المجتمعمنوعات

علاقات اجتماعية ناجحة

بناء العلاقات الاجتماعية أمر هام بين أفراد العائلة والأصدقاء والعملاء والأشخاص الذين نتعامل معهم، ويستغرق الكثير من الجهد لبناء هذه العلاقات ويتطلب جهودا أكبر للحفاظ عليها. وجزء أساسي في بناء هذه العلاقات هو وجود “الثقة” بين الأشخاص والرحمة والتفهم وقبول الآخر حتى في حالة وجود اختلافات بينهم. يجب أن نأخذ في الاعتبار وجود الاختلافات، فلا يوجد شخصان متطابقان تماما في كل شيء، قد يحدث اختلاف في الاهتمامات أو في أمور أخرى. ويجب أن نتفهم هذا في البداية لأن التوافق أمر ضروري للتواصل المستمر. إليك بعض القواعد التي ستساعدك في ذلك .

أولا : إعرف نفسك
ذكر هذا القول من قبل العديد من الناس ، لأنه من الضروري قبل بناء علاقات إجتماعية ناجحة أن تتعرف على نفسك . أن تعرف الإحتياجات الخاصة بيك وتريدها ، وماذا تفضل ، وما هي حدود حياتك الشخصية ، فالمخاطرة ببناء علاقات إجتماعية بدون التحقق من صحتة معرفتك بذاتك امر سؤدي إلا إنشاء علاقات إجتماعية سيئة للغاية . والتي قد تؤدي بكل سهولة إلي ان يكرهك الجميع ، وأن يعتبرك البعض شخص عدواني او إنطوائي او غير متعاون أو لا تحب الإستماع أو النقاشات أو إنك متكبر . معرفة نفسك تمكنك من إدارة نقاط قوتك و معالجة نقاط ضعفك ، فكل هذا يجعلك تتعامل مع الناس بشكل أفضل ، وكل هذا هدفة أن يعزز من بناء علاقات ناجحة تكون حافلة بالإنجازات فتجد أن نقاط الضعف التي لديك أصبحت نقاط قوة أو على أقل التقدير قد تحسنت ، وهذا سوف يجعلك تنجذب للناس وينجذبون هم إليك . فالناس تحب الإنجذاب إلي الشخص الذي يشعرون أنه راضى عن نفسه وعن من حولة ، وفي نهاية المطاف هذا كله سوف يعزز من تحسن علاقاتنا مع الأخرين .

ثانياً : أن تعرف الشخص الآخر
ليس من السهل أن تعرف الآخر . . أي أن تعرف كل الشخصيات التي تتعامل معها في حياتك ؛ ولكن الأمر يستحق مجهود منك للتعرف على قدر الإمكان مع الأشخاص الذين تتعامل معهم ، سوف تشعر بالعناء ؛ ولكن لكن الأمر يستحق هذا العناء . فالنأخذ على سبيل المثال “مندوب المبيعات” فهذا الشخص كثيراً ما يتعامل مع أشخاص لم يراهم ومع هذا ، فإنه يقدر على بناء علاقات معهم في أسرع وقت ، وأنجح من يعملون كمندوبين هم من يتعاملون مع الإنسان على إنه إنسان وليس كشخص سيأخذ سلعة معينة ، نعم هذا يستغرق وقت طويل لكيفية إدارة النقاش فيما بينه وبين العميل ولكن في النهاية هو يحصل على أعجاب الشخص الذي أمامة فيكون تعاملهم فيما بينهم سهل وبسيط . فيمكنه أن يستخدم بعض الأسئلة البسيطية أن يتعرف على الآخرين , كالتعرف على القيم التي يتمثل بها من امامة او معتقداته ، وكيف يكون دائماً الإتصال بهم ، مع معرفة وجهة نظرهم عن العالم ، او عن أشخاص أخرين ، أو القوانين ، او الزواج ، أو الإيمان وما إلي ذلك ؟
تبادل وجهات النظر ومعرفة القيم الخاصة بكلا الشخصين يساعد في جعل النقاش سهلا ومفتوحا بين الطرفين. ولا يجب بالضرورة أن تركز على الاختلافات بينكما، بل على ما يجمعكما من نقاط مشتركة. وهذا سيجعلك تشعر بالراحة في طرح الأسئلة. كثير من الناس يحبون التحدث مع الآخرين ولكن يخشون أن يتم تحريف ردودهم أو أن يتم فهم كلامهم بشكل خاطئ، لذلك يجب عليك التعامل مع الطرف الآخر بإعادة صياغة ما فهمته وطرح الأسئلة للتأكد من أن ما فهمته صحيحا .

ثالثاً : إخبار من حولك بما تتبناه من قيم
قد يكون هناك عدم توافق في القيم الشخصية بينك وبين شخص ما، أو بينك وبين شريك حياتك، وهذا قد يؤثر على علاقتكما وتفاعلكما مع بعضهما البعض. لذا، من المهم أن توضح للشخص الآخر ما تعنيه لك هذه القيمة التي تؤمن بها. الهدف من ذلك هو تجنب الانعزال والعيش بمفردك فقط لأن هناك قيما لا تتفق مع المحيطين بك، حيث ستفقد العديد من الأشخاص الذين يحيطون بك. يمكنك أن تجلس وحدك لتفكر في كيفية توضيح هذه القيمة للشخص الآخر بطريقة صحية. ومع ذلك، بالنسبة لزملائك في العمل، يجب أن تأخذ في الاعتبار القيم التي يتبناها العمل والتي وافق عليها صاحب العمل عندما انضممتم إليه. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل في مصنع لصحيفة، فقد يكون من ضمن القيم المشتركة بينك وبين صديقك حب وتقدير الوقت. لذا، يجب أن تتأكد من أن القيم التي تعمل بها في العمل تظل متواصلة معكم كقيمة مشتركة خارج العمل. هذا سيسهل عليك عدم الحاجة إلى شرح ما تحبه وتقدره من قيمك الشخصية للأشخاص الآخرين .

رابعاً : يجب تذكر أن أفضل العلاقات هي تلك التي تستند إلى المحبة والتقاسم والعيش المشترك بين الأفراد 
العيش مع الأشخاص المحيطين بنا أمر رائع جدا، فعندما نسعى للتعايش ونجعل الحياة سهلة ومليئة بالتسامح، نساهم في بناء علاقات اجتماعية صحية مع الآخرين. من أهم مفاهيم التعايش هو الاستماع للآخرين، وهذا أمر ضروري للغاية. كيف يمكنني أن أكون محبوبا للناس إذا لم أستمع لهم؟ وكيف يمكنني أن أجد الدعم الذي أحتاجه منهم إذا لم أكن مبادرا في الاستماع إليهم

الاستماع إلى من حولك يعزز علاقتك بالآخرين ويساهم في جعل الطرف الآخر يرغب في التحدث معك والاستماع إليك… ويكون على علم بأخبارك أولا دائما. الحب أيضا أمر ضروري للغاية، وأهم شيء في عنصر الحب هو أنه غير مشروط؛ ليس له أساس في أن هناك منفعة في كل شيء لكي أحبك، أو وضع حاجز يقول “لن أحبك حتى تعطيني شيئا ماديا بحتا.” قد يكون هذا واحدا من أصعب الأمور عند القيام به في بناء العلاقات، لأن اهتمامنا بشخص يتطلب منا القلق إذا تعرض لمكروه أو إذا غاب عنا لفترة زمنية ولم نعرف أخباره. ولكن ما عليك سوى أن تحاول أن تحب من حولك قدر المستطاع، ومن خلال ذلك وبتكلفتك لهذا الأمر ستحصل على نتائج مرضية لك عندما يعود كل الحب الذي وهبته لمن حولك بالسعادة والانبساط .

خامساً : فهم وجهة نظر الطرف الأخر
هل تعتقد حقًا أنه عندما تتحدث مع شخص ما، فقد فهمت وجهة نظره؟ هل تشعر بأنه شعر بالراحة خلال الحديث معك مما يدل على أنك فهمته؟
عليك دائما التفكير في هذا الأمر عند التعامل مع من حولك. فالعلاقات الاجتماعية الناجحة تعتمد على الفهم والتفاهم وفهم وجهة نظر الآخرين. لا تفترض أن الآخرين يجب أن يستمعوا إليك، وعندما يتحدثون قم بالاستماع بعناية ولا تقاطعهم بحجة أنك قد فهمت ما يقصدون قبل أن ينتهوا من الكلام. كيف تعرف أنك قد فهمت ما يقصدون قبل أن يتحدثوا؟ قد تحتاج إلى الاستماع جيدا ومحاولة سؤالهم عن ما يقصدونه وما إذا كنت قد فهمت وجهة نظرهم أم لا

سادساً : يجب أن تكون مستعدًا لمواجهة الصعوبات والمشاكل في علاقتك مع الآخرين
يعد أسباب وقوع المشكلات بينك وبين العديد من الأشخاص في عدم فهم الأمر الذي قد يزيد من الأمر سوءاً . وإذا لما لم يتم حل هذا الإشكاليات ، فقد يسهم في قطع العلاقات . ويعد من مسببات حدوث المشاكل بين الأشخاص هو القيل و القال . . فبمجرد سماع أحد الأشخاص ان هناك شخص أخر تحدث عنه وقال شئ ما من شأنة أن يغضبة ، فسرعان من يحدث موجه من الغضب قد تدمر هذه العلاقة .
لتجنب مثل هذه الأمور، عليك أولاً التأكد من مصدر وناقل هذه المعلومات، ومن ثم معرفة نواياهم وأهدافهم، لأنه قد يكون هدفهم تسبب الخلاف والنزاع بينكم

وعليك أيضاً إذا ما تحققت من الإستماع لقول الذي قيل فيك أن تسأل القائل لماذا قلت هذا؟ وإعلم إن الصوت العالي ليس دليل على قوة حجتك . . بل يجب عليك مناقشة من هو امامك بهدوء قدر الإمكان . وند مناقشة العقبات و المشكلات ومحاولة تصحيح الخطأ الذي وقع فيما بينكم ، سوف يراجع الطرف الأخر موقفة وسوف يشعره هذا بالأسف نحوك مما يجعلة يعتذر لك عن سوء الموقف .

سابعاً : يجب على الفرد أن يكون مستعدًا للمسؤولية عن أفعاله وأقواله
على مستويات عدة تشكل أقوالك وأفعالك وميزان علاقاتك مع الناس ؛ وتحدد إتجاهاتك . . وتقول ما هو حدود فهمك لقدر المسؤلية . هناك الكثير من البالغين غير قادرين على فهم فكرة تحمل المسؤلية ، وهذا يجعلهم دائماً يشعرون بالقصور في علاقتهم مع من حولهم نتيجية عدم تحملهم مسؤلية أفعالهم . فلوم الأخرين على فعل لم يفعلوه وعدم تحمل نتيجة قولك أو فعلك هذا يجعل أمر علاقتك بالناس متردي . ولتحسن هذا الأمر على مستوي الأسرة أو العمل أو الدراسة يجب أن تتقبل فكرة تحمل مسؤلية أقولك و أفعالك ، وهذا سيشعر من حولك إذا ما كانت قولك وفعلك ينصب في إتجاه صحيح ، بإنك شخص تتمتع بحس المسؤلية وهذا كله من شانة أن يحسن علاقتك مع الناس ويجعلك قادر على التفاهم معهم .

ثامناً : تعزيز علاقتك
أي كائن حي وأي علاقة قائمة بينهم في حياتهم المعيشية تحتاج إلا رعاية لكي تزدهر. وإذا تركت لوحدها وأهملت وتركت بدون رعاية، فهذا أمر غير جيد؛ لأنه سوف يتسبب في النهاية بانقضاء هذه العلاقة، وهذا يعني أن عليك تخصيص جزء من وقتك للجلوس مع أسرتك أو موظفيك أو عملائك لتقوية هذه العلاقات. وهذا من شأنه أن يوصل إلى الطرف الآخر اهتمامك الدائم به وأنك متعاون معه بشكل كبير مما يدعم نجاح العلاقة بينكم. فعليك أن تبحث عن كل الطرق التي تمكنك من الاتصال الدائم بالأشخاص، فإذا كان شخص يعيش بعيدا عنك؛ يجب مراسلته إلكترونيا بين الحين والآخر، وإذا كان قريبا يجب أن تتصل به للاطمئنان عليه. وترتب اللقاءات بينكم، وإذا كان ذلك مستحيلا فيمكن محاولة الدردشة معه. فهناك تطور تكنولوجي مذهل يمكنك من التواصل مع أشخاص قد يكونوا في نصف الكرة الأرضية شمالا وأنت في جنوب الكرة الأرضية ويجعلهم هذا على اتصال دائم .

تاسعاً : التعامل بثقة و بحسن نية
الإيمان بما حولك أمر هام، ولكن عليك أن تدرك أنه ليس سهلا في كل التعاملات. فقد يخون بعض الأشخاص ثقتك، ومع ذلك يجب أن نفترض الخير في الآخرين مع احترام الحذر، لتصل في النهاية إلى مستوى أفضل في علاقتك مع من حولك وتجنب الصدمات وخيانة الثقة قدر المستطاع. وحاول أن تكون مصدر تشجيع للآخرين على تبادل الثقة والاعتماد عليهم، فذلك سيعزز قيمة علاقتك معهم. وهذا يجعلهم في موقف مماثل عندما يكتسبون ثقتك بهم، فسيبذلون قصارى جهدهم لكي لا يخونوا الثقة والإيمان الذي منحتهم إياه، وراء هذا الأمر يكمن أن تظل داعما مستمرا لهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى