على ماذا يرمز اللون الاخضر في علم النفس
لم يخلق الله سبحانه و تعالى أحداً أو شيئاً من مخلوقاته عبثاً أو صدفةً ، إنما كل شيء وُجد لغاية و وظيفة محددة ، فخلق السماء و الأشجار و الزهور كل منهم بلونه الخاص ليس محض صدفة ، إنما كل شيء مرتب و مختارٌ لهدف وحكمة ما ، وهذا ما قد أثبتته الدراسات العلمية والنفسية حديثاً .
تمت إثبات أن لكل لون موجة محددة تخترق جسم الإنسان عند النظر إليه، وأنها تدخل جسمه أيضا من خلال الخضروات والفواكه التي يتناولها. ولكل موجة تأثيرها الخاص على خلايا الإنسان وجهازه العصبي وحالته النفسية وتقلبات مزاجه. وتعتمد العديد من جوانب الحياة اليومية على الألوان، لذا يولي العلماء اهتماما كبيرا لدراسة الألوان وتأثيرها على حياة الإنسان .
تأثير الألوان في تغيير الحالة النفسية للأشخاص :
تعتبر الألوان عامل مهم يعكس الحالة النفسية للإنسان ، كما أن لها تأثيراً على الذات الداخلية ، وغالباً ما يكون ذلك مرتبطاً بطبيعة الشخصية ، وتظهر تلك التأثيرات فوراً على الشخص ، ومن مظاهرها تسارع دقات القلب وحركات الجفون بالإضافة إلى إفراز العرق .
تركز أغلب المتخصصين في علم النفس اليوم على الألوان وعلاقتها الوثيقة بالمزاج العام للإنسان، وخاصة المرأة، لأنها أكثر تقلبا من الرجل نتيجة للتغيرات البيولوجية التي تمر بها. وقد أثبت العالم الأمريكي سيغمان مارتن، المعروف بمعالجة المرضى بالألوان، في أحدث الدراسات التي أجراها أن الألوان تؤثر بشكل قوي جدا على حالة المزاج والنفسية للمرأة، مما ينعكس على عملها وعلاقتها بأسرتها وخاصة زوجها .
وقد أكد مارتن أن كل لون يتماشى مع ترددات معينة في الجسم ، وقد مكنه ذلك من معرفة أي الألوان تؤثر سلبياً على نفسية المرأة وأيها يكون تأثيره إيجابياً ، فتترك الألوان تأثيراً قوياً في أعماق النفس ، حيث أن منها ما هو إيجابي يبعث الإحساس بالراحة أو الحب ، ومنها ما هو سلبي يعكس احساساً بالحزن أو الاكتئاب .
تأتي فكرة استعراض الألوان المختلفة وتشكيلها كضرورة لفهم مدلولات الألوان وتأثيرها على الإنسان، خاصة عند تأثيث المنازل والمكاتب أو مرافق الاستمتاع والاسترخاء بشكل عام .
دلالة اللون الأخضر في علم النفس :
يعتبر اللون الأخضر من الألوان المهدئة ، حيث يبعث في المكان جواً من السكون والطمأنينة ، ويعكس للنفس إيحاءاً بالأجواء الطبيعية ، كما أنه يدل على النمو والتوازن ، ويُستخدم أيضاً كرمزٍ للسلام ، بالإضافة إلى أن له القدرة على امتصاص الطاقة السلبية من جسم الإنسان ، لذا فإنّه يُستخدم في عيادات علاج الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض الدماغ ، لأنّه يقلّل من الآلام المصاحبة لتلك الحالات من خلال تحسين الحالة النفسية .
يعتبر اللون الأخضر، عند العلماء في مجال الطاقة، لون الحب، لأنه لون مادة الحياة في الكون، وهي البلاستيدات الخضراء، وكل ما هو أخضر في هذه الحياة له روح وينبض بالحياة. وتدخل الموجات الخضراء على نفس الإنسان وقلبه، وتمنحه الاطمئنان والشعور بالحب، فعلى سبيل المثال، يمكن للغرف المصبوغة باللون الأخضر الفاتح في المنزل أن تكون أكثر الغرف قدرة على منح الإحساس بالراحة والاسترخاء والحب .
ويُطلق البعض على اللون الأخضر ” لون التوازن ” ، فهو ينفذ للعين بهدوء دون الحاجة لجهد ، وبالتالي هو لون مريح ، واللون الأخضر يتوسّط ألوان الطيف ، ويشمل هذا اللون مفهوماً كبيراً أهم مما يدركه الناس ، فعندما يحتوي الفضاء حولنا وفرةً من اللون الأخضرعلى هيئة الأشجار و النباتات المختلفة ، فهذا دليل على وجود المياه و بالتالي احتمالية أقل لخطر حدوث المجاعة ، إذاً فإن وجود اللون الأخضر يبعث فينا الطمأنينة وتجنب وقوع الخطر .
هل يمكن أن يرمز اللون الأخضر إلى شعور سلبي؟
نعم ، بالرغم مما يعكسه اللون الأخضر من طاقات إيجابية مثل الانسجام ، التوازن، الانتعاش ، محبة الكون ، الراحة ، التجديد ، الطمأنينة ، الوعي البيئي و السلام ، فإن له جانباً سلبياً أيضاً ، فقد يمنح احساساً بالملل و الركود والجمود و النمطية والضعف ، وذلك إذا تم استخدامه بصورة خاطئة أو بطريقة غير منظمة .