الخليج العربي

عقوبة التنمر الإلكتروني في السعودية والإمارات وباقي دول الخليج

ما هو التنمر الإلكتروني

التنمر الإلكتروني هو نوع من التنمر يحدث على الأجهزة الرقمية مثل الهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة اللوحية. يمكن للتنمر الإلكتروني الحدوث عن طريق الرسائل القصيرة، أو المحادثات، أو عبر الإنترنت في وسائل التواصل الاجتماعي، أو المنتديات، أو الألعاب الإلكترونية حيث يمكن للأشخاص مشاركة المحتوى الخاص بهم مع الآخرين. يشمل التنمر الإلكتروني إرسال أو نشر أو مشاركة محتوى سلبي أو مؤذي أو خاطئ أو مزعج عن شخص آخر. كما يشمل التنمر الإلكتروني مشاركة معلومات شخصية أو خاصة عن شخص آخر تسبب الإحراج أو الإهانة. ويمكن أن يتجاوز التنمر الإلكتروني الحدود إلى سلوك غير قانوني أو إجرامي.

أشكال التنمر الإلكتروني

بالرغم من وضع تشريعات وحملات توعوية لمكافحة التنمر الإلكتروني، إلا أنه لا يزال منتشرا بشكل واسع. مع ازدياد استخدام الإنترنت في جميع المجالات ومشاركة جميع فئات المجتمع في قائمة المستخدمين، بدأ التنمر الإلكتروني يظهر بتطوره وتنوعه. هناك العديد من الممارسات التي تعتبر تنمرا إلكترونيا وتستهدف الأطفال والمراهقين وحتى البالغين عبر الإنترنت، مثل إرسال رسائل ساخرة وتهديدات وابتزاز وسب وشتم باستخدام كلمات وعبارات مهينة، والتصوير بهدف الابتزاز أو السخرية، ونشر صور ومعلومات غير مقبولة.

هناك ثلاثة أشكال للتنمر الإلكتروني، وهي: المضايقات اللفظية والكلامية، والتحرش اللفظي أو الجسدي أو النفسي، والتهديد والابتزاز. وتحدث هذه الممارسات في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ويتعرض لها جميع الأشخاص، لكن الأطفال والمراهقين هم الأكثر تأثرا بآثار التنمر الإلكتروني لأنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل معها. وهذا يتطلب توعية الأهل ومراقبتهم وتقديم النصائح والتعليمات للأطفال قبل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى محاولة ضبط الألعاب الإلكترونية ضمن مجموعات معروفة أو ضمن معارف محددة، وعدم إتاحة المجال للأطفال للتواصل بشكل مباشر مع غرباء دون وجود شخص بالغ يمكن له مساعدتهم.

خطورة التنمر الإلكتروني

في الحقيقة، يعد التنمر الإلكتروني أسوأ من التنمر في الواقع حيث يكون الشخص المتعرض للتنمر غالبا وحيد وإن كان وسط عائلته لأن العبارات والكلمات التي توجه له لا يسمعها أو يراها سواه، وبالتالي فهو أخطر وأسوء من التنمر الواقعي الذي يحدث في المدارس أو المجتمعات أو الأماكن الأخرى.

 الأماكن الأكثر شيوعًا التي يحدث فيها التنمر الإلكتروني هي:

  • وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وتيك توك.
  • تشمل وسائل الاتصال النصي وتطبيقات المراسلة على الأجهزة المحمولة أو الأجهزة اللوحية.
  • الرسائل الفورية والرسائل المباشرة والدردشة عبر الإنترنت.
  • المنتديات عبر الانترنت وغرف الدردشة.
  • البريد الإلكتروني.
  • مجتمعات الألعاب عبر الانترنت.

عقوبة التنمر الإلكتروني في السعودية

التنمر ليس ظاهرة جديدة ولكن مؤخرًا بدأنا نشهد تحركات وحملات للحد منها ولا سيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في تفاقم هذه المشكلة بشكل كبير، ومن الجيد أن نرى بأن هناك تحرك حكومي رسمي للقضاء على ظاهرة التنمر وتطبيق عقوبات رادعة نظرًا للأضرار الجسدية والنفسية على الشخص المتعرض للتنمر.

أعلنت النيابة العامة في المملكة العربية السعودية عن عقوبات التنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل والإنترنت بشكل عام، وتشمل العقوبات السجن لمدة تصل إلى سنة، أو غرامة تصل إلى نصف مليون ريال، أو كلتا العقوبتين معا، وفقا لنظام الجرائم المعلوماتية، ويأتي ذلك لتوفير الحماية الجنائية للمتضررين، وتأكيدا على خطورة التنمر وتأثيره السلبي النفسي على الأفراد، خاصة الأطفال والمراهقين. وأوضحت النيابة العامة في السعودية أن الشخص المتنمر عبر الإنترنت، والذي يختفي وراء اسم مستعار، لا يمنعه ذلك من تحديد هويته وفرض العقوبات عليه. ولقد حددت مجموعة من العقوبات القاسية والرادعة من أجل الحد من ظاهرة التنمر الإلكتروني في المملكة.

عقوبة التنمر الإلكتروني في الإمارات ودول الخليج

نظرا لاهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بتحقيق الأمن والسلامة والحفاظ على خصوصية الأفراد، فقد أصدرت العديد من القوانين والتشريعات والنظم لمكافحة جرائم تقنية المعلومات، وجاء في هذه القوانين أنه يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن 6 أشهر أو غرامة لا تقل عن 150 ألف درهم ولا تتجاوز 500 ألف درهم، أو بكلتا العقوبتين معا كل شخص يستخدم شبكة معلوماتية، أو نظام معلومات إلكتروني، أو أي وسيلة تقنية معلومات للاعتداء على خصوصية شخص في غير الأحوال المصرح بها قانونيا، وذلك بالتقاط صور للغير، أو إعداد صور إلكترونية، أو نقلها، أو كشفها، أو نسخها، أو الاحتفاظ بها، ونشر أخبار أو صور إلكترونية، أو صور فوتوغرافية، أو مشاهد، أو تعليقات، أو بيانات، أو معلومات، وحتى لو كانت صحيحة وحقيقية.

وأكدت الدولة أيضا على أنها ستعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن سنة واحدة أو غرامة لا تقل عن 250 ألف درهم ولا تتجاوز 500 ألف درهم، أو كلتا العقوبتين معا لأي شخص يستخدم نظام معلومات إلكتروني أو أي وسيلة تقنية للمعلومات بهدف تعديل أو تغيير سجل أو صورة أو مشهد بقصد الإهانة أو الإساءة إلى شخص آخر أو انتهاك خصوصيته. بذلك تكفلت الدولة خصوصية الأشخاص وواجهت بقوة أي محاولة استغلال أو التنمر على الأشخاص.

الوقاية من التنمر الإلكتروني

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بالأسبوع الوطني للوقاية من التنمر، وهو أسبوع يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة والعديد من الجهات المحلية والاتحادية، بهدف زيادة الوعي حول ظاهرة التنمر في جميع أنحاء الإمارات.

خلال الأسبوع، يقوم مجموعة من الخبراء الاستشاريين المدربين بزيارة العديد من المدارس الحكومية والخاصة، وذلك لرفع الوعي حول ظاهرة التنمر، وبالأخص التنمر الإلكتروني، والتعريف بصفات المتنمرين والأسباب التي تدفعهم للتصرف بهذه الطريقة، وتأثير التنمر على الأشخاص. كما يتم طرح بعض القصص، مثل قصة التنمر الإلكتروني على الأطفال، لتوعية الأشخاص حول هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها، والتصدي للتنمر عند رؤيته.

والتنمر الإلكتروني هو عبارة عن سلوك مسيء متعمد من قبل شخص يستهدف شخص ما عبر الانترنت أو الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر بإرسال تعليق مزعج أو مشاركة صور للشخص بهدف الإهانة أو السب أو الإذلال أو الابتزاز أو الترهيب أو المضايقة، وهو عبارة عن جريمة حقيقية تعرض مرتكبها إلى المسائلة القانونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى