الطبيعة

غابة جريفينو .. غابة الأشجار الملتوية والسبب في ذلك

غابة الأشجار الملتوية

على الرغم من وجود العديد من النظريات والتكهنات حول غابات الأشجار الملتوية، إلا أن تكوين هذه الأشجار الملتوية لا يزال غامضا. تحولت هذه الغابة الغريبة والساحرة إلى وجهة للسياح الذين يرغبون في اكتشاف أسرارها. تقع غابة جريفينو في بولندا بالقرب من بلدة “Hryvnia”، وهي عبارة عن بستان يضم أكثر من 400 شجرة صنوبر غريبة. تم زراعة هذه الأشجار حوالي عام 1930، وأطلق عليها هذا الاسم بسبب انحناءات أغصانها.

تنمو هذه الأشجار بطريقة غريبة، حيث تبدو أشجار الصنوبر ملتوية من الجذع بزاوية 90 درجة شمالا، حيث إنها تشكل حرف `J`، وتبلغ عمر هذه الأشجار حوالي 72 عاما، ثم تستمر الأشجار في النمو نحو السماء، وعلى الرغم من الانحناءات غير الطبيعية التي تنطلق من قاعدتها، إلا أن هذه الأشجار تتميز بصحتها الجيدة عموما، وتصل ارتفاعها إلى حوالي 50 قدما.

سبب انحناء أشجار غابة جريفينو

هناك العديد من النظريات المتعلقة بالغموض الذي يحيط بالغابات الملتوية، ويبدو أن الأدلة المتاحة غير كافية لإثبات أي من هذه النظريات. لا أحد يعرف بالضبط ما حدث لأشجار الصنوبر في هذه الغابة الغريبة والمرعبة حتى الآن، ولا يزال هذا الأمر غامضا. تعتبر غابة جريفينو بستانا يتألف من 400 صنوبرة ذات شكل غير عادي، وتقع بالقرب من بلدة جريفينو في وميرانيا الغربية في بولندا. تم زراعة أشجار الصنوبر هناك منذ حوالي عام 1930، عندما كانت المنطقة تابعة لمقاطعة بوميرانيا الألمانية.

ومن المعروف أن أشجار الصنوبر تنمو بانحناء حاد يصل تقريبا إلى 90 درجة نحو الشمال، ثم تنحني لتنمو مباشرة نحو السماء، وعلى الرغم من الانحناءات غير الطبيعية التي تنحني عادة من ثلاثة إلى تسعة أقدام، إلا أن هذه الأشجار تحافظ على صحتها بشكل عام ويصل ارتفاعها إلى 50 قدما، وهناك العديد من النظريات حول الغموض الموجود في غابة جريفينو، وعلى الرغم من قلة الأدلة المؤيدة لأي منها، يعتقد البعض أن قوة الجاذبية الفريدة في هذه المنطقة تجعل الأشجار تنحني نحو الشمال.

تظهر نظرية قوة الجذب الفريدة في غابة جريفينو عدم تحملها للاختبار العلمي الأساسي، حيث تسحب الأشياء نحو الأسفل بدلا من الانحناء كما يعتقد البعض. كما يعتقد البعض الآخر أن تساقط الثلوج بغزارة في المنطقة يزيد الضغط على أشجار الصنوبر أثناء نموها، مما يؤدي إلى انحناءها عند القاعدة. ومع ذلك، لا توفر هذه النظرية تفسيرا للتأثير الرئيسي الذي يؤثر فيه انحناء الأشجار الأخرى في جريفين على مجموعات الأشجار الصنوبرية والنباتات المختلفة الأخرى في نفس المنطقة.

يعتقد من قبل بعض العلماء أن أشجار الصنوبر نمت لتكون خشبا صلبا للعجلات، حيث يمكن أن يؤدي اتجاه الألياف إلى إنتاج عجلات قوية وصلبة. ولكن التفسير الأكثر شيوعا والأكثر احتمالا هو أن المزارعين المحليين زرعوا الأشجار وقاموا بتعديلها عندما نبتت في عام 1930. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن عمر هذه الأشجار يتراوح بين سبع وعشر سنوات. عندما واجهت هذه الأشجار قوة تسببت في انحناء الساق، تسببت هذه القوة في انحناء هيكل جذع أشجار الصنوب.

ربما يتساءل الكثيرون عما إذا كان المزارعون المحليون قد قاموا بتغيير الأشجار عمدا، وهل تنحني أشجار الصنوبر بشكل طبيعي إلى الشمال؟ حاول الكثيرون العثور على إجابة لهذا اللغز، ولكن منذ أن تم التخلي عن مدينة جريفينو بشكل كبير خلال المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية وحتى السبعينيات، يرى الأشخاص الذين كانوا متواجدين في منطقة جريفينو قبل مراحل الحرب العالمية الثانية أنه من المرجح أن تختفي الأشجار الملتوية إلى الأبد.

في حين اقترح البعض الأخر أن أشجار الصنوبر مصنوعة من الإنسان، يتم تصميمها بطريقة معينة في الزراعة لتبدو بهذا الشكل، ويعتقد المزارعون أنهم يزرعون الأشجار بهذه الطريقة لاستخدامها في صناعة الأثاث أو بناء السفن. أما السكان المحليون، فيعتقدون أن السحر الأسود هو السبب وراء إنشاء غابة جريفينو، حيث تحولت هذه الغابة إلى مكان سياحي مشهور للاكتشاف والتمتع بجمالها وتجربة مغامرات مليئة بالغموض والألغاز.

ومن بين التفسيرات الشائعة لهذا الأمر، أنه خلال غزو بولندا في الحرب العالمية الثانية، قامت دبابات العدو بتهديم غابة جريفينو الكثيفة وتجعيدها إلى درجة أنها أصبحت ملتوية مجددا. وربما يعود سبب هذه المشكلة إلى أن هذا المكان الصغير فقط هو المتأثر بالتشوه، وعلى الرغم من أن التواريخ قد تتطابق مع هذا الحدث، إذ يقدر أن تكون الغابة المنحنية قد تشكلت منذ حوالي 80 عاما.

يبدو أنه من غير المرجح أن يكون الانحناء الغريب والموحد الذي تعرضت له الأشجار الصغيرة بعد دهسها بواسطة الدبابات الثقيلة بشكل يثير السخرية ناجمًا عن الصدمة التي تعرضت لها.

قد يكون أحدث فكرة انتشرت بشدة حول مناطق الغابات الملتوية وأصبحت مشهورة هي الأكثر إثارة للإزعاج (مثل شفرة أوكام أو غيرها)، وهذا يشير إلى أن المنحنيات التي توجد في جريفينو هي صنع بشري. يبدو أن هذا منطقيا بناء على حقيقة تناسق الأشجار بشكل كبير. فمن المقترح أن المزارعين المحليين في الثلاثينيات من القرن الماضي زرعوا الأشجار وتلاعبوا بها لاستخدامها في البناء، سواء لقطع الأثاث أو بناء السفن الخشبية على وجه التحديد.

قد يكون سبب الإنحاء أيضا عمل مقتطف بعنوان بناء السفن يدعم هذه الفكرة، حيث كانت أشجار البلوط في مناطق شمال أوروبا جيدة لتطوير الألواح الطويلة والمسطحة، ولكن خشب البلوط الإنجليزي “هيدجر” كان الأفضل للخشب المنحني بشكل طبيعي المستخدم لتقوية الجزء الداخلي للسفينة، حيث تم ثني الأشجار عمدا بطرق معينة لتنمية التنوع المطلوب من الشجرة المنحنية، وقد عرفت هذه الشجرة باسم البوصلة من بين الأشجار المنحنية.

يمكن أن يؤدي غزو بولندا خلال الحرب العالمية الثانية إلى تعطيل هذا النشاط، ومنع المزارعين من إكمال عملهم، وبالتالي يجبرهم على مغادرة هذه الغابة الغريبة التي لا تزال موجودة حتى الآن. تم أيضا تدمير المدينة المحلية خلال الحرب ولم يتم إعادة بنائها حتى السبعينيات. عندما تم بناء محطة كهرباء جديدة في المنطقة، فإن ذلك يمكن أن يفسر سبب عدم وجود فكرة غامضة لدى السكان المحليين حول ظهور أشجار غابة جريفينو بهذا الشك.

يعتقد سكان بولندا أن جميع القصص المنتشرة حول غابة جريفينو غير صحيحة، وأنها تنشر الملل. ويعتقدون أيضا أن الغابة تم إنشاؤها بسبب السحر الأسود الذي حدث في ذلك الوقت، وبغض النظر عن القصة، فإن الغابة الملتوية بسبب كثرة الحكايات حولها يمكن أن تجذب السياح لمشاهدتها.

لا يمكن لأي شخص التأكد من سبب انحناء هذه الأشجار في النهاية، حيث لا يوجد شهود يمكنهم الشهادة عن طريقة أو أخرى، ولكن يبدو أن هذا التفسير منطقيًا للغاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى