صحة

عدد ساعات النوم الطبيعي للانسان

يعتبر النوم من الحالات الطبيعية التي يستريح بها جميع الكائنات الحية. تقل خلال النوم الحركات الإرادية والشعورية للإنسان. إنه حالة من تغيير وعي الكائن الحي، ليس فقدانا للوعي، بل هو من الحالات الدماغية التي تعيد تنظيم الدماغ والعمليات الحيوية بجسم الإنسان. النوم بمثابة طارد للسموم ومنشط ومجدد لنشاط الإنسان. يتم خلال النوم تفعيل أنشطة معينة. في أثناء اليقظة يكون للمخ نشاط كهربي معين. مع النوم يبدأ ذلك النشاط. يمر الإنسان بعدد من مراحل. المرحلة الأولى والثانية يكون في تلك المرحلة النوم خفيفا، والمرحلة الثالثة والرابعة يكون فيها النوم عميقا لتكون استعدادا لنشاط الجسم. نقص أي مرحلة من تلك المراحل يسبب الإجهاد والتعب. بعد 90 دقيقة من النوم، تبدأ العينين بالحركة السريعة. تكون المرحلة الأولى لاستعادة الذهن واليقظ .

النوم له دور كبير في مساعدة الإنسان على الحصول على تركيزه خلال ساعات النهار؛ حيث يساعد النوم الجسم على استعادة التوازن بعد العمل الشاق خلال فترات النهار ويسترخي العقل من المجهود الذهني والتفكير الذي يحدث طوال اليوم. وأثناء النوم، يقوم العقل بترتيب الأفكار وإعادة ترتيب المعلومات وتعويض الخلايا التالفة وبناء الألياف العضلية والخلايا المختلفة في الجسم. لذلك، يحتاج الإنسان إلى عدد محدد من ساعات النوم. وعندما يقلل الإنسان من ساعات النوم المطلوبة، يظهر بمظهر مرهق ومجهد. وعندما ينام لفترة أطول من اللازم، فإن الإنسان يحتاج إلى عدد محدد من الساعات لإراحة الجسم والعقل. وقامت مؤسسة النوم الأمريكية بوضع إرشادات حول عدد ساعات النوم المطلوبة للإنسان، وهي كما يلي

الطفل الحديث الولادة، في عمر ثلاثة أشهر، يحتاج إلى النوم لمدة 14-17 ساعة يوميا. أما الطفل الرضيع في الفترة من الشهر الرابع حتى الحادي عشر، فإنه يحتاج إلى النوم لمدة 12-15 ساعة يوميا. ويبدأ الطفل في الفترة من عمر سنة وحتى عمر سنتين بالحاجة إلى 11-14 ساعة نوم، ثم يقل العدد خلال الفترة من الثالثة حتى الخامسة من العمر، حيث يحتاج الطفل إلى 10-13 ساعة نوم يوميا. وفي الفترة من عمر ست سنوات حتى الثالثة عشرة من العمر، يحتاج الطفل إلى 9-11 ساعة نوم متواصل. أما الإنسان في مرحلة المراهقة، في الفترة من الرابعة عشر حتى السابعة عشر من العمر، فيحتاج إلى متوسط 8-10 ساعات نوم يوميا. أما البالغ في الفترة من الثامنة عشرة حتى الستين عاما، فيحتاج إلى 7-9 ساعات نوم يوميا. يحتاج الأطفال والمراهقون إلى عدد ساعات أطول لاكتمال نمو خلايا الدماغ، خاصة بالنسبة للأطفال، حيث يحدث النمو أثناء النوم. بالنسبة للمراهق، هناك فرص للإصابة بالأمراض الجسدية والذهنية عند تقليل عدد ساعات النوم. كما يعيق التقليل من عدد ساعات النوم القدرة على التفكير الصافي والتحصيل العلمي والدراسي. وللنوم تأثيرات صحية كبيرة على جميع الأعمار .

من هنا تظهر فوائد النوم:

النوم الجيد يشير إلى تحسين فترات اليقظة وتركيز الانتباه وتعزيز قدرات التعلم واكتساب اللغة والتحصيل العلمي والقدرة البدنية وتحسين المزاج وتحقيق صحة أفضل. يحدث النوم أثناءه عدة أنشطة هرمونية، مثل إفراز هرمون النمو في الساعات الأولى من النوم، وإفراز هرمون الكورتيزون في نهاية النوم لتزويد الجسم بالطاقة. أيضا، يتم إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن التصبغ أثناء النوم، ويقل إفراز هذا الهرمون مع مرور الوقت. يؤثر النوم على العمليات الإدراكية والمهارات المعرفية الدقيقة. هناك علاقة وثيقة بين عدم الحصول على ساعات نوم كافية والسمنة، حيث يعوض الإنسان نقص النوم بتناول الدهون. ويرتبط أيضا بالشيخوخة المبكرة وظهور التجاعيد وفقدان نضارة البشرة .

لذلك من الضروري جدا الحصول على عدد ساعات النوم المثالية للبالغين من 7 إلى 9 ساعات يوميا لتحسين القدرة على المهارات العقلية وتطهير الجسم من السموم. أما بالنسبة للأطفال والمراهقين، فيجب على الآباء الاهتمام بتأمين عدد كاف من ساعات النوم للمساعدة في نمو الطفل وتحسين الأداء الدراسي للمراهق. بالنسبة للمراهقين، يجب اتباع إجراءات عدة لتحسين النوم، مثل تناول اليانسون أو الحليب الدافئ قبل النوم بساعة للمساعدة في الاسترخاء وممارسة التمارين الرياضية للتغلب على اضطرابات النوم، وعدم التعرض للضوء الأزرق الناتج عن الشاشات، وخاصة شاشات الهواتف الذكية، حيث يؤثر سلبا على النوم ويسبب الصداع والأرق. وعليك أيضا تجنب تناول الطعام والنوم مباشرة قبل النوم والابتعاد عن تناول الدهون بكميات كبيرة في الليل ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى