علماء يتوصلون إلى مصل مضاد للنزيف بعد جراحات القلب
بالنظر إلى القلب، فإنه يعتبر العضو الأهم بجسم الإنسان بالكامل، وبالتالي فجميع الأمور المتعلقة به تعد مهمة ولا ينبغي التهاون بها. والآن، لا يمكن لأي شخص تجاهل خطورة أمراض القلب ومدى انتشارها في الفترة الأخيرة. فأمراض القلب تعتبر واحدة من أخطر الأمراض التي تهدد العديد من الأشخاص في الوقت الحالي. فالأمراض القلبية هي أمراض خطيرة تصيب القلب وتؤثر عليه وتضعفه وتسبب له متاعب كبيرة. وعندما يتأثر القلب ويصاب بالضرر، فإن الجسم كله يتعرض للخطر. والقلب هو العضو الذي يسيطر على عمل أجهزة الجسم، وهو الذي يزود الأعضاء المختلفة في الجسم بالطاقة اللازمة لعملها بدقة وكفاءة. وعندما يعجز القلب عن أداء وظيفته الهامة، فإن أجهزة الجسم تبدأ في التضعف والإصابة بأمراض مختلفة .
تم إجراء عدة أبحاث وإحصائيات حول أمراض القلب، وأظهرت هذه الإحصائيات مدى انتشار أمراض القلب في جميع أنحاء العالم، حيث أصبحت أمراض القلب أكثر انتشارا خلال السنوات الأخيرة. وأصبحت دول العالم المختلفة تعاني من انتشار أمراض القلب، وليس الدول المتأخرة كما كان الحال في السابق. وتعد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الخليج العربي من بين أكثر الدول التي تعاني من أمراض القلب، حيث يعاني عدد كبير من الأشخاص فيها من أمراض القلب، وزاد عدد الوفيات نتيجة لأمراض القلب كذلك. وما زالت هذه الدول تحاول التخلص من هذه الأمراض الخطيرة ومكافحتها .
نتيجة خطورة أمراض القلب، تطورت جراحات القلب بشكل كبير وأصبحت أكثر تقدما مما كانت عليه في السابق، حيث ظهرت عمليات القلب المفتوح التي تعالج عددا كبيرا من مشكلات القلب. كما بدأ الأطباء في إجراء عمليات زرع القلب للمريض، وهي العملية الأصعب والأدق على الإطلاق، وحققت هذه العمليات نجاحا كبيرا خلال الفترة الماضية، خاصة مع تطور مجال أمراض القلب وعلاجها .
التحدي الحقيقي الذي يواجه أطباء القلب في معظم جراحات القلب هو حدوث نزيف للمريض أثناء الجراحة أو بعدها مباشرة. وأثناء الجراحات القلبية الدقيقة، يهتم الطبيب بمنع تجلط الدم لدى المريض لتجنب حدوث الموت خلال العملية. يتم إعطاء المريض أدوية لزيادة سيولة الدم ومنع حدوث التجلط أثناء العملية. ومع ذلك، يواجه المريض مشكلة حدوث نزيف حاد بعد انتهاء الجراحة، وقد يضطر الطبيب لإعادته إلى غرفة العمليات فور خروجه للتحكم والسيطرة على النزيف. وقد يؤدي هذا النزيف المفاجئ إلى وفاة المريض على الفور أو تعرضه لمضاعفات صحية خطيرة .
وظلت هذه العقبة تواجه الأطباء وتتسبب في الكثير من المتاعب والمشكلات الصحية في جراحات القلب المختلفة حتى ظهرت دراسة مؤخرا أقامها علماء بريطانيون، تفيد هذه الدراسة بأن النزيف بعد جراحات القلب التي يتم استخدام أدوية مضادة للتخثر فيها أصبح من الممكن السيطرة عليه من خلال الوصول إلى مصل يساهم في السيطرة على سيولة الدم الزائدة بعد الجراحة نتيجة استخدام عقار الهيبارين المضاد لتخثر الدم والضروري في جراحات القلب، وتقوم فكرة المصل على عمله كمضاد للهيبارين حتى يتم وقف النزيف ومنع تجلط الدم في الوقت نفسه، ولم يكن هذا الاكتشاف جديدا في مجال أمراض القلب، لكن المصل القديم كان يحتوي على نسبة من السمية تعرض حياة المريض للخطر أيضا، لذا كان أطباء القلب يتجنبون استخدامه ولا يلجؤون إليه، ولكن المصل الجديد الذي توصل إليه العلماء البريطانيون لا يحتوي على أي نسبة من السمية وتم اختباره على عدد كبير من الحيوانات وأثبت نجاحا وفعالية كبيرة، ويعمل هذا المصل مع عدد كبير من أنواع أدوية سيولة الدم، ولا يسبب أي مضاعفات خطيرة للمريض، ويناسب المرضى المصابون بأمراض القلب المختلفة .
أكد أطباء القلب أنالمصل الذي تم تطويره حديثًا يعتبر الأفضل حتى الآن، ويُتوقع أن يساهم هذا الدواء في حل العديد من المشاكل التي كانت تواجه أطباء القلب أثناء العمليات الجراحية الحساسة .