فحص اصغر وحدة مسببة للنوم لعلاج الارق

يحدث النوم في الشبكات العصبية الصغيرة في المخ، ولذلك تم فصل هذه الوحدة لفهم الجوانب الوراثية والجزيئية والكهربائية المختلفة التي تكمن وراء اضطرابات النوم. أكد الأستاذ جيمس كروجر والطالبة في الدكتوراه كاثرين جويت أن الخلايا العصبية المنضجة في المختبر على مدار أسبوعين والتي تم عزلها من الشبكات العصبية النشطة، وتعرضت لتحليل باستخدام تقنية تصوير التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG)، تتشابه مع أنماط النوم الموجودة في أدمغة الحيوانات. وقد تم تحديد هذه الشبكات كأدنى وحدة للنوم حتى الآن. تم عزل الوحدة المسئولة عن النوم لتمكين البحث المستقل دون تأثيرات فسيولوجية مثل تغير درجة حرارة الجسم.

فحوصات النوم عادة ما تستخدم تقنية الـ EEG (الكهربائي) والتي تتمثل في قياس بطء موجة الجهد (SW) والتزامن (SYN) لتحديد ما إذا كان المريض الذي يعاني من الارق يمكنه النوم ام لا ، وفي هذه الدراسة، استخدم كروجر وجويت عدد من القراءات بما في ذلك SW وSYN لتحديد حالات النوم من مزارع الخلايا الناضجة التي تم فصلها.

وفقا لكروجر، الحالة الطبيعية للخلايا العصبية هي النوم أو الراحة. ولكي يتم تحويلها إلى حالة نوم عميق، قاموا بإضافة عامل نخر الورم (TNF) إلى الطبقة التي تحتوي على الخلايا النشطة، والتي تحتوي أيضا على مجموعة من الأقطاب الكهربائية EEG لإجراء القياسات اللازمة. يعتبر TNF بروتينا مناعيا يساعد على تنظيم النوم، وقد تم اكتشافه في جميع الكائنات الحية، بدءا من الذبابة وانتهاء بالبشر. ومن المعروف أن TNF يسهم أيضا في تحقيق الاستقرار في نقاط التواصل العصبي بين خلايا العصب، مما يسمح بالحفاظ على الذكريات القديمة والجديدة في نفس الوقت.

قام كروجر وجويت بعكس آثار TNF وأيقظوا الخلايا العصبية من خلال تطبيق التحفيز الكهربائي للخلايا، خلال هذه الفترة، أظهرت الخلايا إشارات EEG تعادل النشاط الطبيعي في جسم الإنسان، والمشابهة لحالة الأرق التي يعاني منها الكثيرون.

وعندما استمر التحفيز الكهربائي لفترات طويلة، استجابت الخلايا قليلاً وبدأت فى الارتخاء وبدأت تدخل في النوم وبعد النشاط الزائد، فإن الخلايا العصبية نامت تماماً في اليوم التالي ، ولقد شهد الجميع هذا النوع من التوازن ، “إذا كنت بقيت مستيقظاً حتى وقت متأخر في ليلة واحدة، تنام أكثر في الليلة التالية بتقوم بالتعويض عن هذا النشاط الزائد .

وتستند الدراسة على عمل الأعصاب وتؤكد ان الأعمدة القشرية الفردية في الدماغ تمر بمراحل النوم والاستيقاظ في أوقات مختلفة. وأكدت الابحاث أنه بعد يوم واحد من مجهود غير عادي فان أجزاء معينة من الدماغ سوف تستمر في النوم في اليوم التالي. في الواقع، حتى لو كنت مستيقظ فانت في هذه الحالة تكون “نصف نائم.”

صرح كروجر بأن اكتشافه لهذه الشبكات العصبية فتح مجالات جديدة ومثيرة في مجال البحوث الخاصة بالنوم، وسيساعد ذلك في التصدي لهذا اللغز المجهول حول وظيفة النوم.

أضاف المتحدث: `تجبر النوم العلماء على دراسة النوم كخاصية منفصلة عن باقي الدماغ، حيث أنه شبكة عصبية منفصلة. في الماضي، كان الناس ينظرون إلى النوم كظاهرة تعود للدماغ بأكمله باستخدام النظريات التي تؤكد في الغالب وجود معجزة تساعدك على النوم`.

من الناحية النظرية لدينا، لا يوجد معجزة على الإطلاق، فخلايا الدماغ تبقى نشطة بين الاستيقاظ والنوم، وذلك يعتمد على مقدار النشاط الذي قمت به في اليوم السابق، وهذا هو أفضل وسيلة للتحضير للنوم المباشر. يزيد التعب والإجهاد حاجة العقل إلى المزيد من الراحة، فيرسل إشارات لخلايا الدماغ المسؤولة عن النوم للاسترخاء والانتقال إلى النوم مباشرة .

عزيزي القارئ : إذا كنت تعاني بشكل متكرر من مشاكل الأرق والسهر، فإن هذه الدراسة الواعدة تعد بإجراء المزيد من الفحوصات للتخلص من هذه المشكلة نهائيًا، لذا اخبرنا عن الأسباب التي تسبب لك مشاكل الأرق وما الذي يمكنك القيام به للتغلب عليها .