المجتمعمنوعات

عمل المرأة بين القبول والرفض

ما زالت المرأة تعاني في العديد من المجتمعات حول العالم من ظاهرة الاضطهاد والعنف، والسبب وراء هذا الوضع يعود بشكل أساسي إلى تلك التقاليد الاجتماعية أو العادات البالية التي تم توريثها بين الأجيال، والتي قد تكون مناسبة للزمن السابق ولكنها لم تعد مناسبة للوقت الحالي. تختلف أشكال الاضطهاد من مجتمع لآخر، ولكنها لا تزال شائعة بشكل كبير في المجتمعات النامية. ومن المعروف أن مؤشرات الجهل والفقر وانعدام التحضر والوعي بالحقوق تكون مرتفعة في تلك المجتمعات، حيث معظم النساء لا يعرفن حقوقهن الفعلية، بما في ذلك حقهن في التعليم والعمل والمشاركة السياسية وحرية اتخاذ القرارات الشخصية المهمة مثل الزواج والدراسة. وعلى الرغم من التقدم الذي حققته المرأة في جميع المجالات في المجتمعات المتقدمة، إلا أن هناك مناقشات مستمرة في تلك المجتمعات .

فكرة عمل المرأة ما بين الرفض والقبول :مازالت فكرة عمل المرأة مثار جدل ونقاش في بعض المجتمعات، حيث يوجد رفض وقبول وطرح للنقاش على نطاق واسع، رغم أن العديد يؤمنون بأهمية عمل المرأة ودورها الحيوي في المجتمع، إلا أن بعض المجتمعات التي غير متحضرة ثقافيا ترى عمل المرأة مرتبطا بالتقاليد والعادات الخاصة بها، ويعاني بعض المجتمعات الذكورية من مشكلة تقبل عمل المرأة، حيث يرفض البعض عمل المرأة ويراه غير طبيعي ولا يرغب فيه، ويعتبرون المرأة مختصة برعاية الأطفال والبيت، لكن مؤسسات وجمعيات خاصة بقضايا المرأة تسعى لتوعية المرأة بأهميتها ودورها الحيوي والهام ونشر ثقافة حقوقها الأساسية، وتوفير فرص العمل المختلفة للمرأة .

أهم الأسباب لرفض عمل المرأة :-

أولاً :– هناك العديد من المجتمعات التي لا تزال تعتقد أن عمل المرأة وخروجها من منزلها بشكل عام يعد من الأعمال غير المقبولة أخلاقيا واجتماعيا، وتستمر تلك المجتمعات في منع اختلاط المرأة بالرجل بشكل كامل .

ثانياً :وجود عادات وتقاليد تؤمن بأن دور المرأة ينحصر فقط داخل حدود منزلها من خلال إعداد الطعام للأسرة وتربية أطفالها، وأن الرجل هو المسؤول الأول والأخير عن توفير معيشة الأسرة ماديا وتأمين كل احتياجاتها في الحياة .

ثالثاً :– يشعر العديد من الرجال بالخوف من استقلالية المرأة المادية، حيث يخشون زيادة تمكنها وقوتها، وذلك يعمل على تحررها من سلطة الرجل. لذلك، يعارضون أعمالها للحفاظ على خضوعها للرجل .

رابعاً :- يعد وجود عدد من القوانين والتشريعات الخاصة بالعمل في بعض البلدان مجحفا وظالما للمرأة لأنها تمنحها حقوقا مهنية أقل، مثل راتبها أو تقليدها للمناصب في العمل .

خامساً :- ترجع الأسباب الاجتماعية التي تؤثر على المرأة نفسها إلى خوف الكثير من النساء من العنوسة وتأخر الزواج، نظرا لخوفهم من أن بعض الرجال لا يستحسنون الزواج من المرأة العاملة .

أهمية عمل المرأة للمجتمع :-

أولاً :- يحمل العمل أهمية كبيرة في حياة المرأة؛ إذ يساعدها على تحقيق ذاتها وبناء شخصيتها الفردية في مجتمعها، كما يجعلها عنصرا فاعلا في المجتمع، حيث تتشارك بأفكارها وجهودها الفكرية والعقلية والبدنية في تنمية المجتمع .

ثانياً :لهذا العمل أهمية كبيرة في تحقيق استقلالية المرأة المادية ويعد جدارا أمان لها ضد التبعية للآخرين، حيث أظهرت الدراسات والأبحاث العديدة أن العديد من النساء يتعرضن لمعاملة قاسية أو اضطهاد بسبب حاجتهن للمال، وبالتالي فإن الاستقلالية المادية للمرأة تمنحها القدرة على اتخاذ العديد من القرارات المختلفة بحرية وقوة .

ثالثاً :العمل يجعل المرأة مساعدة لزوجها من خلال مساعدتها في تأمين احتياجات الحياة وتوفير مستوى كريم لعائلتها، دون الحاجة إلى مساعدة من الآخرين أو الوقوع في مشاكل الفقر المتعددة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى