عادات و تقاليد الزواج في المجتمع السعودي
لكل بلد من بلدان العالم عادتها وتقاليدها وتشمل هذه العادات والتقاليد كل جوانب الحياة الخاصة بهذه البلدان والمجتمعات وعادة ما تكون متأثرة بالأجداد أو التعاليم الدينية وفي هذا المقال سوف نتعرض لعادات وتقاليد الزواج في المجتمع السعودي ، فمن أهم هذه التقاليد دفع المهر، لأن هذا التقليد نابع ومتأصل من الدين الإسلامي ، حيث أوجب الدين الإسلامي المهر أو الصداق لأنه حق من حقوق المرأة فقال تعالي في كتابه العزيز : (وءاتوا النساء صدقاتهن) صدق الله العظيز.
المهور
يختلف مبلغ المهر من فئة إلى أخرى ومن قبيلة إلى أخرى، ويتراوح بين ثلاثة إلى عشرة آلاف ريال، وفي المدن يختلف الوضع، حيث يمكن أن يصل إلى أكثر من ثلاثين ألف ريال سعودي. كان المهر في الماضي يعتبر حماية للمرأة المتزوجة، ولكن في المجتمع السعودي الحديث لم يعد المهر يعبر فقط عن الحماية، بل أصبح يعبر أيضا عن القيمة المجتمعية والمستوى الاقتصادي. لذلك، تختلف المعايير الآن ولم يعد هناك رابط بين قيمة المهر وما كان عليه في السابق.
ليلة تسليم المهر
في هذه الليله المشهوده يرسل خروفا ولوازم الأكل المختلفه من قبل أهل العريس إلي أهل العروس ، وبعد صلاة المغرب يتوجه العريس وأقاربه إلي منزل أهل العروس لتقديم المهر ، وكان شائعا وضع المهر في منديل ابيض اللون مع أعواد الريحان الخضراء و هذا تقديرا وإحتراما لأهل العروس ، أما المنديل الأبيض تفاؤلا بحياه زوجيه سعيدة.
تجهيزات وترتيبات الزواج
في الوقت الحاضر، يشارك الزوج وعروسه في اختيار المكونات المناسبة لمنزلهم الجديد، بما في ذلك الأثاث وغيره من مقتنيات المنزل، أما في الماضي فكان والد العروس يأخذ المهر وغالبًا ما كان يضيف عليه لشراء مقتنيات منزل ابنته الجديد .
ليلة الحنة
وهذا التقليد منتشر في أكثر من دولة عربية و ليس المجتمع السعودي وحده وهذه الليلة تكون الليلة السابقة لليلة الزفاف مباشرة بيومين علي الأقل وتكون هذه الليلة نسائية بحتة ، فيتجمع أهل العروس من الفتيات والنساء في بيت العروس ويقومون بطقوس التحني وتعم الفرحه والبهجة علي العائلة بأكملها.
ومن طقوس هذه الليلة السعيدة أن ترتدي العروس الحرير الأحمر من رأسها حتي قدميها كما هو معتاد في قبيلة الأشراف أشهر القبائل في عادات الزواج ، أما القبائل الآخري ليست متقيده بذلك ، ويتم تحنيه العروس من قبل قريبة لها متزوجة وسعيدة في حياتها الزوجيه تفاؤلا بها وتغني النساء أغاني مبهجة علي دقات الدفوف.
حمام العروس
وهذا هو التقليد الذي يلي الحنة (حمام العروس) حيث يتم قبل الزفاف بيوم واحد ويكون في بيت أهل العروس إستعدادا لليلة المنشودة، وقبل هذا الحمام تقوم أم العروس أو أحد قريباتها بإزالة الشعر الزائد من جسمها، وبعد الانتهاء من الحمام يقومون بتعطيرها بعطر الماوردي، ومن ثم تغطي العروس بستارة من الحرير لونها أحمر ولا يجب أن يراها أحد بعد ذلك من الرجال أو النساء إلا من وراء الستار حتى لا يذهب جمالها كما كان يعتقد.
وبالنسبة للعريس، لديه أيضا طقوس خاصة، حيث يأخذ حماما قبل ليلة الزفاف ويذهب لحلاقة شعره وتزيين لحيته وشاربه، وربما يقوم بجلسة حجامة أيضا. بعد ذلك، ينطلق العريس في موكب ضخم مع أفراد العائلة والأصدقاء إلى منزل العروس بعد صلاة العشاء لتنفيذ مراسم عقد القران بواسطة المأذون. يسير الموكب ببطء في الشوارع الرئيسية مضاء بالأضواء الملونة، ويتجول أولا قبل التوجه إلى منزل أهل العروس الذين يستقبلون الموكب بعيدا عن منزلهم احتفاء بأهل العريس. ثم يتوجهون إلى منزل أهل العروس لإتمام مراسم عقد القران، حيث يجلس العريس والمأذون في الأمام وحولهم الأهل والأصدقاء.
حفلة العشاء
بعد عقد القران، يملأ المنزل بالفرح والبهجة، ويهنئ الجميع بالحدث السعيد، ويتم تقديم الطعام والشراب. وبعد تناول العشاء، تبدأ الأغاني الاحتفالية على وقع الدفوف، وتستمر هذه الاحتفالية حتى نهاية الليل بأجواء من الفرح والسعادة.
يوم الصباحية
في يوم الزفاف، ترتدي العروس ملابس حريرية بمساعدة أحد أفراد أسرتها، سواء كانت أمها أو أحد قريباتها، وتجلس في غرفة الاستقبال. يقدم العريس وأهله الهدايا للعروس، وعادة ما تكون هذه الهدايا من الذهب والمجوهرات. تكون هدية الزوج أو العريس مميزة جدا عن بقية الهدايا، حيث يتم تقديم طقم كامل من الذهب يتضمن عقدا وإسوارة وخاتما وقرطين. تقدم أسرة العروس هدية تسمى “البقشة” للعريس ووالده وإخوته، وتتكون هذه الهدية من بدلة كاملة من الزي السعودي المعروف، بما في ذلك العباءة والغترة والكوفية واللباس والثوب. يتم وضع جميع الهدايا التي تقدم للعروس من قبل أهلها وأهل العريس في مكان بارز لتراها جميع الزوار، وخاصة قريناتها من النساء. وكان ذلك جزءا هاما من عادات وتقاليد الزواج في المجتمع السعودي وأيضا في القبائل السعودية الشهيرة