علاج الزهايمر بالصوت والضوء
اضطرابات الذاكرة والأمراض المصاحبة لها، مثل الخرف والزهايمر وفقدان الذاكرة، هي من أكثر الأمراض شيوعا والتي تصيب الكثير من الأشخاص، وخاصة كبار السن. وحتى الآن، لم يتم العثور على علاج مؤكد وفعال للتخلص من تلك الأمراض. ولذلك، بذل العديد من العلماء والباحثين جهودا في البحث عن طرق جديدة غير تقليدية لتخفيف أعراض هذه الأمراض وعلاجها على قدر المستطاع .
مرض الزهايمر وأسبابه
مرض الزهايمر هو حالة عقلية تسبب تدريجيا في نسيان الأشياء وتطورها مع التقدم في السن، وعدم تناول الأدوية المساعدة في تخفيف الأعراض. أشار العلماء إلى أن الإصابة بمرض الزهايمر تحدث أساسا بسبب تشكل بعض الألواح البروتينية والأميلويد في الدماغ، وتراكمها يؤدي إلى تدهور وتدمير خلايا المخ والذاكرة، وبالتالي يؤثر سلبا على ذاكرة المريض. يؤدي ذلك أيضا إلى تعطيل الموجات العصبية الدماغية، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة، وبين أهم الأعراض التي تشير إلى الإصابة بمرض الزهايمر ما يلي
- فقدان الذاكرة بما يؤثر على الأنشطة اليومية .
- تغير ملحوظ في الحالة المزاجية .
- عدم القدرة على إدراك الزمان والمكان .
- وجود صعوبة ومشاكل في التفكير البسيط .
- نسيان المواعيد وأماكن حفظ الأشياء المختلفة .
- صعوبة في النطق والكلام .
- يتمثل عجز الشخص في تنظيم أفكاره والتلعثم المستمر .
- تكرار السؤال الواحد أكثر من مرة .
- يتمثل التحدي الرئيسي في صعوبة المحادثة وعدم القدرة على اختيار الكلمات المناسبة للتعبير عن الرأي .
- يتمثل تفريط الأغراض في وضعها في أماكن مختلفة تمامًا عن المكان الطبيعي والمعتاد لها، مثل وضع الهاتف في الثلاجة أو ما شابه ذلك .
- يؤدي المرض إلى تشتت النظر والتركيز، وفي مراحل متقدمة قد لا يتمكن المريض من التعرف على الأشخاص من حوله .
أحدث علاج لمرض الزهايمر بالصوت والضوء
أظهرت دراسة حديثة، التي أجريت في يقع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، إمكانية علاج الزهايمر المرتبط بالتقدم في السن وخفض أعراضه باستخدام موجات الصوت والضوء، وذلك بفضل جهود فريق من العلماء وباحثين .
وقد تم إجراء هذه الدراسة على بعض حيوانات التجارب وهي الفئران ، حيث تم تعريض تلك الفئران إلى بعض العلاجات الصوتية والضوئية لمدة ساعة واحدة يوميًا لمدة سبعة أيام ، وأشارت النتائج إلى أن تلك التجارب قد ساعدت على تقليل نسبة لويحات البروتينات والأميلويد المتراكمة داخل أجزاء المخ المتعلقة بالذاكرة والتعلم ؛ بل ويُساعد أيضًا على تعزيز قدرة خلايا المخ على أن تعمل مرة أخرى بشكل طبيعي .
وفي حديث خاص ؛ أشار العالم لي هيوي تساي المسؤول عن هذه الدراسة إلى أن الجمع بين التحفيز والإثارة السمعية والبصرية معًا لمدة سبعة أيام كاملة ؛ أدى إلى حدوث ارتباط في القشرة المخية ( قبل الجبهية ) وقد ساعد بشكل فعال أيضًا على حدوث انخفاض كبير جدًا في نسبة لويحات الأميلويد .
أوضح هيوي تساي أن حدوث خلل في قشرة الفص الجبهي في المخ هو أحد الأسباب الأكثر احتمالًا للإصابة بمرض الزهايمر، لأن هذه المنطقة مسؤولة عن القدرة على التفكير واتخاذ القرارات وتقييم المعلومات والذاكرة .
ومن جهة أخرى ؛ أشار تساي أيضًا إلى أن النتائج الإيجابية التي قد ظهرت على الفئران قد تناقصت تدريجيًا ؛ حيث قد تم إجراء الاختبارات مرة أخرى على نفس الفئران بعد مرور أسبوع على العلاج دون التعرض مرة أخرى إلى التحفيز السمعي أو البصري ، وقد وجدوا أن آثار العلاج قد انخفضت ، وهذا يُعني أهمية الاستمرار في استخدام هذا العلاج مع مرضى الزهايمر واضطراب الذاكرة من أجل الحفاظ على فوائده في حماية الذاكرة طوال الوقت .
تم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة النشر العلمي الدولية Cell في مارس 2019م .