صحة

علاقة وجبة الافطار بشرايين القلب و الدماغ

يعتبر تقسيم الوجبات الغذائية اليومية وتحديد مواعيدها أمرا هاما ودقيقا للغاية، مشابه للاهتمام الطبي في اختيار مكونات الوجبات من مواد غذائية صحية وغير ضارة، وضبط كمية الطاقة فيها وفقا لاحتياجات كل فرد، وتوفير العناصر الغذائية المناسبة بنسبة مدروسة من السكريات والبروتينات والدهون والمعادن والفيتامينات والأملاح والسوائل، وذلك لتلبية احتياجات الجسم اليومية.

* الإفطار والشرایین : كل من السمنة ومرض السكري يتسببان في ظهور أمراض الشرايين، سواء في القلب أو الدماغ أو الأطراف. يرتبط هذان العاملان الهامان بالأصل وفقا للسلوك الصحي أو العكس. ويتناول المقال اليوم العوامل التي تقلل من احتمالية ظهور هذين المرضين. يعد زيادة الوزن وتداعياتها من العوامل المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكولسترول، وتسعى الدراسات الطبية لإيجاد أفضل السبل للوقاية منها. ومن بين أولى الدراسات التي نظرت إلى تناول وجبة الإفطار بشكل مختلف هي تلك الدراسة التي تم تقديمها في مؤتمر رابطة القلب الأمريكية، والتي أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار أقل عرضة بشكل كبير للسمنة ومرض السكري

النظرية الأخرى تنظر إلى الآلية بشكل أدق، حيث تربط الأمر بما يمكن تسميته حالة أو متلازمة مقاومة الجسم لتأثير الأنسولين الإيجابي عليه أو ما يطلق عليه اصطلاحا متلازمة الأيض المتمثلة في ارتباط عدة عناصر مثل زيادة الوزن أو السمنة مع ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة سكر الدم خاصة في الصباح، وارتفاع نسبة هرمون الأنسولين في الدم في هذه الحالة، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وانخفاض نسبة الكولسترول الثقيل HDL المفيد للقلب، والسبب وراء هذه الاضطرابات هو زيادة كمية خلايا الدهون في الأنسجة الدهنية، وعندما تزداد كمية الدهون في الجسم، فإن هذه الخلايا بكثرتها تجبر البنكرياس على إفراز كميات عالية من الأنسولين. من هنا يظهر أثران سلبيان، الأول إرهاق مزمن ومتواصل للبنكرياس مما يرفع احتمالات ظهور مرض السكري، والأمر الثاني الأثر السلبي لهرمون الأنسولين في الجسم كما في الشرايين، حيث تزداد عملية تصلبها المرضي بمجرد وجود كميات عالية من الأنسولين في الجسم أيا كان مصدره، البنكرياس أو حقن العلاج وبالتالي ظهور مرض تصلب الشرايين، وبعبارة بسيطة، علاقة الإفطار بهذه السلسلة المتداخلة هي أن لدى متناولي الإفطار تقل احتمالات ظهور حالة مقاومة الأنسولين بنسبة كبيرة تصل إلى 50

* الإفطار والوزن : المنطق النظري والعملي الصحيح يقول إن وزن الجسم يزداد عندما يتناول الإنسان كمية من الطعام يتجاوز قدرة الجسم على استخدامها بالكامل، مما يؤدي إلى تراكم الطاقة الزائدة في الجسم على شكل دهون بشكل عام، وبالتالي يزيد الوزن تلقائيا، وهذا صحيح جدا. يعتقد البعض أن تجاهل وجبة الإفطار يعد خطوة ذكية لتجنب تناول كمية كبيرة من الطاقة الغذائية، وبالتالي يساهم في خفض الوزن، وهذا غير صحيح تماما. لذلك يجب أن نفهم منطق الطاقة الغذائية وعلاقتها بالوزن ليس فقط من حيث الكمية، ولكن أيضا من حيث توزيع وجبات الطعام. وعلى سبيل المثال، فإن أفضل طريقة لتناول الطعام اليومي لمرضى السكري هي تقسيمه إلى خمس أو ست وجبات غذائية، كما يفعل اليابانيون.

* الإفطار والكولسترول : قام الدكتور حميد فرشجي وزملاؤه في جامعة نوتنجهام في بريطانيا بدراسة الأمر من جهة أخرى، حيث قاموا في بحثهم العام الماضي والذي نشر في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية بدراسة تأثير ترك النساء، بما في ذلك النساء النحيلات وليس فقط البدينات، عن تناول وجبة الإفطار على نسبة الكولسترول في الدم. وأظهرت نتائج الدراسة أن ترك النساء النحيلات لتناول وجبة الإفطار يزيد من مقاومة الجسم لمفعول الأنسولين، ويرفع من نسبة الكولسترول الخفيف الضار في الجسم، كما أن تركهن لتناول وجبة الإفطار يجبرهن على تناول كميات إضافية من الطعام أثناء النهار ويزيد من شهيتهن. وبالمقابل، يساعد تناول وجبة الإفطار على حرق كمية أكبر من طاقة الغذاء وتجعلهن يتناولن كميات أقل من الطعام. وأكد الدكتور فرشجي أن الأمر المهم هو تناول وجبة الإفطار في الصباح وليس في منتصف النهار.

* مكونات الإفطار : يتضمن الإفطار الصحي تناول العناصر الغذائية الأساسية من السكريات والبروتينات والدهون، بالإضافة إلى التركيز على تناول الفواكه وعصائرها، والحبوب الكاملة (غير المنزوعة القشرة الخارجية) مثل الشوفان والبقول مثل الفول أو الحمص بأي شكل من الأشكال، والحليب أو اللبن الزبادي، والبيض كاملا، والعسل وغيرها من المكونات الصحية للإفطار اليومي. المهم هو التنوع والشمول مع الحرص على الأغذية الطبيعية وعدم الإكثار من الشحوم أو الزبدة. وتركز رابطة القلب الأمريكية خصوصا على تناول الفواكه والحبوب الكاملة سواء في الخبز أو غيره من طرق الإعداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى