يعتبر وجود الأم ضروريا لأبنائها خلال فترة طفولتهم، إذ أن وجودها يعد أمرا حيويا بالنسبة لهم لكي ينشأوا بشكل سليم، وكذلك وجود الأب ضروري بالرغم من أن بعض الناس يظنون أنه يمثل مصدرا للمال فقط، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ حيث يقوم الأب دور الحامي، والواعظ، والقائد، وكل هذه الأدوار لا يمكن أن تعوضها الأم، ويمكن أن يؤدي غياب الأب إلى العديد من المشاكل النفسية والسلوكية للأطفال، وفيما يلي بعض من الآثار والسلبيات التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال نتيجة لغياب الأب
يؤثر غياب الأب على أبنائه والكيان الأسري بشكل عام
يترك الكثير من الآباء أسرهم ويسافرون بحثا عن كسب العيش لتوفير مستوى اجتماعي أعلى وحياة كريمة لأسرهم، متجاهلين حقيقة أن وجودهم مع أبنائهم ومشاركتهم في حياتهم اليومية ومشاكلهم الصغيرة والتافهة أهم بكثير من تجميع المال وتوفيره لهم. ففي مراحل طفولتهم ومراهقتهم، يحتاج الأبناء إلى وجود الأب كدليل ومستشار وحامي
أشارت الدراسات والأبحاث في علم النفس التربوي إلى أن سلوك الأطفال الذين يعيشون بعيدا عن آبائهم يكون ذكوريا، حيث يختارون دمية ذكورية عند إجراء اختبار الدمى، وهم أشجع من زملائهم الذين يعيشون مع آبائهم
لا تزال الأبحاث والدراسات مستمرة حول الأطفال الذين يعانون من غياب الأب وسلوكهم الذي يفتقد الشجاعة أو المغامرة، ومن الملاحظ أن هؤلاء الأطفال يميلون إلى العزلة والانطواء ويتصفون بسلوك متردد وردود أفعال غير ناضجة تجاه زملائهم.
يعتبر الأطفال الذين ينشئون في غياب الأب هم الأقل رغبة في ممارسة الألعاب والرياضات الجسمية، لأن رغبتهم في المبادرة قد تكون ضعيفة.
تشير دراسة نفسية إلى تأثير غياب الأب عن أبنائه، حيث يمكن أن يؤدي الغياب إلى تطور سلوكيات سيئة للأبناء مثل الفظاظة والخشونة في التعامل، وقد يقوم أحدهم باللجوء إلى الانضمام إلى عصابات الشوارع أو الإصابة بمشاكل نفسية مثل عقدة أوديب أو الشذوذ الجنسي.
يحاول الأطفال الذين يعيشون بعيدًا عن آبائهم تعويض ذلك بالخشونة، مما يدفعهم للانضمام إلى عصابات ترتكب أفعالًا غير قانونية أو على الأقل يتبعون سلوكًا خشنًا غير مقبول في المجتمع.
يؤدي غياب الأب عن أطفاله إلى اختلال في نموهم الجنسي، ويعني ذلك أن العلاقة بالأم ستكون أكثر قوة وارتباطًا، مما قد يؤدي إلى تطوير سلوك جنسي أنثوي لدى الطفل.
يمكن أن يكون الأب متواجداً مع أبنائه ولكنه شخص سلبي لا يتفاعل معهم ولا يساعدهم في حل مشاكلهم، أو يكون شخصية ضعيفة ولا يملك صوتاً ولا رأياً في المنزل، وترك هذا النوع من الآباء تأثيراً سلبياً على نفسية الطفل
تؤثر غياب الأب على السلوك الاجتماعي للأبناء
أظهرت دراسة حديثة أمريكية أن الفتيات اللواتي نشأن بدون والدهن في طفولتهن، يميلن أكثر من غيرهن للوصول إلى سن البلوغ
أجريت دراسة في كلية الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا، أكدت أن غياب الأب عن المنزل يؤدي إلى ظهور مظاهر البلوغ على الفتيات في أعمار صغيرة من الناحية البيولوجية، ويحدث ذلك للفتيات اللاتي يعيشن في مستوى اجتماعي واقتصادي جيد
جوليانا دير دروف رئيسة الدراسة المساعدة والبروفيسور في علم الصحة أوضحت أن هناك أمرا بد أن يلاحظ مؤخرا وهو أن عمر البلوغ لدى الفتيات يتناقص كما ركزت على زيادة وزنهن باعتباره السبب الرئيسي في البلوغ المبكر وأجريت دراسة حول هذه الظاهرة وكانت النتائج أن العوامل الأسرية واحدة من الأسباب التي أدت لحدوث تلك الظاهرة