صحة

علاج العقم بالخلايا الجذعية

تعاني العديد من الأزواج في جميع أنحاء العالم من مشكلة التأخر في الإنجاب، وهناك العديد من النساء اللاتي تأخرن في الزواج أو تعرضن لعلاج العقم لسنوات طويلة وبدأن في دخول مرحلة سن اليأس، حيث يقترب رصيد المبايض من نفاد البويضات، وكلما انقضى شهر يقل احتمال الحمل أكثر وأكثر. في الماضي، كان العلم غير قادر على مساعدة الكثير من النساء على الإنجاب بسبب فشل الطرق المستخدمة في علاج العقم، ولكن اليوم يقدم العلم الحديث أملا جديدا في إنجاب طفل عن طريق العلاج بالخلايا الجذعية.

طفرة علمية في مجال علاج العقم
في عام 2010م أعلن الطبيب المصري أسامة عزمي عميد كلية الطب و المركز القومي للبحوث عن نجاحه في إعادة الحياة مرة أخرى لمبيض فأرة تجارب كانت قد بدأت في التوقف عن انتاج البويضات، و قد نجح الطبيب في جعل المبيض يعاود إنتاج بويضات جديدة، و في خلال ثمانية أسابيع من التجربة كان مستوى هرمون FSH في دم الفأرة قد عاد إلى مستوياته الطبيعية من جديد، و قد فتح ذلك النجاح باب الأمل في إعادة إحياء مبيض إناث البشر الذي بدأوا في المرور بمرحلة توقف المبايض عن العمل.

ولادة أول طفل بالعلاج الجديد
في 2017م و بعد مرور سبعة اعوام على نجاح البحوث، يشهد العالم ولادة الطفل الكندري زين راجاني، و هو أول طفل في العالم يتم تلقيحه عن طريق تقنية الخلايا الجذعية، التقنية التي تم تطويرها تعتمد على استخدام الميتوكوندريا من بويضات سيدة بالغة لديها مبايض نشطة، في إعادة تنشيط بويضات سيدة أخرى توقف المبيضين لديها عن العمل، فالميتوكوندريا بالنسبة للخلايا البشرية هي مصدر الطاقة.

مخاوف العلماء من التقنية الحديثة
بحسب ما صرح به اخصائي مشاكل الانجاب و العقم بمركز علوم الانجاب في نيو جيرسي ب الولايات المتحدة الامريكية ، دكتور ويليام زيجلر، أن العلم لا يعرف بعد المشاكل التي سوف تنتج عن وجود اثنين من الميتوكوندريا داخل خلية واحدة، فالبويضة التي يتم تنشيطها بميتوكوندريا جديدة و شابة، تحتوي بالفعل على الميتوكوندريا الخاصة بها، و قد يتسبب ذلك بمشاكل سوف يكتشفها العلم فيما بعد.

تطور تقنيات علاج العقم
من وجهة نظر الأطباء، تعد هذه التقنية الجديدة التي أعطت الكثير من الأمل فرصة طويلة لتحقيقها قبل أن تنتشر في جميع دول العالم. ويتوقع الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية أن تحتاج هذه التقنية إلى حوالي عشر سنوات حتى تصبح متاحة. بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال العديد من التقنيات في تقنية الحقن المجهري لزيادة نسب النجاح وتقليل معدلات فقدان الأجنة. وأصبحت البدائل متاحة بشكل أكبر من الماضي، مما يزيد من صعوبة انتشار علاج العقم باستخدام الخلايا الجذعية إلى حد كبير.

رغم أن العديد من الأطباء يرون أن هذه التقنية ستفتح مجالا جديدا أمام السيدات اللواتي خضعن لعمليات التلقيح الصناعي والحقن المجهري عدة مرات وفشلت معهن، إلا أن الجدير بالذكر أن ثماني نساء حول العالم استخدمن تقنية العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج العقم، وزرعت أجنتهن داخل الرحم، وتتم متابعتهن حاليا من قبل الأطباء، وينتظرن ولادة أطفال آخرين أصحاء باستخدام هذا العلاج الجديد.

انتاج حيوانات منوية بتقنية الخلايا الجذعية
في محاولات أخرى يقوم بعض الأطباء حول العالم بدراسة إمكانية علاج العقم لدى الرجال عن طريق الخلايا الجذعية، و قد نجحت الأبحاث في الولايات المتحدة في التوصل إلى طريقة لتحفيز الخلايا الجذعية لكي تتحول إلى حيوانات منوية، كما أنهم أيضا نجحوا في تحويلها إلى بويضات أيضا، و هي طريقة أخرى لعلاج العقم بالخلايا الجذعية، و أمل جديد في أن الخلايا الجذعية يمكن أن تستخدم لعلاج العقم باكثر من طريقة، و معنى ذلك أنها ستعالج عدد أكبر من الأمراض المسببة للعقم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى