علم النفس العصبي
يجمع علم النفس العصبي بين عناصر علم الأعصاب وعلم النفس ، يدرس علماء النفس العصبي الآثار التي تحدثها الظروف النفسية على الجهاز العصبي بما في ذلك الدماغ والعمود الفقري وقد يبحثون أيضًا عن الطرق التي يمكن أن يؤثر بها تغيير كيمياء الدماغ بسبب الإصابة أو الهرمونات أو العوامل البيئية على الصحة العقلية.
تاريخ علم النفس العصبي
لقد عرف الناس منذ آلاف السنين أن الدماغ يؤثر على الحالات النفسية. في العصور القديمة، بدأ الكاهن المصري إمحوتب دراسة تأثيرات الدماغ على السلوك بدءا من عام 3500 قبل الميلاد. وجادل أبقراط بأن الدماغ يؤثر مباشرة على السلوك. كان الفيلسوف رينيه ديكارت مهتما بشدة بكيفية ظهور العقل من الدماغ، على الرغم من انتقاده لاستخدامه أساليب غير علمية للغاية. وقام بتشريح العديد من الحيوانات في محاولة لفهم عمل الدماغ والجسد.
ظهرت دراسة النفس العصبية في الجزء الأخير من القرن التاسع عشر، وبينما استمرت دراسة الدماغ في التقدم خلال القرن العشرين، أدرك العلماء أن أجزاء محددة من الدماغ تتحكم في وظائف جسدية معينة. والآن نعلم أيضا أن المواد الكيميائية مثل الناقلات العصبية والهرمونات يمكن أن تؤثر في كيفية نقل الإشارات داخل الدماغ ومنه إلى أجزاء أخرى من الجسم. وهذا يمنح أطباء الأعصاب نافذة قوية إلى عمل العقل، وقد أدى هذا الوعي إلى ظهور علم النفس العصبي الحديث.
علم النفس العصبي في العلاج
على مر العصور، كان على خبراء الصحة العقلية العمل مع الدماغ، رغم عدم قدرتهم على رؤية العضو الذي يعالج، ورغم أن الدماغ لا يزال غامضا من جوانب عديدة، وعلم النفس العصبي هو مجال حديث، إلا أنه يوفر للمعالجين رؤى أفضل حول كيفية عمل الدماغ. وباستخدام عناصر الطب وعلم النفس، يعتمد المعالجون الذين يستخدمون مكونات علم النفس العصبي على مجموعة متنوعة من التقنيات، وغالبا ما يمزجون الأفكار من هذا الميدان مع مناهج أخرى. بعضهم يكونون تدربوا كأطباء أو أطباء أعصاب، والبعض الآخر هم معالجون بشكل أساسي.
يتم إجراء تقييمات نفسية من قبل أخصائيي علم النفس العصبي السريري لقياس الصحة العصبية، وذلك بالاعتماد على تقييم كيفية عمل العصبية، حيث يتأثر ذلك بالظروف التي تؤثر على تقييم صحة الدماغ، مثل مرض الزهايمر والإصابات في الدماغ
يمكنهم أيضا إعادة تقييم فحوصات الدماغ والتشاور مع الأطباء والاعتماد على الاختبارات المعملية لتشخيص وعلاج حالات الدماغ. إحدى طرق العلاج هي التغذية العصبية، حيث يتم مراقبة نشاط الدماغ في الوقت الحقيقي، ثم يقدم المعالج ملاحظات للعميل بشأن كيفية تحسين أو تغيير نشاط الدماغ لتحسين الصحة العقلية. يعالج بعض علماء النفس العصبية أيضا صعوبات التعلم مثل عسر القراءة .
علم النفس العصبي يتميز بأسلوب تجريبي قوي، حيث يستخدم العديد من علماء علم النفس العصبي الأسلوب التجريبي والخطأ، مع إجراء تعديلات طفيفة لاختبار فعاليتها. على سبيل المثال، قد يقترح المعالج الذي يعتمد على علم النفس العصبي استخدام دواء معين قبل إجراء أي تغييرات أخرى، وبعد ذلك يمكن للمعالج إدخال تعديلات في نمط الحياة والأدوية الأخرى إذا لم يكن الدواء فعالا، أو إلغاء استخدام الدواء تماما إذا لم يكن ذلك مجديا.
كيف يؤثر علم النفس العصبي على النتائج العلاجية
أثر علم النفس العصبي على العديد من الأساليب العلاجية. على سبيل المثال، تقوم الطرق المعتمدة على اليقظة في إدارة الإجهاد جزئيا على البيانات التي تشير إلى إمكانية تغيير نشاط الدماغ ومعالجة بعض أعراض مشاكل الصحة العقلية. لقد لاحظ الخبراء في مجال الصحة العقلية اهتماما كبيرا بفكرة تغيير الدماغ المعروفة باسم المرونة العصبية، وخاصة فيما يتعلق بأنماط الاستجابة المتأصلة. أحد الأنماط الاستجابية المعتادة بين البشر هو التحيز السلبي تجاه الأحداث والمشاعر السلبية، تماما كما فعل أسلافنا للبقاء. فنحن نركز على الأشياء التي تهدد رفاهيتنا بدلا من التجارب الإيجابية.
يقترح علم النفس العصبي أنه يمكننا تغيير هذه الأنماط، سواء كانت سمات وراثية أو تطورية ورثناها أو استنادًا إلى تجارب حياتنا الشخصية، ويقوم العديد من المعالجين بدمج هذه الفلسفة في مناهجهم.
بعض الطرق النفسية العصبية الحديثة نسبيا ولم يتم تجربتها بعد، لذلك من المهم بالنسبة للأشخاص الذين يتلقون العلاج النفسي العصبي أن يتعلموا الكثير عن نهج العلاج الفردي الذي يوصي به المعالج أو الطبيب.
التدريب ومجالات الدراسة في علم النفس العصبي
على عكس العديد من المجالات الأخرى في علم النفس، هناك العديد من الطرق التي يمكن للفرد اتباعها ليصبح طبيبا نفسيا عصبيا. يحمل هؤلاء المحترفون عموما درجات الدكتوراه في علم الأعصاب أو علم النفس. الهيئة الرئيسية لعلم النفس العصبي في الولايات المتحدة هي الأكاديمية الوطنية لعلم النفس العصبي، التي تنشر مجلة أرشيفات علم النفس العصبي السريري.
قد يقوم علماء النفس العصبي بملء عدد من الأدوار ، لكنهم دائمًا ما يقومون ببعض الأبحاث المتنوعة في العلاقة بين الدماغ والحالات النفسية ، يرتبط علم النفس العصبي ارتباطًا وثيقًا بالطب النفسي ، وكثيراً ما يبحث علماء النفس العصبي عن الأدوية الجديدة بالإضافة إلى تأثيرات الأدوية القديمة ، قد يعملون أيضًا في ظروف سريرية مثل مستشفيات الأمراض النفسية.
الأطفال وعلم النفس العصبي
تطلب من أطباء النفس العصبي تشخيص وعلاج الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، ويمكن علاج جميع أنواع صعوبات التعلم من قبل طبيب نفسي عصبي، بدءا من المشاكل الاجتماعية وحتى متلازمة أسبرجر، وعلى الرغم من توفر موارد علم النفس في معظم المدارس، إلا أن أفضل خطط التقييم والعلاج يتم توفيرها من قبل أطباء النفس العصبي
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الطفل في الأداء الأكاديمي، ويتطلب العثور على السبب الدقيق الكثير من التدريب. عادة ما يلاحظ المعلم أو الوالد صعوبات التعلم لدى الطفل في المرحلة الأولى، والخطوة التالية هي تقييم الطفل من قبل طبيب نفساني في المدرسة أو فريق دراسة الطفل المدربين خصيصا على التعامل مع صعوبات التعلم، ومن الممكن أن لا يتمكنوا من تشخيص الاضطراب العصبي إذا كان موجودا
إذا وجد أن الطفل يعاني من إعاقة في التعلم، فإن أفضل ما يمكن القيام به هو البحث عن طبيب نفسي عصبي متخصص، حيث يمكن لهذا النوع من المتخصصين تقييم وتشخيص أي اضطرابات عصبية كامنة قد تكون موجودة. وبمجرد تحديد التشخيص، يمكن إجراء عمليات إعادة التأهيل والعلاج بشكل أكثر تخصصًا وفعالية.