علم وعلماء

علماء العصر العباسي في الفلسفة

الفلسفة في العصر العباسي

في عصر الدولة العباسية، ازدهرت العديد من العلوم وانتشرت، وكان للفلسفة مكانة هامة في هذا العصر وعمل بها العلماء والأطباء بشكل كبير، وكان الفلاسفة في هذا العصر مهتمين بالإلحاد والتعطيل، والانتماء إلى الفلسفة كان يعتبر انتماء إلى الكفر.

انتشرت النقمة على الخليفة المأمون لأنه كان السبب في ترجمة الفلسفة إلى اللغة العربية. وجاء عصر الخلافة العباسية الأولى، والتي تعد عصر الذهب الإسلامي واستمرت مائة عام من العام 132 هـ إلى العام 232 هـ.

وتعتبر الفلسفة من اكثر العلوم ، التي حظيت باهتمام علماء المسلمين ، وقادتهم ، ولاسيما إبان العصر العباسي ، وبالتحديد ايام الخليفة المأمون ، الذي أولى عناية ، واهتمام زائدين بالمؤلفات الفلسفية للأمم الأخرى ، وبالأخص الفلسفة اليونانية التي انتقلت إلى العالم الاسلامي علي يد علماء المسلمين.

تمكن علماء المسلمين من ترجمة مفاهيم فلسفية مهمة من تراث الفلاسفة اليونانيين إلى اللغة العربية، بما في ذلك فلاسفة مشهورين مثل أرسطو وأفلاطون وسقراط.

علماء الفلسفة في العصر العباسي

كان هناك عدد كبير من الشخصيات العلمية في عصر العباسيين الذين تخصصوا في علم الفلسفة، ولم يكتفوا بمجرد الاطلاع على فلسفة الأمم الأخرى، بل قدموا مساهمات وابتكارات جديدة، مما أدى إلى تطور علم الفلسفة لدى المسلمين.

برز العديد من علماء الفلسفة في العصر العباسي، بمن فيهم الكندي والفارابي وابن سينا في المشرق الإسلامي، وابن رشد وابن باجه في الغرب الإسلامي.

لعب هؤلاء الفلاسفة دورًا كبيرًا في علم الفكر والفلسفة، حيث قدم كل منهم إسهامات فلسفية خاصة به وأفكارًا جديدة، وانتشرت شهرتهم في جميع أنحاء العالم.

أصبح الفيلسوف الكندي مشهورًا باعتباره أول فيلسوف عربي ومسلم أصيل، وكان متخصصًا كبيرًا في الفلسفة اليونانية وتلميذًا مجتهدًا لأفلاطون وأرسطو، وتميز بمعالجته لانسجام الفلسفة مع الشرعية الإسلامية السمحة.

وبالمثل، فإن الفارابي وابن سينا قاما بتطوير فلسفة اليونان التي اعتمدت بشكل أساسي على أفلاطون وبروكلوس.

فضل المسلمين في شهرة فلاسفة الغرب

لقد كان للمسلمين فضل كبير في نشر شهرة الفلاسفة في جميع أنحاء العالم، من خلال الجهود العربية المسلمة العظيمة في ترجمة أهم أعمالهم الفلسفية مثل

حنين بن إسحاق هو الشخص الذي قام بترجمة المقالات الفلسفية لأرسطو إلى اللغة العربية، بما في ذلك المقولات وفن التأويل والكون وغيرها، بالإضافة إلى التعليق عليها وشرحها.

الفلاسفة في العصر العباسي

كان هناك العديد من علماء الفلسفة في العصر العباسي، بما في ذلك الآتية أسماؤهم

ابن سينا

هو أبو علي بن الحسين بن عبد الله بن سينا، الذي كان عبقريًا في عصره في الطب والفلسفة، وكتب العديد من الكتب، وأشهرها هو “القانون في الطب” و”كتاب الشفاء” و”كتاب الإشارات والتنبيهات في الفلسفة.

إخوان الصفا

وقد كانوا مدرسة فلسفية ، وجدت بالبصرة حوالي منتصف القرن الرابع الهجري ، ولم تقدم دعوتهم على الفلسفة وحدها ، بل تعدتها إلى ميدان الدين والسياسية ، وقد ظهر فيهم ميول شيعية متطرفة ، وقد كانت تهدف إلى معالجة ابحاث في الفلك ، والرياضيات ، والموسيقى ، والجغرافيا ، والفلسفة ، والأخلاق.

أبو بكر بن طفيل

هو أبو بكر محمد بن عبد الملك بن طفيل، وكان عالمًا وموسوعيًا وطبيبًا ورياضيًا وفيلسوفًا وشاعرًا، وكانت قضيته الفلسفية المعروفة باسم حي بن يقظان هي أكثر مؤلفاته شهرة، وتناول فيها موضوع علاقة الدين بالفلسفة.

ابن رشد

نختم حديثنا عن فلاسفة العصر العباسي بالفليسفوف المعروف ، ابن رشد ، وهو ابو الوليد محمد بن احمد بن رشد ، ولقب في تاريخ الفلسفة بلقب الشارح الأكبر ، وذلك لما ألفه من كتب عديدة ، كان معظمها تلخيصا لمؤلفات أرسطو ، وشرح لها ، وقد ترجمت من العربية إلى اللاتينية ، فأحدثت اثرا عمقيا في الفكر الفلسفي ، والديني ، واليهودي في أوربا.

الأعمال الفلسفية في العصر العباسي

مع تزايد اختلاط المسلمين بحضارات وأديان وأعراق مختلفة، وظهور أشكال مدنية وعادات وفكريات وفلسفات وأنماط معيشية متنوعة وجديدة، فإن الرجوع إلى نص القرآن الكريم والسنة الشريفة وحده لا يكفي.

لذلك، كان من الضروري تقديم الرأي المستند إلى القياس والتفسير والاجتهاد، وكذلك وضع مناهج ومعايير لهذه الاستنادات وقواعد للرجوع إلى القرآن والسنة.

ومن هنا ظهر علم الفقه ، والفقهاء وفرقهم مثل اهل الرأي وإمامهم ابوحنفيه النعمان ، واهل الحديث كالشافي ولان القران الكريم دعا الناس للتامل والتبصر والتعقل فان ذلك اثر في نشوء الفرق الاسلامية والجدل العقلي وعلم الكلام كان هدف علم الكلام الدفاع عن العقائد الدينية بالادله العقليّة مقابل الادله النقليه.

على الرغم من أن المنطق كشكل من أشكال العقلانية ظهر قبل التأثر بالمنطق الفلسفي اليوناني، إلا أنه مع تطوره واعتباره مصدرًا للأحكام ومصدرًا للتشريع، كان من الضروري دراسة المنطق الفلسفي اليوناني والتأثر به سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

فلقد كانت تلك ممهدات ، لدخول الفلسفة اليونانية للفكر الاسلامي ، والعقل العربي ، فالآراء الفقهية اضطرت لدخول الفلسفة ، في اللغة ، والتفسير ، وتأويل ، وشرح النص المقدس ، ثم دخلت في تفرعات فلسفية أخرى ، ظهرت بوارد الترجمات الفلسفية في مطلع الخلافه العباسية ، مثل ما ينسب إلى عبد الله بن المقفع بتعريبه لكتب المقولات ، والعبارة ، والبرهان لأرسطو.

ظلت الترجمة غير منسجمة حتى عهد المأمون، ولكن عندما زاد الاهتمام بالفلسفة في بيت الحكمة في بغداد، ترجمت الأعمال الفلسفية اليونانية إلى السريانية والعربية، وتم ترجمة أهم أعمال أفلاطون وأرسطو، بالإضافة إلى ترجمة أعمال أخرى مثل كتاب البرهان وكتاب الأخلاق لغالينوس.

في تلك الفترة، تم نقل الجزء الأكبر من التراث اليوناني في الفلسفة والطب والعلوم، إما مباشرة من اللغة اليونانية أو من اللغة السريانية. ولم يقتصر الترجمة على التراث اليوناني فحسب، بل تمتد أيضًا إلى غيرها من التراث مثل التراث الفارسي والهندي، وتم التركيز بشكل خاص على المجالات الطبية والمعتقدات الدينية.

تطورت الحالة الفلسفية في ذلك الوقت من خلال تراجم الفلسفة اليونانية والشرح عليها، بالإضافة إلى بعض الابتكارات الفلسفية الأصلية، حيث مهد الكندي الطريق للفلسفة العربية ويتفق معظم الدراسين على أنها كانت بداية التأليف الفلسفي الأصيل.

تعتبر الفلسفة الرياضية للكندي هي الجزء الأهم في إنتاجه الفلسفي، حيث تجتمع فيها الأفلاطونية الجديدة.

بينما يعد الرازي حاملاً لراية الأفلاطونية في تاريخ الفلسفة العربية.

الفارابي هو أول من وضع الأسس الأفلاطونية الجديدة باللغة العربية، وكان أول فلاسفة العرب الذي عمل على إنشاء نظام فلسفي متكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى