عبد الله بن الزبير .. أول مولود في الإسلام
نسبه: عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي هو، والده الصحابي الزبير بن العوام، ووالدته أسماء بنت أبي بكر. وهو من أصغر الصحابة، وأول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة النبوية. وكان يلقب بأبي بكر وأبي خبيب.
ولد في قباء في السنة الأولى أو الثانية هجرية، وخرجت أمه من مكة هاجرة إلى المدينة وهي حبلى به. كان أول مولود للمهاجرين وبشارة للمسلمين ببقائهم دهرا بدون ولادة لهم. ورضع النبي ريقه الأول الذي كان من تمرة، وأذن أبو بكر في أذنيه. ثم بايع عبد الله بن الزبير النبي بأمر من الزبير وهو في سن السابعة، فابتسم له النبي وبايعه.
دافع عبد الله بن الزبير عن عثمان بن عفان أثناء الفتنة التي قتل فيها، وشارك في قيادة الفتوحات الإسلامية، ورفض مبايعة يزيد بن معاوية على الخلافة. وتولى بعد وفاة يزيد الخلافة، وجعل من مكة مقرا للحكم حيث بايعته جميع الولايات ما عدا بعض مناطق الشام وتحالفوا مع الأمويين للتخلص من عبد الله. لم تستمر دولته طويلا بسبب تكرار الثورات ضده وانقلاب الأمويين حول مروان بن الحكم في الشام ضده واستيلائهم على مصر والعراق والحجاز وبقية الأراضي.
أخلاقه:
الشّجاعة: كان عبد الله بن الزّبير كثير التعبّد شهمًا بليغًا كثير الصّلاة والصّيام والقيام، وكانت له نفس شريفة وقلبًا عالمًا وعقلًا وقورًا. وقد عُرف بالشّجاعة والجسارة وتجلّى ذلك حين جييء به للنّبي مع بعض أقرانه وهو صغير ليبايعوا النّبي فيصيبهم من بركته.. فتراجعوا إلّا هو أقدَم، فتبسّم النّبي وقال: هو ابن ابيه.
وكان صاحب العبارة الشهيرة مع عمر بن الخطاب – وهو حينها أمير المؤمنين – عندما مر على مجموعة من الأولاد يلعبون في الطريق، وكان من بينهم عبد الله بن الزبير، هربوا جميعا إلا هو. فسأله عمر عن سبب بقائه في مكانه، فأجاب: لم أرتكب ذنبا يا أمير المؤمنين، ولم يكن الطريق ضيقا بما يكفي لأن يمر الآخرون.
وقال فيه سعيد بن المسيّب: خطباء قريش في الإسلام هم: معاوية وابنه، وسعيد وابنه، وعبد الله بن الزبير.
التعبّد والقنوت: كان يعبد بشدة من خلال الصوم والقيام والصلاة. وقيل إنه عندما يقوم للصلاة، يتجاهل الدنيا. مثلا، في أحد الأيام كان يصلي وسقطت حية من السقف واحتجزت ابنه. صرخت النساء واجتمع أهل الدار لقتل الحية وإنقاذ الطفل. إلا أن عبد الله بن الزبير لم يلتفت ولم ينشغل بما حدث حتى انتهى من صلاته.
وقيل فيه: قالواعن ابن عمر رضي الله عنهما: “لم أر أحداً يصلي أفضل من عبد الله بن الزبير”، وقالوا أيضًا: “كنتُ أرى ابن الزبير وهو يصلي خلف المقام، فكأنه خشبة ثابتة لا تتحرّك”، وقالوا أيضًا: “كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاثة: الشجاعة، والعبادة، والبلاغة.
أهم أعماله:
( هدم الكعبة ):يعتبر هدم الكعبة بعد حريقها وتعرضها للقصف بالمنجنيق في عهد يزيد بن معاوية من أهم وأعظم ما ينسب إلى ابن الزبير.
استشار عبد الله بن الزبير الناس في هدم الكعبة وإعادة بنائها، وأيد بعض الناس الاقتراح، في حين تخوّف آخرون من كراهية تكرار الهدم والبناء خوفًا من المساس بحرمة الكعبة.
فظلّ ابن زبير يستخير ثلاثة أيّام، حتّى همّ بهدمها في الرّابع، وبدأ من الرّكن حتى وصل للأساس..وبنى البيت ووضع فيه الحجر. وجعل لها بابين أحدهما مدخل والآخر مخرج. وشدّ على الحجر الأسود بالفضّة لتصدّعه. وأطال في الكعبة عشرة أذرع طولًا واتّساعًا زيادة عمّا كانت، وطلى جدرانها بالمسك والطّيب وغطّاها بالديباج.
نسخ القرآن ورواية الحديث: كان من بين الذين نسخوا القرآن بأمر من عثمان بن عفّان، وروى عن النبي 33 حديثًا، منهم حديث واحد متفق عليه، واستفرد البخاري منهم بستة أحاديث وتفرد مسلم بحديثين.
روى عنه أخوه عروة وابناه عامر وعباد وابنا أخيه محمد وهشام ابنا عروة، وعبيدة بن عمرو السلماني وطاووس بن كيسان وعطاء بن أبي رباح وابن أبي مليكة وعمرو بن دينار وثابت البناني وأبو الزبير المكي وأبو إسحاق السبيعي ووهب بن كيسان وسعيد بن ميناء وحفيداه مصعب بن ثابت ويحيى بن عباد وابنة أخيه فاطمة بنت المنذر بن الزبير
وفاته: حُوصِرَ عبد الله بن الزبير في مكة من قِبَل الحجاج بن يوسف الثقفي في عام 73 هجريًا، رضي الله عنه..