علامات بعد الاستخارة
عندما يكون هناك أكثر من خيار أمام المسلم في أمور حياته، يحتار فيها، يبحث عن العون والمساعدة من المحيطين به، ولكنه ربما يحتاج إلى إشارة من الله عز وجل، خاصة في القرارات الهامة التي تؤثر في مستقبل حياته، مثل الزواج أو العمل أو السفر. لذلك، قد يقوم بأداء صلاة الاستخارة ليطلب مساعدة الله في اختيار ما هو خير وأفضل له. يصلي المسلم صلاة الاستخارة ويدعو بالدعاء الخاص بها، ثم يظهر بعدها عليه بعض العلامات التي قد تجعله يشعر بالارتياح والتقبل تجاه الأمر المحدد، أو قد يشعر بالقلق وعدم الاطمئنان تجاهه. يجب أيضا أن نعلم أنه غير مشروع أن يستخير الله في الأشياء المحرمة أو المكروهة.
كيف تتم صلاة الاستخارة
في البداية قبل بدء الصلاة يجب على المرء أن يقوم بهذه قبل اتخاذ أي قرار أو حسم الإجابة في الأمر، ويسارع المرء بعد ذلك في الصلاة، وتتم صلاة الاستخارة عن طرق قول دعاء الاستخارة الخاص بها، وذلك من أجل طلب العون والمساعدة من الله عز وجل كي يختار لنا ما هو خير في أمر هام في حياتنا.
لكي يستجيب الله لهذا الدعاء، يجب على المسلم أن يلتزم بعدة عوامل، بما في ذلك الابتعاد عن جميع الأمور الفاحشة، والاحتفاظ بالظن الحسن بالله، والاعتقاد الثابت بأن الله سيستجيب لدعائه، وكسب فضل صلاة الاستخارة، بالإضافة إلى الالتزام بتعاليم الإيمان وحب الله والابتعاد عن الفواحش.
تتكوَّن صلاة الاستخارة من ركعتين، حيث يتم قراءة الفاتحة ثم سورة أخرى قصيرة، وبعد ذلك يتم الدعاء الخاص بالاستخارة. وهناك بعض الأقوال التي تشير إلى ضرورة قراءة الدعاء قبل التسليم أو بعد التسليم وانتهاء الصلاة.
شروط صلاة الاستخارة
عندما يؤدي المرء صلاة الاستخارة، يجب أن يعرف بعض الأمور الهامة التي تكون شروط صلاحية هذه الصلاة، بما في ذلك:
- ينبغي للمسلم عندما يستخير ربه في أمر معين، أن يتخلص تمامًا من أي أفكار أو أحاديث أخرى تدور في عقله.
- كما يجب عليه أن يستخير الله ولا يكون لديه أي رغبة في تحقيق أمر معين أو اختيار شيء محدد، ثم يصلي؛ حيث إذا كان واثقًا من الأمر ويعرف كيف يختار، فلن يكون هناك فائدة من الصلاة. لذلك، يجب أن يكون متحيرًا في الأمر ويترك الخيار للخالق عز وجل.
- يجب على الإنسان أن يثق بالله ويعتقد أنه سيختار له الخير دائماً.
- الإلحاح على الدعاء وطلب العون من الله عز وجل والمداومة على الصلاة أكثر من مرة، حيث لا يتم ذكر تكرار الصلاة في السنة، ولكن من الأفضل القيام بذلك للتضرع إلى الله والدعاء إليه أكثر من مرة.
- يُعدُّ وقت الصلاة في منتصف الليل من أفضل الأوقات التي يمكن للإنسان أن يدعو فيها إلى الله، وذلك لأنه وقتٌ محببٌ للدعاء.
- يُفضل عدم الصلاة في الأوقات التي يتم فيها كراهية الصلاة.
- يمكن للشخص أن يبدأ دعاءه بالحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وينتهي بهذه العبارة أيضًا بعد الدعاء.
- يجب أن يكون الخشوع التام خلال الصلاة والدعاء إلى الله.
- ينبغي عدم استخارة الله في الواجبات التي يجب على المسلم القيام بها في حياته.
دعاء الاستخارة
تعلمنا من رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، دعاء الاستخارة لكي نستشير الله في جميع أمور حياتنا. وقد قال عليه الصلاة والسلام: `إذا كان أحدكم مترددا في أمر، فليصل ركعتين غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم؛ إنك تقدر وأنا لا أقدر، وتعلم وأنا لا أعلم، وأنت عالم الغيوب. اللهم إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني وعاقبة أمري، فاجعله سهلا لي وبارك فيه، وإن كان شرا لي في ديني وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه واجعل الخير حيث كان ورضني به`.
يطلب المسلم في هذا الدعاء من الله أن يقرِّب إليه الخير ويسر أموره، ويجعله مصدرَ الخير في حياته ودينه وآخرته، وأن يبعد عنه كل ما فيه شرٌ لحياته ودينه.
علامات بعد صلاة الاستخارة
عندما يستفسر المرء الله بعد صلاته، يتردد فيه سؤال حول كيفية الحصول على الإجابة، حيث يعتقد البعض أن الرؤى تأتي للإنسان من خلال الأحلام، ولكن في الحقيقة لا يوجد ارتباط بين الاستخارة والرؤى التي يراها الشخص في أحلامه.
في النهاية، الدعاء هو طلب يرفعه الإنسان لربه ليختار له الأفضل في حياته، ويسرها الله له إذا كانت خيرًا، أم يبعده عنها إذا كانت لا تصلح له من الأساس.
انشراح الصدر
اتفق الفقهاء في المذاهب الأربعة على أن هناك دليل قوي على جواز صلاة الاستخارة، وهو الشعور بالراحة والاطمئنان بشأن الأمر المراد اختياره، وأن يكون هناك امتثال واسع لهذا الأمر، وهو التميل والرغبة في تحقيق هذا الأمر.
قال الإمام الزملكاني، من المذهب الشافعي، إنه ليس من الضروري أن يشعر المرء بالراحة النفسية، ولكن الأهم هو أن يتبع ما يميل إليه، فقد يكون هذا هو الخير.
استشارة المقربين
في حالة شعورك بالارتياح والرضا تجاه أمر ما، يجب عليك استشارة الأهل والأصدقاء المقربين منك أو الأشخاص الذين يتمتعون بالحكمة والتفكير المنطقي في رؤية الأمر. وإذا توافقت آراء الكثيرين حول هذا الأمر وبدأ الله بتيسير كافة الأمور المتعلقة به، فقد يكون ذلك دليلاً على وجود الخير في هذا الأمر.
علامات عدم القبول
في حالة إذا رأى المرء بعد أداء الصلاة والدعاء بها، فمن الممكن أن يلاحظ المرء انصراف الأمر عنه وعدم تقبل العقل له ولا تعلق القلب لهذا الأمر أيضاً. فذلك دليل على قبول الصلاة وأن الله عز وجل استجاب لدعاء المرء عندما قال “أصرفه عني واصرفني عنه”، لم يخالف الفقهاء أو العلماء هذا الرأي أبداً.