ظاهرة دوائر المحاصيل الغامضة
تثير ظاهرة دوائر المحاصيل الغامضة الكثير من الحيرة حول تفسير تشكلها وظهورها في مناطق زراعية مختلفة، وتختلف الآراء حول ما إذا كانت مصنوعة بواسطة الإنسان أو بواسطة كائنات غير أرضية تأتي من الفضاء لتوصيل رسائل معينة لللبشر .
ظاهرة دوائر المحاصيل الغامضة
تمثل دوائر المحاصيل الزراعية أشكال غريبة وغير متوقعة تظهر فجأة، وتثير بعض الحيرة والسعادة، وتظهر هذه الدوائر في عدد من البلدان في مختلف أنحاء العالم .
الظهور المبكر لدوائر المحاصيل
ظهرت دوائر المحاصيل في القرون المبكرة، ولكنها تحوي العديد من التفسيرات التي تشكك في صحتها، أو في حقيقة ظهورها بشكل طبيعي دون تدخل بشري، ومن هذه الروايات ما يلي:
في عام 1678 في إنجلترا، ظهرت هذه الدوائر المسجلة على قطعة خشبية حول حقل الشوفان، ولكن تبين أن هذه القطعة الخشبية كانت جزءًا من فلكلور خاص يسمى أسطورة `شيطان القص`، والتي تحكي قصة مزارع إنجليزي يتهرب من دفع الضرائب .
في إحدى الروايات الأخرى التي تشير إلى ظهور دوائر المحاصيل في مراحلها الأولى، والتي تعود إلى عام 1966 عندما ظهرت في استراليا في بلدة قريبة من تولي، وأبلغ المزارع الذي لاحظها أنه شاهد طبقا طائرا يصعد من منطقة معروفة بالمستنقعات. عندما ذهب للتحقق، رأى دائرة على الأرض. افترض أن هذه المركبة الفضائية هي من صنعه، لكن الشرطة أفادت أن هذه الظاهرة نجمت عن ظاهرة تشبه أسطورة شيطان القص التي ظهرت في إنجلترا، وعرفت هذه القصة بـأعشاش الصحن الطائر .
دوائر المحاصيل الحديثة
ظهرت أولى دوائر المحاصيل في السبعينيات من القرن الماضي في الريف الإنجليزي، ومن ثم زاد عددها بشكل كبير، خاصة في فترة الثمانينيات والتسعينيات .
واحدة من الدوائر الشهيرة والتي أثارت جدلا كبيرا ظهرت في إنجلترا في يوليو 1996. ظهرت دائرة معقدة على الطريق السريع في ستونهنج بريف ويلتشير. شكلت هذه الدوائر أنماطا هندسية فركتالية مدهشة وأطلق عليها اسم `مجموعة جوليا`. قد قام بتفسيرها بعض الناس على أنها ظواهر غريبة للطقس. وفي وقت لاحق، تبين أن هذه الدوائر تم رسمها من قبل ثلاثة أشخاص في وقت مبكر، ولكن لم يتم اكتشافها إلا في اليوم الثاني عندما رصدت بواسطة طائرة .
تفسيرات ظاهرة دوائر المحاصيل
ما يميز ظاهرة دوائر المحاصيل هو أنها ليست غامضة أو غير مرئية كالأشباح أو الأمراض النفسية، بل هي ظاهرة مادية ملموسة يمكن رؤيتها وملاحظتها. فهي حقيقية للغاية ويمكن التحقق منها من خلال الأدلة الخارجية والداخلية التي تقيم بناء الدوائر المادي وتصميمها وتشير إلى وجود أدلة على تكونها بفعل قوى غير بشرية من مخلوقات فضائية .
تتراوح التفسيرات من التفسيرات المنطقية العقلانية إلى التفسيرات السخيفة غير المنطقية،وتشمل بعض هذه التفسيرات:
الطبيعة
في بداية الثمانينات من القرن الماضي، كان التفسير الشائع هو أن الأشكال التي تظهر حول المحاصيل ناتجة عن نشاط جنسي للقنافذ. وأشارت تفسيرات أخرى في تلك الحقبة إلى إمكانية أن يكون سبب تكون تلك الدوائر هو قوة الرياح المحلية الدقيقة وتأثيرها على الأرض والمحاصيل. ويشير الرأي الثالث إلى أن سبب تكونها يعود إلى حقول طاقة أرضية غير مرئية وغير قابلة للاكتشاف بشكل علمي، بالإضافة إلى خطوط الطول المعروفة باسم “خطوط لي .
المخلوقات الفضائية
تم تقديم تفسيرات أخرى أيضا، حيث أشار عالم الأحياء الجزيئية هوراس درو إلى أن هذه الأشكال الغامضة التي تظهر بين المحاصيل الزراعية في مناطق مختلفة تنشأ بسبب السفر عبر الزمن والعوالم الغريبة. يؤكد أن هذه الأنماط المميزة تصنع من قبل المسافرين من كواكب أخرى في المستقبل البعيد إلى تلك المناطق، ليتمكنوا من إيجاد من يساعدهم في استكشاف كوكب الأرض. وتحمل هذه الأنماط رسائل مختلفة للبشر، ويجب فك رموزها. ومن أمثلة هذه الرسائل: `هناك خير قادم إليك` و `احذر من الكاذبين` وما إلى ذلك من الرسائل الأخرى .
تمكن هذا التفسير من إضفاء مصداقية كبيرة على دوائر المحاصيل، ومصداقية للمعنى الذي يتم استنتاجه من شكل الرموز التي تشكلت، وأثار العديد من التساؤلات حول طريقة الاتصال بهذه المخلوقات، وكيفية تفسير رموزهم ورسائلهم والأسرار الهندسية الخاصة بالسفر بسرعة تفوق سرعة الضوء، وقد جعل العديد من الأشخاص يفسرون بعض الرسائل على أنها رسائل خاصة بالعلاقات البشرية والسعادة والأمل وما إلى ذلك .
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد بعض الناس المؤمنين بهذا التفسير أن المخلوقات الفضائية هي التي تقوم بإنشاء هذه الرسائل من خلال سفنهم الفضائية الخاصة. وقد رأت مجموعة أخرى أن المخلوقات الفضائية تشكل هذه الأنماط والرموز باستخدام حزم الطاقة غير المرئية من مكان تواجدهم في الفضاء، دون الحاجة إلى الهبوط على الأرض. وهذا يوفر لهم الحاجة للسفر إلى الأرض .
التفسير الحقيقي
بالإضافة إلى المزيد من التفسيرات حول القوى الخارقة، الحقيقة المنطقية الوحيدة لهذه الظاهرة الغامضة هي أنها نتيجة لجهود البشر. لقد استمرت هذه الظاهرة في أن تكون سرا غامضا حتى عام 1991، حيث اعترف شخصان بأنهما قاما بتشكيل هذه الأشكال في حقول المزارع لسنوات طويلة كنوع من المزاح، بهدف جعل الناس يعتقدون بوجود قوى خارقة غير بشرية وكائنات أخرى التي أنشأت هذه الأنماط. وبالإضافة إلى ذلك، قام العديد من الناس بتقليدهم ورسم الدوائر داخل المحاصيل الزراعية المختلفة، على غرار ما حدث في عام 1966 .
تقول غالبية الباحثين في ظاهرة دوائر المحاصيل إن معظم هذه الدوائر صنعت من قبل المحتالين. وعلى الرغم من ذلك، هناك نسبة قليلة جدا من هذه الدوائر التي يمكن تفسير سبب وجودها، ومع وجود العديد من التفسيرات والادعاءات غير المنطقية وغير المؤكدة، فإن النباتات في بعض المحاصيل التي ظهرت بها هذه الدوائر لها خصائص غير عادية وغير طبيعية، وليس هناك طريقة علمية محددة للتمييز بين هذه الدوائر .
أهمية دوائر المحاصيل
تتشكل دوائر المحاصيل ، ونادرًا ما يتم إدخال أية أشكال أخرى بها مثل المثلثات ، أو المربعات ، بالرغم من هذا فيُمكن أن تتضمن بعض الدوائر الخطوط المستقيمة ، أو الخطوط المنحنية ، وتُعطي هذه الدوائر أشكالًا جذابة ، ومميزة تُضفي تقسيمًا منظمًا على الأرض الزراعية التي تتواجد بها .
تتميز هذه المادة بأهميتها في التمييز بين الطرق، ويمكن للأشخاص ملاحظتها في المناطق الزراعية واستخدامها لتحديد المواقع .