تشتهر تركيا بعدد من المعالم الفريدة التي كونت شخصيتها المتفردة من أجمل الفنون الفسيفساء من الفنون القديمة قدم الحضارات التي مرت على تركيا جميعها ، الفسيقساء من الفنون القديمة هو فن وحرفة صناعة المكعبات الصغيرة تم استعمالها في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية عن طريق التثبيت بالملاط فوق الأسطح الناعمة ويتم تشكيل التصاميم المتنوعة ذات الألوان المختلفة يمكن الاعتماد على الحجارة والمعادن والزجاج والأصداف وقطع السيراميك الصغيرة وغيرها ويتم توزيع الحبيبات الملونة المصنوعة بشكل فني لتعبر عن قيمة حضارية ما ، حيث ترسم لوحات الفسيفساء من القطع الصغيرة الملونة لتحمل منظر طبيعي أو شكل هندسي أو لوحة بشرية أو حيوانية تم استخدام تلك اللوحات منذ عهد السومريين والرومان مرورًا بالعهد البيزنطي الذي شهد تطور كبير في صناعة الفسيفساء وأدخل فيه الصانع الزجاج والمعادن وعبروا بتلك اللوحات عن حياتهم وصورا فيها البحر والأسماك والحيوانات والزهور إلى أن وصل هذا الفن في قمته على يد العرب الذين صنعوا أشكالا هندسية والفسيفساء الإسلامية مثل الجامع الأموي في دمشق وقبة الصخرة في القدس وو تم تطوير هذا الفن بمراحل عديدة حتى بلغ قمته في العصور الإسلامية المزدهرة كالدولة الأموية في الأندلس ودولة الممالك ي مصر والدولة العثمانية حيث اهتم هذا الفن بالتفاصيل والخوض في الأعماق وأستطاع الفنان المسلم أن يخلق لنفسه حس فني فريد وفلسفة تعبر عن معايير الحضارة الإسلامية
نجد أن المدينة التركية الحالية، عاصمة الدولة الإسلامية، تجمع في طياتها معالم هذا الفن في مراحله الأخيرة وبداياته البسيطة، ولذلك تم إنشاء متحف زيوغما ليكون أكبر متحف للفسيفساء في العالم. يقع هذا المتحف في ولاية غازي عنتاب الواقعة في جنوب تركيا، ويجذب عددا هائلا من السياح لرؤية اللوحات النادرة للفسيفساء. من الملفت للنظر أن المتحف يتمتع بمساحة واسعة تبلغ 30 ألف متر مربع، وافتتح قبل ست سنوات لاحتضان جميع اللوحات المصنوعة من الفسيفساء عبر العصور والحضارات القديمة التي حكمت منطقة الأناضول، وخاصة اللوحات الفريدة التي تعود للعهد الروماني
من بين العروض البارزة التي يرغب العديد من السياح في رؤيتها وتصويرها، تعتبر لوحة الفتاة الغجرية واحدة من أشهر اللوحات الفسيفسائية القديمة، وتعود إلى حضارة الرومان. كما كانت تعتبر لوحة تمثال المريخ أو ماس إله الحرب وفقا للاعتقادات السائدة في تلك العصور قبل المسيحية. يتميز المتحف أيضا بعرض العديد من المقتنيات والمعروضات التي تصف المناظر الطبيعية ومناهل المياه في عصر الحضارة الرومانية. تم العثور على هذه اللوحات في المنازل والقصور على ضفاف نهر الفرات، وتعود إلى حضارات الفرات القديمة وممالك الحيرة. تبلغ مساحة اللوحات الفسيفسائية المعروضة في المتحف حوالي 2700 متر مربع، وهي مساحة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي المتحف على حوالي 140 لوحة تصويرية و20 عمودا أثريا وتماثيل من الحجر الكلسي تعود لقرون طويلة وما تزال في حالة جيدة. بالإضافة إلى القبور والآثار الأخرى المكتشفة في مناطق مختلفة من تركيا والأناضول .
تبلغ مساحة قاعة العرض حوالي 7000 متر مربع تم تقسيمها إلى ثلاثة طوابق وفقا لأهمية اللوحات. بشكل عام، تعتبر مدينة غازي عنتاب وجهة سياحية شهيرة بسبب معالمها الفريدة. تم إطلاق حملة بعنوان “الآن موعد زيارة غازي عنتاب” للترويج لزيارة المدينة في فصل الربيع. أشار مسؤول في وزارة السياحة التركية إلى إمكانية تنظيم رحلات سياحية وقوافل من جميع المدن الأخرى مثل اسطنبول وأنقرة وأضنة ومرسين لزيارة المتحف العالمي للفسيفساء وتعزيز السياحة في المدينة ونشر ثقافة الحفاظ على الآثار واستكشاف المعالم التاريخية والمعمارية الأخرى وتجربة الأطعمة التقليدية في المدينة