امراض نفسيةصحة

علاج مرض إيذاء الجسم

ما هو مرض إيذاء الجسم

إيذاء النفس أو جرح الجسم عن طريق جرح الإنسان لنفسه متعمدا، ويتمثل ذلك في جرح مباشر لأنسجة الجلد دون نية للانتحار، وقد تكون هذه الأماكن غير حيوية والإصابات غير عميقة. يكون الغرض الأساسي وراء هذه الأفعال هو جرح أي جزء من جسم الإنسان دون الرغبة في الموت.

يعتبر الشكل الأكثر شيوعا لإيذاء الجسد هو عن طريق استخدام أي أداة معدنية حادة لقطع أنسجة الجلد، مثل السكين أو الشفرة أو حتى مبرد الأظافر، ومن الممكن أن يتم الإيذاء بدون استخدام أدوات وذلك عن طريق القيام بخدش الجل أو الضرب أو أنها قد تصل في بعض الأحيان إلى الحروق، وأيضا القيام بقرص الجلد وشد الشعر وقطعه أو العض، لكن علينا أن نعلم أنه لا يمكن اعتبار تلف الأنسجة الناجم عن تعاطي الشخص للمخدرات أو اضطرابات الأكل ضمن أعراض إيذاء النفس ذلك لأن الإصابة في هذه الحالات لا تكون متعمدة، لأنها من الآثار الجانبية لهذه الحالات دون أن تكون مقصدا.

على الرغم من أنه لا يمكن اعتبار إيذاء الجسم عمل إنتحاري إلا أنه ما زال يشكل تهديد على حياة الشخص، ذلك لأن معظم من يعانون من وجود ميول انتحارية هم أكثر عرضة للقيام بالانتحار، كما أن معظم حالات الانتحار قد لا تعاني جميعها من مرض إيذاء النفس بل يوجد بين حالات الانتحار ما يتراوح بين 40% إلى 60% من يؤذون أنفسهم.

عادة ما يؤذي الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الشخصية أنفسهم، ويعتبر الرغبة في إيذاء الجسد أحد الأعراض الشائعة للاضطرابات النفسية، وهذا يشمل أيضا أولئك الذين يعانون من الاكتئاب ويتعاطون المخدرات ويعانون من اضطرابات القلق واضطرابات الأكل واضطرابات ما بعد الصدمة ومرض الفصام. تقدم الدراسات الحديثة أدلة واسعة وشاملة حول كيفية التعامل مع هذا المرض وتبعاته وتأثيره الشخصي، وكيفية مكافحة الانتحاء.

علاج مرض إيذاء الجسم

من المؤكد أنه لا يمكننا أن نقول بتوفر طريقة واحدة مناسبة ومثالية لعلاج أي سلوك مؤذ للنفس، ولكن العلاج المثالي يكمن في رغبة الفرد المصاب في الشفاء. يجب عليه أن يتوجه إلى شخص مهتم وموثوق به ليشاركه قضيته، ولا يمكن حل هذه المشكلة دون حل أسبابها. يجب على الأشخاص المحيطين أن يبحثوا عن السبب الذي قد يدفع الفرد إلى إيذاء نفسه في البيئة المحيطة به. يعتمد العلاج على معرفة ما إذا كان الفرد يعاني من أي اضطرابات عقلية، مثل الاكتئاب، لأنه في هذه الحالة قد يصبح إيذاء الفرد لنفسه مستمرا ومرافقا له طوال حياته ويكون من الصعب التخلص منه.

إذا لم تستطع البيئة المحيطة السيطرة على الأمر، فيجب على المريض اللجوء إلى مختص في المصحة العقلية لتشخيص الحالة وإجراء العلاج النفسي اللازم، وقد يستغرق طريق العلاج وقتا طويلا، لذلك لا يجب على المحيطين الإسراع في ظهور النتائج.

تشخيص مرض إيذاء الجسم

في بعض الحالات يلجأ المصابون بمرض إيذاء الجسم إلى طلب المساعدة بأنفسهم، لكن معظم حالات إيذاء الجسم يتم اكتشافها من قبل أفراد العائلة أو المقربين، أو عندما يقوم الطبيب بالفحص الروتيني للمريض فتظهر الجروح القديمة التي تترك ندبة أو الجروح الحديثة.

تشير الدراسات العلمية أنه لا يوجد أي تشخيص يمكن إجراؤه للتعرف على ميول الشخص إلى أذية نفسه، وأن تشخيص هذه الحالات يعتمد على القيام بالفحص الجسدي فقط أو التقييم النفسي، وذلك في حالة كان المريض متعاونًا، وفي هذه الحالة يتم إحالة المريض إلى أحد المختصين في المصحة العقلية، بشرط أن يكون لديه خبر في التعامل مع مثل هذه الحالات، ويتم القيام بالتقييم عن طريق البحث عن وجود أي اضطرابات عقلية لدى المريض تكون متصلة بإيذاءه لنفسه، كأن يكون الشخص مصاب بمرض اضطراب الشخصية أو الاكتئاب.

أسباب مرض إيذاء الجسم

لا يمكننا تحديد سبب واحد يدفع الشخص لإيذاء نفسه، ولكن هناك بعض الأشياء التي قد تؤدي إلى ذلك، مثل:

  • ضعف مهارات التأقلم:  يلجأ الشخص إلى إيذاء نفسه جسديا للهروب من الألم النفسي بسبب عدم قدرته على التعامل معه، وفي هذه الحالة، لا يؤدي الإيذاء الذاتي إلى الموت.
  • صعوبة التعامل مع العواطف: توجد بعض الأشخاص الذين يعانون من ما يعرف بمزيج العواطف، وهذا يؤدي إلى إيذاء الشخص نفسه. يحدث ذلك عندما يواجه الشخص صعوبة في تنظيم مشاعره، أو التعبير عنها، أو فهمها. ونتيجة لذلك، تنشأ بعض العقد في المشاعر، مثل شعور الشخص بفقدان القيمة الذاتية، أو الشعور بالوحدة، أو الذعر، والشعور بالذنب أيضا، والغضب الشديد، والشعور بالرفض وكراهية الذات.

ربما يعتقد الشخص المصاب بمرض الإيذاء الذاتي أن هذا الفعل سيخفف من مشاكله ومشاعره، ولكن بعضهم يخطئ في تصور ما سيحدث

  • يمكن لإيذاء النفس المساعدة في التعامل مع الضغط الشديد وتقليله، كما يمكن أن يساعد في التعامل مع القلق وتوفير شعور بالراحة النفسية.
  • يؤدي إيذاء الجسم إلى تشتيت الانتباه عن المشاعر المؤلمة وآثارها، حيث يصبح الجسم منشغلاً بالأذى الجسدي بدلاً من الأذى النفسي.
  • قد يشعر المريض بأنه مسيطر على الجسم والمشاعر عند تعرضه للإصابة، مما يُمنحه شعورًا زائفًا بالراحة والثقة بالنفس.
  • يعتقد بعض الناس أن الألم العاطفي أو الفراغ العاطفي يكون أشد صعوبةً من الألم الجسدي.
  • يمثل الجسم الخارجي وسيلة للتعبير عن المشاعر الداخلية للفرد.
  • يعتقد المريض أن المشاعر المؤلمة والاكتئاب ستنتقل إلى العالم الخارجي ، مما يخفف من العبء الداخلي عليه.
  • قد يعتبر المريض استخدام هذه الوسيلة المؤذية عقابًا لبعض الأخطاء التي ارتكبها.

أعراض مرض إيذاء الجسم

من الممكن التعرف على علامات وأعراض الإصابة الجسدية من خلال الأشياء التالية:

  • الندوب التي تنشأ عادة عن الجروح القديمة وتأخذ شكلًا واحدًا.
  • الحفاظ على الأدوات الحادة للمصاب في أغراضه الشخصية.
  • تظهر الخدوش والكدمات أو علامات العض أو ظهور الجروح الجديدة على شكل قطوع.
  • الشعور المستمر بالحكة في منطقة الحروق
  • ينبغي على المريض ارتداء ملابس ساترة في الطقس الحار، مثل ارتداء بنطال طويل أو أكمام طويلة.
  • يجب على المصاب بالمرض الإبلاغ عن وجود إصابات عشوائية بشكل متكرر.
  • يتميز هذا الشخص بالتذبذب السلوكي والانفعالي والاندفاع وعدم إمكانية التنبؤ بأفعاله.
  • تكثر التعبيرات عن فقدان الأمل والشعور بالعجز وعدم القدرة على التحرك.

أشكال إيذاء الجسم

يحدث أحيانًا أن يقوم المريض المصاب بإيذاء النفس بالجلوس منفردًا لفترات طويلة، ويصاب بنفسه بطريقة محكومة أو شعائرية بعض الشيء، وتشمل أمثلة إيذاء النفس ما يلي:

  • الخدش.
  • الجروح أو الخدوش باستخدام أدوات حادة
  • حروق جلدية.
  • نحت رموز أو كلمات على الجلد.
  • يتم ضرب الجسم في أجزاء مختلفة باستخدام اللكم.
  • القيام بثق الجلد باستخدام أدوات حادة.

يستهدف المصابون بهذا المرض الذراعين والساقين لإحداث جروح فيهم، ولكن يمكنهم أيضًا القيام بذلك في أجزاء متفرقة وغير مرئية في الجسد، مثل استهداف البطن والساق العلوية.

قد يدفع الشعور بالاستياء الشديد الشخص المصاب بهذا الشعور إلى القيام بإيذاء نفسه، ولا يعني ذلك أن هذا السلوك يحدث دائمًا في حياة الشخص، فعادةً ما يقوم الأشخاص بهذا السلوك عدة مرات ثم يتوقفون، وهذا يعتمد على حالتهم النفسية، وقد يحدث هذا السلوك بشكل متكرر وطويل الأمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى