الخليج العربي

” فؤاد حمزة” الذي عين وزير في عهد الملك عبد العزيز

هناك الكثير من الشخصيات التي حفر اسمها في تاريخ المملكة، وأصبحت ركنا من أهم أركان الدولة السعودية، حيث كانت المملكة ولا تزال موطن لكل عربي اعتبر المملكة وطنه، وعمل على الحفاظ على الهوية العربية بالحفاظ على المملكة وأن يحافظ على مكانتها وأن يعلي من شأنها دائما، ومن أبرز هذه الشخصيات هو اللبناني ” فؤاد بن آمين بن علي حمزة” والذي استقطبه الملك عبد العزيز رحمه الله للمملكة لمساعدته في تنظيم شؤون الدولة الناشئة من الموظفين والمستشارين ، فمن هو فؤاد حمزة؟

من هو فؤاد حمزة ؟
هو فؤاد بن آمين بن علي حمزة وكنيته أبو سامر، فقد ولد في 1899م – 1317هـ في قرية عبية وهي إحدى قرى جبل لبنان، فقد تلقى حمزة تعليمه الأساسي في مدرسة القرية ثم انتقل إلى دار المعلمين العثمانية في بيروت، وقد حصل على شهادتها بامتياز وبعدها التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ولم يكمل دراسته بها، ولكنه عمل في مهنة التدريس حيث عين مديرا للمدرسة النموذجية في طرابلس الشام، وذلك أثناء الحكم العثماني ثم رحل إلى سوريا عام 1919 بسبب الاستعمار الفرنسي وهناك عين مفتشا للمعارف بدمشق، ثم انتقل إلى فلسطين وعمل في أكثر من مدرسة كانت آخرها المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس.

وقد واصل دراسة الحقوق والتي قد نال إجازتها في عام 1926 وكان على اتصال بالثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان الأطرش عام 1925م ولكنه جاءته أنباء بعزم سلطات الانتداب البريطاني بالقبض عليه مما جعله يغادر القدس إلى القاهرة، وهناك جاءه الخبر المفرح ببرقية تطلبه إلى الحجاز للعمل في دولة الملك عبد العزيز آل سعود المستقلة.

فؤاد حمزة في المملكة
تؤكد سجلات فؤاد حمزة أنه وصل إلى المملكة وعمل كمساعد لمدير الشؤون الخارجية في مكة المكرمة، وكان المدير في ذلك الوقت عبد الله الدملوجي في 3 رجب 1345هـ. بعض المصادر الأخرى تقول أنه كان يعمل كمترجم. استمر حمزة في منصبه كمساعد لمدير الشؤون الخارجية حتى استقالة الدملوجي في 1347هـ/ 1928م. بعد ذلك، صدر أمر ملكي بتعيينه كمدير للخارجية، واستمر في هذا المنصب حتى تحويل مديرية الشؤون الخارجية إلى وزارة الخارجية. وفي ذلك الوقت، تولى الملك فيصل الوزارة عندما كان أميرا، وعين فؤاد حمزة كوكيل للوزارة من 26 رجب 1349هـ/1930م حتى 1358هـ/1939م، أي ما يقرب من تسع سنوات. بعد ذلك، أنشئت مفوضية للمملكة في باريس، وتم تعيين فؤاد حمزة كمندوب فوق العادة ووزير مفوض، وقضى أكثر من ثلاث سنوات في أوروبا وشهد الحرب العالمية الثانية، حتى تم تعيينه وزيرا مفوضا ومندوبا فوق العادة لدى جمهورية تركيا في 1362هـ/1943م.

وقد تم إصدار مرسوم ملكي في 6 جمادى الأولى 1366هـ /‏ 28 مارس 1947م بتعيينه وزير دولة وانتدابه في وزارة المالية للأعمال الإنشائية والعمرانية وشركات الاستثمار، وشغل أثناء عمله عضوية في عدد من المجالس واللجان السياسية والإدارية منها لجنة التفتيش والإصلاح 1346هـ، ولجنة سن الأنظمة 1346هـ، واللجنة التنفيذية لمعاونة النائب العام 1347هـ، واللجنة الدائمة بديوان الملك عبد العزيز 1349هـ، ومجلس الوكلاء عام 1350هـ.

المهمات السياسية لفؤاد حمزة
شارك في وفد المملكة العربية السعودية في المحادثات الرسمية الأولية مع الحكومة العراقية، التي عُقدت في الكويت عام 1348 هـ / 1930 م

شارك الملك عبد العزيز في اجتماع مع ملك العراق فيصل في مياه الخليج على متن السفينة “لوبن

قام الملم فيصل بمرافقة الأمير في رحلته الرسمية إلى أوروبا عام 1350هـ/ 1932م

كما فعلت الحكومة السعودية في مفاوضاتها مع إمارة شرق الأردن التي انعقدت في القدس وتم التوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار في عام 1352 هـ / 1933 م

رئاسة الوفد السعودي في مؤتمر أبها كانت بين الحكومة السعودية واليمنية.

سافر الملك سعود مع ولاية العهد في رحلته إلى أوروبا عام 1354هـ/اضافة-خاصية-Voice-Dictation-تحويل-الصوت-الى-نص-في-جوجل-كرومم

من بين الأمور التي سعت الحكومة السعودية إلى تحقيقها في علاقتها مع مصر هو توقيع معاهدة الصداقة وحسن التفاهم في عام 1355هـ/1936م

رافق الملك سعود بن عبد العزيز في رحلته الرسمية إلى أمريكا عام 1366 هـ / 1947 م وهو كان وليًا للعهد في ذلك الوقت

ترأس وفد المملكة إلى مؤتمر اليونسكو الذي عُقِدَ في بيروت في عام 1367 هـ / 1948 م

أبرز مؤلفاته
يُعد فؤاد حمزة من الشخصيات المتميزة التي جمعت بين الثقافة والإدارة والقانون، وقد ساعدت خبرته الواسعة في اللغات وثقافات العالم، حيث يجيد اللغة الإنجليزية والفرنسية والتركية، على تأليف عدد من الكتب والمؤلفات المهمة، ومن أهم هذه الكتب:
1-  قلب الجزيرة العربية.
2-  البلاد العربية السعودية.
3-  في بلاد عسير.
4-  وصف تركيا الكمالية.
5-  الأوراق والوثائق والمذكرات.
6- تشمل المؤلفات المخطوطة المؤلفات التي تحتاج إلى تنقيح أو مسودات بحوث غير مكتملة، وهذا يشمل عددًا من التفسيرات الداخلية التي تم استخدامها في تأسيس الإسلام.

وفاته
توفي فؤاد حمزة في 22 صفر 1371هـ/‏ 22 نوفمبر 1951م في مستشفي بلبنان عن عمر يناهز ال 52 عاما ودفن في قريته عبية، وقد عانى فؤاد حمزة طوال حياته من ضعف في قلبه وقد تنبأ بقصر أجله عام 1925م ، حيث كانت وفاته خسارة كبيرة للمملكة وقد نعته الجريدة الرسمية للدولة والتي تحدثت على أعماله ومآثره.

جمع فؤاد حمزة بين الشهامة العربية والحكمة السياسية والشخصية الودودة والمحبوبة، وكان معروفا بحبه للخير والتبرع للأعمال الخيرية وبناء المساجد والمدارس وغيرها من الأعمال الخيرية، ولذلك استحق أن تنشر دارة الملك عبدالعزيز بعضا من مذكراته ووثائقه، والتي تتكون من مجلدات تصل إلى حوالي 800 صفحة، وكان شخصية عربية فاعلة سياسيا وثقافيا في تاريخ المملكة الحديث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى