الاماراتالخليج العربي

ظاهرة شيشة دليفري تتشر في الامارات

لا يمكننا البقاء متفرجين إذا لاحظنا ظاهرة قد تؤدي إلى تدهور صحة الكثيرين، خاصة إذا توفرت وسائل سهلة لنقل تلك الأسلحة القاتلة وتدمير صحة المواطنين في الإمارات. تلك الأسلحة القاتلة متمثلة في الشيشة التي تنتشر بشكل ملحوظ بين الشباب والرجال، وخاصة عن طريق التوصيل المنزلي، وأصبحت تشكل خطرا كبيرا على صحة الإماراتيين. أظهرت الإحصائيات أن نسبة التدخين في الإمارات وصلت إلى حوالي 30% بين الذكور و 5% بين الإناث. هذه العادة السيئة والملعونة جاءت من أصل فارسي، خاصة من وسط الهند، وتم استيرادها في العصر العثماني، ولها أسماء مختلفة في الدول العربية. تسمى الشيشة في مصر والسعودية، وأركيلة في سوريا، ونركيلة في العراق، ونرجيلة في لبنان. بالإنكليزية، تعرف بـ Water Pipe، وفي إيران تسمى غليو.

شيشة دليفري
ظاهرة سيئة للأسف وأصبحت منتشرة بشكل كبير في الإمارات ، إلا وهي الشيشة الدليفري  وهي توصيل الشيشة إلى المنزل حيثما يريدها العميل أو الزبون ، فبمجرد أن يكون العميل جالس في بيته ولا يريد أن يخرج في حرارة الجو أو يريد أن يظل في بيته مستمتعا بشرب الدخان في بيته ، لا يجد سوى انه يقوم بالاتصال على المقهى وطلب الشيشة ليتم إحضارها له من خلال صبي المقهى الذي يعمل دليفري للشيشة في خلال دقائق معدودة من الطلب ، هذه العادة ليست جديدة ولكن الحقيقة أنها انتشرت بشكل ملحوظ هذه الفترة الأخيرة بشكل مبالغ فيه ، ورغم أن هناك مجهودات كبرى من قبل الحكومة الإماراتية للحد من ظاهرة التدخين بشكل عام إلا أن الأمر يزيد  في معدلاته ولا يقل ، فالذي يستدعيك للاستغراب أن الإمارات بالفعل من أكثر الدول في بلاد الخليج استيراد للتبغ ومشتقاته وعلى الرغم من أن الإمارات بالسابق كان انتشار الشيشة فيها كان يعتمد فقد على الرجال وخاصة الكبار في السن ولكن الوضع في الوقت الحالي لا يمكن أن يتم حصره على الرجال الكبار في السن فقط فلديك شباب يبدأ أعمارهم 15 عاما إلى ما فوق يقوموا بالتدخين وخاصة الشيشة ، وانتشار ظاهرة الشيشة الدليفري إلى المنازل قد جعلت التدخين يصبح منتشر إلى اكبر حد ممكن لأنه بذلك يصبح سهل المنال وبالطريقة السهلة والممتعة أكثر مما يكون الشخص متواجد على  المقهى ، فهناك كثيرا من المستخدمين للشيشة الديلفيري يؤكدون أنهم حتى وان امتلكوا الشيشة في بيوتهم فان الاتصال بالمقاهي وطلب الشيشة الجاهزة يعتبر افصل بكثير لما تقوم المقهى من إعدادها بشكل احترافي.

ربح كبير لأصحاب المقاهي
أصبح الأمر يسير بشكل احترافي في التسويق لهذه الشيشة الدليفري فكل مقهى الآن تعد عدتها بشكل رائع لتقديم الشيشة الدليفري على أعلى ما يكون ، فهناك من يقدم الشيشة على رأسين من المعسل ومنقل الفحم ، بخلاف الشكل الرائع للشيشة التي يشعر من يستخدمها انه ملك أو سلطان أو خديوي من كثرة فخامتها ، ويتم إعداد تلك الشيشة بشكل مناسب للغاية ويتم توصيلها إلى المنازل بقيمة أعلى قد تكاد تصل للضعفين وهذا ما يعتبر ربح مميز لأصحاب المقاهي.

دور حكومي ولكن ضعيف
توصلنا إلى استنتاج أن هناك دور حكومي في مواجهة التدخين بشكل عام في الإمارات، ولكن الحقيقة أننا اكتشفنا خلال البحث أمرا لا يمكن تجاهله. حاليا، يسمح للمقاهي بتقديم الشيشة سواء داخل المقهى أو خارجه من خلال خدمة التوصيل. لكن يجب أن يحصلوا على ترخيص لذلك. فمن يمتلك الترخيص، يسمح له بالقيام بذلك. لا أعتقد أن هذا هو الحل المثلى، فالأفضل كان أن يفرض حظر كامل على التدخين. يراعى هذا كله من أجل صحة المواطنين، فالصحة هي أهم شيء، ودور الدولة التوعوي هو وقف استخدام الشيشة في المقاهي بكل الطرق الممكنة. قد يسمح فقط داخل المناطق السياحية ويمنح التراخيص فقط في هذه الأماكن. هذا هو وجهة نظرنا، ونأمل أن يتم التعامل مع هذه المسألة بشكل فعال. نحن نرغب في مجتمع إماراتي متقدم صحيا وبناء وأجيالا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى