تعددت الادعاءات والتوقعات الفلكية التي أطلقها منجمون مزيفون حول أمور تتعلق بالأرض والكواكب ومداراتها ، وكانت فرضية اصطدام نيبرو واحدة من تلك الادعاءات.
نيبيرو
لفظة “نيبرو” هي كلمة تطلق على أحد الأجرام السماوية في الأساطير البابلية، وهذا الجرم هو بالتحديد عبارة عن كوكب افتراضي اقترحه الباحثون في الأجسام المجهولة خارج الغلاف الجوي، حيث ادعوا أنهم من خلال اتصالات افتراضية من خارج كوكب الأرض استطاعوا التعرف على مثل تلك المعلومات، وكانت بعض الآراء قد تعالت تربط بين هذا الكوكب وبين النجم الثاقب الذي ورد في سورة الطارق.
يقول المنجمون إنه في عام 2012، سوف تحدث العديد من الآثار مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، وذلك بناء على اعتقادهم. تنبأ العديد من الأشخاص بحدوث خراب على الأرض في ذلك الوقت. ومع ذلك، لم يتم تأكيد هذا الموضوع علميا حتى الآن، ويعتبر بعض الناس الأمر مجرد خرافات. ولكن بعض الدول المتقدمة أكدت أن أي تأثيرات على الأرض من الزلازل والبراكين يمكن أن تحدث نتيجة خلل في طبقة الأوزون وتسرب للأشعة الشمسية من الفضاء الخارجي.
اصطدام نيبرو
نظرية أو فرضية اصطدام نيبرو تلك تشير إلى مواجهة شديدة ستحدث حينما تصطدم الأرض بأحد الأجسام والكويكبات ضخم الكتلة ويدعى نيبرو، ويؤمن الكثير من الناس بأن هذا الاصطدام سيحدث عما قريب، وتلك الحادثة أطلق عليها الكثيرون حادثة يوم القيامة كما أطلقوا على كويكب “نيبرو” هذا اسم كوكب الهلاك.
كانت الفكرة قد بدأت تحديدا في العام 1995 عندما أسست “نانسي ليدر” موقع الويب المسمى بزيتا توك. زعمت “ليدر” أنها تستطيع الاتصال الروحي واستقبال رسائل من العوالم الأخرى عبر نظام “زيتا ريتيكيولي” النجمي. وأدعت أنها تمتلك منحة ربانية عبارة عن نسيج في دماغها، وأنها تم اختيارها لتحذر البشر جميعا من أن كوكب نيبرو سيخترق النظام الشمسي في مايو 2003، ثم زعمت لاحقا أنه سيخترق الأرض في عام 201.
وفيما يتعلق بتداعيات الاصطدام، فإنه سيتسبب في انزياح قطبي يمكن أن يدمر معظم البشرية. وكانت ادعاءات `نانسي ليدر` قد لقت صدى كبيرًا، حيث صدقها الكثيرون وتبنت جماعات عديدة هذه الفكرة وربطتها بفرضية زوال العالم في عام 2012، وهي فرضية زائفة لم يتم تأكيدها علميًا.
لقد شهدت بعض الأحداث العلمية التي جعلت الناس يصدقون إمكانية حدوث هذه الفرضية الخاطئة، فعلى سبيل المثال، أثبت العلم أن الشمس تنشط كل 11 عاما، وأنها نشطت في عام 1998، وأعلنت ناسا أنها ستنشط مجددا بعد حوالي 11 عاما أو في حدود الفترة من 2009 إلى 2013، مما جعل الكثيرين يربطون بين موعد نشاط الشمس وموعد الاصطدام الذي أعلنت عنه “ليد.
موقف العلم من تلك الادعاءات
كان العلم قد رفض كل تلك الادعاءات ولم يسلم بصحتها خاصة انها لم تكن تحمل اية دلائل مادية، ولكن فقط بعض الأمور التنجيمية الغيبية، وقد العلماء ان فكرة احتمالية اصطدام كوكب ما بالأرض في المستقبل القريب مستحيلة وليست مدعومة بأية دلائل علمية، ورفض العلماء التسليم بأية آراء تنتشر عن مصدر منجمين وكهنة ومشعوذين.
موقف وكالة ناسا من تلك الادعاءات
كان ل وكالة ناسا موقفا صريحا صارما من تلك الفرضيات الزائفة؛ حيث نفت وبشدة إمكانية حدوث أية اصدامات كبرى في الوقت الراهن وفقا لما هو مرصود لديها عبر تلسكوباتها، وأكدت في تصريحات عدة أن صاحب هذه الأكاذيب هم رواد فضاء هوليود الذين روجوا أفلاما كاذبة بهدف الربح منها، مشيرة إلى أنه ليس هناك كوكب يسمى نيبيرو، وهذا فقط مجرد اسم تم إطلاقه قديما على أحد الآلهة السومرية في الأساطير القديمة.
نددت وكالة ناسا بشدة بانتشار هذه الشائعات على نطاق واسع، وأشارت إلى أنها انتشرت حتى في الكتب بدرجة أنه يوجد ما لا يقل عن 175 كتابًا في مكتبة أمازون وحدها يتضمنون تلك الشائعات، ونفت على نحوقاطع أي صلة لها بانتشار هذه الإشاعة.