث خلقوا جوًا بحريًا خاصًا لعرض الصور ومقاطع الفيديو للأماكن التي تم العثور فيها على القطع تحت الماء.
شملت هذه القطع المعروضة تمثالا لإيزس تضع تاجا ملكيا على رأسها (مكون من قرنين و داخلهما قطعة على شكل القمر) و هي ترضع ابنها حورس، و تمثال لاوزيريس حيث أن عيونه مطلية بالذهب. كما ستعرض تماثيل و نذور و مجموعة مسارج و قناديل زيتية و أواني المياه المقدسة، إضافة إلى الحلي التي تعبر عن الذوق الرفيع و الفن في تلك الأزمنة.
معهد العالم العربي
هو مؤسسة تخضع للقانون الفرنسي، وتأسست كمرآة تمثل الثقافة العربية في فرنسا في عام 1980. وقد توصلت إلى اتفاق مع ثمانية عشر بلدا عربيا لنشر وتعريف وتطوير الثقافة العربية ونقل رسالة ثقافية عربية إلى الدول الغربية بشأن مفهومها وحضارتها. ويهدف المعهد العالي العربي إلى تعزيز التعاون بين فرنسا والدول العربية، خاصة في مجالات العلوم والتقنيات الحديثة، لتطوير العلاقات بين الدول العربية وأوروبا. وفي الوقت الحالي، يجمع المعهد بين 22 بلدا عربيا ويشكل جسرا بينهم وبين فرنسا.
أهداف معهد العالم العربي
تتمحور أهداف المعهد في ثلاثة نقاط أساسية:
يجب تقدم الدراسات والأبحاث التي تركز على فهم الثقافة العربية وحضارتها ولغتها وتطويرها.
يهدف الدعم إلى تعزيز التبادل الثقافي وتحسين التواصل بين العالم العربي وفرنسا، وخاصة في مجال العلوم.
الهدف هو تطوير العلاقات التعاونية المشتركة بين فرنسا والعالم العربي وتعزيزها.
الوسائل
• يتم خلق ملتقيات للكتاب والمثقفين وتنظيم الأسابيع الثقافية مثل أسبوع المرأة المبدعة.
• إلقاء المحاضرات الثقافية و العلمية
• يتم تنظيم المؤتمرات التعاونية والأيام الثقافية
• المشاركة بالمنشورات والمطبوعات لتعريف الآخرين بالثقافة العربية.