ما هو الفراغ العاطفي
يشير مصطلح الفراغ العاطفي إلى حالة شعورية يتداولها الناس بكثرة في الوقت الحاضر، ورغم وجوده من قبل، إلا أن الناس بدأوا في التعبير عن مشاعرهم بشكل أكبر من قبل، ويلاحظ وجود شعور الفراغ العاطفي بكثرة بين الرجال والنساء، ولكن البعض لا يدرك طبيعة هذا الشعور ولا يستطيعون التعبير عنه، ويعود ذلك لعدم معرفتهم بمعانيه
الشعور بالفراغ العاطفي يعبر عن فقدان المشاعر العاطفية تجاه بعض الأشياء، على النقيض من طبيعة هذا الشخص. بمعنى آخر، هذا الشخص يكون لديه مشاعر تجاه بعض الأشياء في الأصل، ولكنه يفقدها لفترة مؤقتة. سواء كنت رجلا أو امرأة، فمن المؤكد أنك قد مررت بمثل هذه المرحلة في إحدى فترات حياتك
وبالتأكيد يأتي الشعور بالفراغ العاطفي لعدة أسباب قد تنشأ في حياة الشخص، ومن المرجح أن تكون تلك الأسباب هي التي تسبب هذا الشعور الغريب. ومن بين أسباب الشعور بالفراغ العاطفي هو مرور الشخص بمرحلة فقدان أحد الأقرباء، مثل وفاة فرد من العائلة أو الأصدقاء، مما يتسبب في شعور مؤقت بالفراغ العاطفي. ومع ذلك، في بعض الحالات، إذا تم التعامل مع هذا الشعور بطريقة خاطئة، فإنه يمكن أن يستمر لفترة طويلة ويشكل خطرا على الصحة النفسية للفرد، حيث يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل الوقوع في حالة اكتئاب حاد أو الإصابة بانفصام الشخصية. لذا، ينصح في مثل هذه الحالات بالتوجه لاستشارة طبيب أو أخصائي نفسي لمتابعة تلك الحالة
يصف بعض الأشخاص الفراغ العاطفي بأنه ليس مجرد شعور نفسي أو داخلي فقط، وإنما يصل في بعض الأحيان إلى الشعور به في الجسم، مثل شعور بالفراغ في الصدر أو الإرهاق، أو الرغبة في الاحتفاظ بالهدوء والسكينة لفترات طويلة.
علامات الفراغ العاطفي عند الرجل والمرأة
تشابه علامات الفراغ العاطفي بين الرجال والنساء، ولكن يجب أن ندرك أن هذه العلامات وحدها غير كافية لتشخيص الفراغ العاطفي في شخص ما. تختلف العلامات من شخص إلى آخر وتعتمد على طبيعة وصفات الشخص، ومن بين علامات الفراغ العاطفي عند الرجال والنساء
- يشعر الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي بفقدان المشاعر المتبادلة مع شريكه، وهذا الفقدان يولِّد شعورًا بالقلق والتوتر الذي يستمر مع الشخص حتى يتخلص من هذا الفراغ العاطفي.
- يبحث الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي عن أي طريقة لإشباع الحاجة العاطفية التي يحتاجها، بالتالي من الممكن في هذه الحالة أن يلجأ الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي إلى البحث عن شخصٍ آخر حتى وإن كانت طريقة البحث عن شخص آخر لإشباع الحاجة العاطفية غير لائقة، وبالطبع هذا يؤدي إلى فساد العلاقة بينه وبين الشريك الآخر.
- يتصرف الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي بطريقة غير مبررة أو غير مفهومة، وتخالف طبيعته الشخصية، ويصل الشخص إلى هذه الحالة نتيجة عدم التعبير عن المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، لذلك يحتاج الشخص إلى التعبير عن مشاعره من وقت لآخر
- قد يعتقد الشخص الآخر، الذي يعاني من الفراغ العاطفي، أن الرغبة في الانفصال غير مبررة ومفاجئة، ولكن الحقيقة هي أن الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي لديه أسبابه الخاصة التي لا يمكنه الكشف عنها لشريكه بسبب انعدام التواصل والقلة في المشاعر، بالإضافة إلى عدم الشعور بالطمأنينة والأمان.
- في الغالب، يعاني الرجال من الفراغ العاطفي في عمر الأربعين عكس النساء اللاتي يعانين منه في مرحلة مبكرة
- يعاني الأشخاص الذين يعانون من الفراغ العاطفي من الاكتئاب في مرحلة ما، وتختلف حدة الاكتئاب من شخص لآخر ومن حالة لأخرى. في هذه الحالة، يحتاج الشخص إلى الدعم العاطفي الخاصة من شريكه، لأن الشريك يمتلك تأثير كبير في حياة الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي.
- يعاني الأشخاص الذين يشعرون بالفراغ العاطفي من فتور في العلاقة الحميمة مع شركائهم، وقد يعتقد البعض أن هذا يحدث للرجال فقط، ولكن يجب علينا أن ندرك أن أي شخص قد يتعرض لهذا الشعور، ويعود سبب هذا الشعور إلى انقطاع العلاقة الحميمة أو إهمالها من الشريك الآخر، وتحولها إلى فعل روتيني في الحياة، أو شعور الشخص بعدم الرغبة فيه من الطرف الآخر، وبالطبع تلك الأسباب يمكن أن تؤدي إلى فتور في العلاقة الحميمة، مما يؤثر بشكل عام على العاطفة تجاه الشريك الآخر.
- حدوث تغير وتقلب في شخصية الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي، بالتأكيد يمكن أن يتغير كل شخص من وقت لآخر، ولكن عندما يشعر الشريك بأن شريكه أصيب بفتور عاطفي من جانبه أو أن مشاعره تغيرت، بالتأكيد هذا التغير هو الذي يجب أن يشعر بالقلق منه، وفي هذه الحالة يجب على الطرف الآخر أن يخضع شريكه لاختبار الفراغ العاطفي ليستطيع فهم ما حدث لشريكه
الفراغ العاطفي عند المرأة
عندما ننظر إلى أي مجتمع من حولنا، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، سنجد العديد من النساء المتزوجات يعانين من الشعور بالفراغ العاطفي والوحدة. وتشير معظم الشكاوى إلى عدم اهتمام الزوج بمثل هذه الأمور، حيث يقضي معظم وقته في العمل ويهمل شؤون المنزل. لا يمكننا أن نلقي اللوم كله على الزوج، ولكن من الحكمة أن يتوازن الرجل بين حياته المنزلية وعمله، لكي يحقق استقرارا لأسرته. لقد حذر علماء النفس والاجتماع من أن الفراغ العاطفي يمكن أن يؤدي إلى الطلاق، وأنه هو أحد أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في بعض المجتمعات. ويقولون أن أكثر من 80% من حالات الطلاق تحدث بسبب عدم التوافق العاطفي بينالشريكين، مما يؤدي إلى ظهور فجوة كبيرة بينهما ويتسبب في انعدام الراحة العاطفية، وعادة ما يكون النساء هن الأكثر تأثرا بالشعور بالفراغ العاطفي والوحدة
أشار علماء النفس إلى أن حالات الطلاق التي تنجم عن الخلافات المادية أو الخلافات فيما يتعلق بالأطفال غالبا ما يمكن إصلاحها بسهولة، ولكن في حالة الطلاق بسبب الفراغ العاطفي، فمن الصعب إصلاح العلاقة، والحل الوحيد هو الطلاق في معظم الحالات، إذا لم يكن الطرف الآخر مستعدا لإصلاح أخطائه المسببة للفراغ العاطفي والحرمان العاطفي، والتي تؤدي إلى شعور الشخص بالفراغ العاطفي والحرمان العاطفي، وعادة ما يؤدي الحرمان العاطفي إلى عدم الرغبة في الحوار والتفاهم بين الشريكين، ومن ثم يكون من الصعب العودة للوراء.
الفراغ العاطفي عند الرجل المتزوج
قد يعتقد البعض أن الرجال لا يشعرون بالفراغ العاطفي مثل النساء، ولكن هذا ليس صحيحا، فالرجال أيضا لديهم مشاعر خاصة بهم تحتاج إلى الاهتمام. والفرق بين الرجل والمرأة في هذه الحالة هو أن معظم الرجال يشعرون بالفراغ العاطفي عندما يصلون إلى سن الأربعين أو بعدها، وذلك بسبب أن معظم الرجال في هذا العمر يحتاجون إلى العاطفة ولديهم تفرغ ذهني يؤثر عليهم ويسبب هذا الشعور. بينما تشعر المرأة بهذا الشعور في وقت مبكر لأنها لديها تفرغ ذهني منذ البداية. وبالطبع لا يمكن تعميم هذه الأسباب على جميع الرجال والنساء، فالأمر يختلف من حالة لأخرى ومن شخص لآخر