دراسات حديثةصحة

علاج مناعي جديد لمرضى سرطان الثدي

أدى استخدام نهج جديد في العلاج المناعي إلى القضاء التام على سرطان الثدي للمرضى الذين لم يستجيبوا لمختلف أنواع العلاجات الأخرى .

علاج مناعي جديد لمرضى سرطان الثدي
تم تطوير نهج جديد للعلاج المناعي من قبل الباحثين في المعهد الوطني للسرطان (NCI)، مما أدى إلى الشفاء الكامل من سرطان الثدي لمريضة لم تستجب لأي علاج آخر. تلقت هذه المريضة العلاج ضمن تجربة سريرية بقيادة الدكتور ستيفن روزنبرغ، رئيس فرع الجراحة في مركز NCI لأبحاث السرطان (CCR). تم نشر نتائج الدراسة في الرابع من يونيو الحالي في مجلة Nature Medicine. يجدر بالذكر أن المعهد الوطني للسرطان هو جزء من المعاهد الوطنية للصحة .

وقال الدكتور روزنبرغ : ” لقد طورنا طريقة إنتاجية عالية لتحديد الطفرات الموجودة في السرطان، والتي يعترف بها جهاز المناعة، وهذا البحث تجريبي الآن، ولكن لأن هذا النهج الجديد للعلاج المناعي يعتمد على الطفرات، وليس على نوع السرطان، فهو بمعنى ما مخطط يمكننا استخدامه لعلاج العديد من أنواع السرطان ” .

العلاج المناعي الجديد
نهج العلاج المناعي الجديد هو شكل معدل من نقل الخلايا بالتبني ( ACT )، لقد كان ACT فعالا في علاج سرطان الجلد، الذي يحتوي على مستويات عالية من الطفرات الجسدية أو المكتسبة، ومع ذلك فقد كان أقل فعالية مع بعض السرطانات الظهارية الشائعة، أو السرطانات التي تبدأ في بطانة الأعضاء، والتي لديها مستويات أقل من الطفرات، مثل سرطان المعدة والمريء والمبيض وسرطان الثدي .

ما قام به الباحثون
في التجربة السريرية المرحلة الثانية التي تجري حاليا، يعمل الباحثون على تطوير شكل من أشكال ACT يستخدم الخلايا اللمفاوية المتسللة للورم (TILs)، والتي تستهدف بشكل محدد طفرات خلايا الورم لمعرفة ما إذا كانت قادرة على تقليص الأورام في المرضى الذين يعانون من هذه السرطانات الشائعة، مثلما يحدث في أشكال أخرى من ACT. يتم زراعة الـ TILs المحددة في كميات كبيرة في المختبر ثم يتم إعادة زراعتها في المريض (الذي يخضع في هذه الأثناء للعلاج لإبادة الخلايا اللمفاوية المتبقية)، لتعزيز استجابة مناعية أقوى ضد الأورام .

زارت مريضة مصابة بسرطان الثدي النقيلي التجربة بعد تلقيها عدة علاجات، بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني، ولكن لم يتمكن العلاج من إيقاف تقدم السرطان. لعلاجها، قام الباحثون بتسلسل الحمض النووي والحمض النووي الريبي من خلال ورمها، بالإضافة إلى الأنسجة الطبيعية، لتحديد الطفرات التي كانت فريدة من نوعها بالنسبة لسرطانها، وتم تحديد 62 طفرة مختلفة في خلايا الورم لديها .

ثم قام الباحثون بفحص TILs المختلفة من المريضة للعثور على تلك التي تعرف واحدة أو أكثر من هذه البروتينات المتحورة. تم اكتشاف أربعة من البروتينات الطافرة بواسطة TILs، ثم تم توسيع TILs وزرعها مرة أخرى في المريضة. تم أيضا إعطاءها مانع نقطة التفتيش pembrolizumab لمنع احتمال تعطيل الخلايا التائية التي تم زرعها بواسطة عوامل في البيئة المجاورة للورم. وبعد العلاج، اختفى سرطان هذه المريضة ولم يعود حتى بعد مرور أكثر من 22 شهرا .

تصريحات الباحثون القائمين على البحث
قال الدكتور توم ميستيلي مدير CCR في  NCI : هذا التقرير التوضيحي يسلط الضوء مرة أخرى على فعالية العلاج المناعي، وإذا تم التأكد منه في دراسة أكبر، فإنه يعد بتوسيع نطاق علاج الخلايا T لمجموعة أوسع من أنواع السرطانات. لقد شهد الباحثون نتائج مماثلة باستخدام العلاج المستهدف بتحفيز الطفرات في الخلايا TIL للمرضى في نفس التجربة مع أنواع أخرى من السرطانات البطانية، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم المبكر. أوضح الدكتور روزنبرغ أن مثل هذه النتائج في المرضى الذين يعانون من أورام بطانية صلبة تعد مهمة، لأن العلاج بالخلايا T لم يكن ناجحا مع هذه الأنواع من السرطان، على عكس الأنواع الأخرى التي تتحول بشكل أكبر .

وقال إن ” الصورة الكبيرة ” هنا هي أن هذا النوع من العلاج ليس لنوعا محددا من السرطان، وتابع : ” كل أنواع السرطان لديها طفرات، وهذا ما نهاجمه بهذا العلاج المناعي، ومن المفارقة أن الطفرات نفسها التي تسبب السرطان قد تكون أفضل الأهداف لعلاج السرطان “، ويضم فريق البحث الدكتور نيكولاوس زاخاراكيس، الدكتور ستيفن فيلدمان، والدكتور ستيفاني إل . جوف .

المصدر : ساينس ديلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى