عبد الله مسعود مبتعث يعدو مائة كيلو متر من أجل مرضى السرطان
في فعل مميز ويجب أن نرفع القبعة لهذا المبتعث احترما وتقديرا له ، قام عبد الله مسعود الشاب الإماراتي المبتعث في لندن لاستكمال دراسته الجامعية، بتخصص إدارة الأعمال في إحدى جامعات العاصمة البريطانية لندن بالمشاركة في العمل الخيري الذي تم في لندن تحت مسمى الوقوف بجوار مرضى السرطان حيث خاض سباق مقداره 100 كيلومتر، دعماً لجمعية خيرية تقوم على رعاية أبحاث مرتبطة بمرض السرطان ، انه دور مشرف من جانب هذا الطالب الإماراتي وهو بذلك يعد سفير للإمارات في بريطانيا ، فهذه هي أخلاقنا دائما في الدخول في كل ما يمكن فعله من اجل رعاية المرضى في كل بلاد العالم ، وقد تحفز جدا في أن يخوض هذا السباق خاصة بعد أن علم بوفاة خاله ، الذي توفي قريبا بسبب مرض السرطان اللعين ، فقد كان هذا سبب أكيد في زيادة عزمه على خوض السباق الذي اعتبر أصدقاؤه مجرد التفكير في خوضه بمثابة تحدي جديد له ولطموحه في تحقيق الخيال من اجل فعل الخير ، فكانت النية بداخله قبل أن يخوض هذا السباق أن تكون رسالة إلى الجميع وخاصة من أبناء وطنه في الإمارات في ضرورة عمل كل ما بوسع كل شاب من اجل تحقيق الخير للجميع ، ورسالة إلى الجميع من اجل أن يكونوا سفراء لأوطنهم في الخارج، وأيضا لكي يرسل بهذا العمل رسالة إلى والدته التي شاطرته في تحويل الحزن إلى طاقة إيجابية، كانت محفزاً له بالتأكيد من اجل إتمام السباق والوصول إلى خط النهاية، في زمن لم يتجاوز 13 ساعة.
يتمثل العزيمة والأمل في قلب `مسعود` منذ وقت طويل
لم يكن قلب مسعود مليئا بهذا العزم بشكل فجائي، بل كان يهدف إلى رفع مكانة الإمارات في الساحة العالمية منذ زمن طويل. صرح مسعود لوسائل الإعلام الإماراتية اليوم قائلا: “من البداية، كان قراري أن أرتدي قميص المنتخب الإماراتي لكرة القدم (الأبيض)، وكانت لدي العزم على أن يكون علم بلادي هو الشيء الذي أرتديه عندما أصل إلى خط النهاية. هذا القرار كان له معنى واضحا للإعلام الذي تغطي الحدث بكثافة ولأي شخص حاضر هناك، وهو أن الطالب الإماراتي وبشكل عام الطالب العربي يظل مشاركا ومتفاعلا بإيجابية في المجتمع، حتى وإن كان مبتعثا بعيدا عن أهله ووطنه.” وعن وفاة خاله الذي كان له تأثير كبير عليه، قال: “سعيت جاهدا لأكون إيجابيا في حزني على فراق الشخص العزيز على قلبي، وأن أكون سفيرا فخورا بوطني في فعالية خيرية. كنت العربي الوحيد الذي شارك في هذه الأحداث، وبالتأكيد لن أتردد في مواجهة المزيد من التحديات من أجل أهداف إنسانية ووطنية في أي فعالية ملائمة
مسعود خاض السباق وهو مصاب
فوجئنا بعبد الله مسعود بمشاركته في السباق وهو لم ينته بعد من الإصابة التي ألمت به، إذ يعاني من قطع في الرباط الصليبي ويخضع حاليا لبرنامج تأهيل لاستعادة لياقته العادية والقدرة على ممارسة أي نشاط رياضي. وصرح قائلا: “كانت تعليمات الطبيب التي تلقيتها تطلب مني أن أتجنب الحركة السريعة، وهذه التعليمات وضعتني في تحدي، مما زاد رغبتي في إكمال المهمة”. وأكمل مسعود حديثه بوصف السباق كوسيلة للتحدي وتحقيق الخير للجميع، حيث قال: “مثل أي مواطن إماراتي، استوعبت روح مدرسة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في التحدي والطموح لتحقيق المركز الأول. وتلك التحديات، بما فيها العقبات التي واجهتني في السباق، حيث كان معظمه ضمن مناظر طبيعية صعبة مثل التلال والمرتفعات والأودية، وبالإضافة إلى عدم قبول أصدقائي للمشاركة معي في السباق، وفكرة المساهمة في العمل الخيري، تتوافق مع رؤية الدولة وقادتها ومؤسساتها في كل مكان. وهذه العوامل جعلتني أكثر إصرارا على تحقيق النجاح في سباق لم يكن لدي وقت كاف للتحضير له، حيث كانت المدة التي توفرت لي للتدريب أقل من ثلاثة أسابيع، وهي فترة غير كافية على الإطلاق
يجب علينا جميعا أن نقف ونحيي هذا المثال الرائع لأنه سفير للإنسانية وقد قام بعمل ممتاز. ويجب على الكثيرين القيام بأدوار مشابهة وشرفة، خاصة الفنانين والمشاهير، الذين إذا قاموا بتنظيم أي حفل لصالح مرضى السرطان سيتم جمع أموال طائلة لرعاية المرضى بشكل أفضل، ونتمنى أن تصل رسالة عبد الله مسعود إلى الجميع.