علم الوراثة يؤكد وجود صلة قرابة بين السيبيريين والهنود الحمر
قام باحثين من روسيا متخصصين في مجال المعلوماتية الوراثية من معهد بالتعاون مع زملاء لهم في تشيكيا و الولايات المتحدة الأمريكية من أجل نقل المعلومات عن المجموعات الجينية لممثلي أربع شعوب أصلية من قومية سيبيريا. و قد كان يعيش السيبيريون كشعب مرتحل عن طريق الصيد و تربية حيوانات الرنة سابقا. و أظهرت الأبحاث أن الجينات انتقلت من سيبيريا إلى الهنود الحمر الذين يعيشون في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية من خلال قبائل الإسكيمو.
ما الدافع لإجراء البحث ؟
السبب الذي دفع العلماء لإجراء هذا البحث هو نظرية تقارب اللغات، حيث توجد اللغة الوحيدة التي تظل حية لدى أسرة اللغات المعروفة بـ `ينسي`، وهي اللغة التي تنتمي إلى أسرة لغات الهنود الحمر الذين يعيشون في المناطق الجنوبية من أمريكا الشمالية، وتعد لغة الهنود الحمر المنتمين إلى قبيلة نافاهو، والذين يقطنون في ولايتي أريزونا ونيو مكسيكو.
ما نتيجة البحث ؟
أظهرت الدراسات الجينية أن هناك صلة قرابة بين القوميات الأربع المقيمة في حوض نهر ينسي وأفراد القبائل الإسكيمو القديمة المنقرضة التي كانت تعيش في المناطق القطبية في شمال أمريكا. باستخدام أساليب دراسة بيانات الجينوم الحديثة، أكد الباحثون حقيقة مساهمة قبائل الإسكيمو القديمة بشكل واضح في تشكيل التجمعات الجينية لشعب الهنود الحمر، وبالضبط في قبيلة النافاهو، وليس في التجمعات الجينية الأخرى لقبائل الهنود الحمر. حدث هذا الاندماج الجيني قبل حوالي 5 إلى 6 آلاف سنة. أشار العلماء إلى أن هذا التدفق الجيني لا يوضح القرابة اللغوية بين الشعوب، ولكنه يشير إلى هجرة الشعوب، وهو ما يستدعي نقل اللغات من سيبيريا إلى أمريكا على الأقل نظريا.
من هم الهنود الحمر ؟ “ Native Americans “
هم الأمريكان القدماء أو الأمريكان الأصليون. يطلق هذا الاسم على جميع العرقيات التي كانت تعيش في الأمريكتين قبل عصر كريستوفر كولمبس وأيضا السلالات المنحدرة منها. في كندا، يطلق عليهم الأمم الأولى، وتم تسميتهم الهنود الحمر لأن كولومبس اعتقد في البداية أنه وصل إلى الهند الشرقية، ولتمييزهم عن الهنود الآسيويين يطلق عليهم أيضا الهنود الأمريكيين.
من هم السيبيريون ؟
توجد منطقة سيبيريا في الجزء الشرقي و الشمال الشرقي من روسيا. و تمتد غربا إلى جبال الأورال و شرقا إلى المحيط الهادي و من المحيط المتجمد الشمالي إلى الحدود مع كازخستان و منغوليا و الصين. و تشكل سيبيريا 77 بالمائة من مساحة روسيا الإجمالية، بما يعادل 13.1 كيلومتر مربع. و يبلغ عدد سكانها 27 بالمائة من سكان روسيا أي حوالي 39 مليون نسمة.
كانت سيبيريا مسكن للعديد من المجموعات المختلفة من البدو من الأصول التركية مثل قبائل الهان و الأويغور. لكنها تعرضت في القرن الثالث عشر إلى غزو مغولي. و في القرن السادس عشر مع نمو الدولة الروسية و توسعها لجهة الشرق بدأ التجار و جنود الكوساكس بولوج سيبيريا. و قام الجيش الروسي ببناء القلاع و المدن مثل توبولسك التي أصبحت لاحقا عاصمة سيبيريا و بعدها أصبحت الهيمنة الروسية إلى المحيط الهادئ خاصة في منتصف القرن السابع عشر.
بقيت سيبيريا للعديد من السنوات و القرون منطقة غير مستكشفة و غير مأهولة إلا من خلال الحملات الاستكشافية أو السجناء الهاربين من روسيا الغربية و أقاليمها كبولندا. و لكن في عهد القيصر نيكولاس الثاني سنة 1916 تم ربط موسكو و سيبيريا بسكة الحديد مما دفع الناس للتوسع فيها و إنشاء المدن الصناعية.