الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين في صلواتهم ويطوفون حولها لأداء فريضة الحج، كما أنها أول بيت وضع للناس في الأرض، وتعتبر أقدس مكان على وجه الأرض .
ظاهرة تعامد القمر
تكرار ظاهرة مصنفة كظاهرة كونية، وفي كل عام تحدث في وقت محدد في سماء مكة المكرمة، خاصة في أبريل ومايو، حيث يتزامن تعامد القمر على الكعبة المشرفة ويمكن رؤيتها بالعين المجردة من قبل المارة بالكعبة أو حولها. تحدث هذه الظاهرة نتيجة وجود الكعبة في خط 21 من النقاط التي يمر بها القمر، المعروفة بـ “حزام القمر.” وبالتالي، يحدث التعامد ويكون تعامد القمر على الكعبة ظاهرة فلكية طبيعية لا تتأثر بأي تدخل بشري. ليست لها أي تأثير على المواطنين ولا تسبب أي تغيرات، حيث تمر دون ترك أي أثر سلبي. يجدر بالذكر أنه قبل 5 سنوات، تزامن تعامد القمر على الكعبة مع تعامد الشمس في نفس الوقت، وتحدث هذه الحالة مرتين في السنة، في 27 مايو و15 يوليو. ومع تغير السنين، ستحدث هذه الظاهرة هذا العام أيضا في نهاية أبريل.
أحداث تعامد القمر على الكعبة
في تلك الظاهرة، يحدث توازن رأسي للقمر على الكعبة، ويمكن استغلال هذه الظاهرة لتحديد الاتجاه الصحيح للقبلة في المناطق البعيدة عن مكة بأكثر من ألف كيلومتر. وعندما يكون القمر في المربع الأول، يتألق بشكل رأسي فوق الكعبة في الليل، ويمكن رؤيته بسهولة من المناطق الشرقية في مكة. أما في المناطق الغربية في مكة في النهار، فيصعب رؤية القمر في هذه المناطق. وعندما يحدث توازن رأسي للقمر على الكعبة في ظاهرة فلكية تسمى التعامد، يظهر القمر على الأفق في مكة في الساعة 11:12 صباحا، ويصل إلى النقطة التعامد على الكعبة تماما في الساعة 6:24 مساء قبل أذان صلاة المغرب بـ 25 دقيقة، ويكون وجه القمر مضاء بنسبة 46%، ويكون زاوية القمر والشمس 85 درجة، وتكون المسافة بين القمر والكعبة المشرفة 402 ألف و282 كيلومتر و400 متر.
معجزة القمر
يفقد عقل من يبحث في علم الفلك أمام هول الطبيعة الجامحة التي لا تأبه أحدا. فالقمر هو الجسم الطبيعي الوحيد للأرض، ويعود ذلك إلى كونه خامس أكبر قمر طبيعي في المجموعة الشمسية، وهو الأكبر من ناحية نسبة حجمه إلى كوكبه التابع له، حيث يصل قطره إلى ربع قطر الأرض. ويعد القمر الأرضي ثاني أعلى قمر من ناحية الكثافة بعد قمر “إيو”. ويتميز القمر الأرضي بأنه الجسم الأكثر لمعانا في السماء ليلا، وهذا على الرغم من أن سطحه مظلم جدا، حيث له انعكاس مماثل للفحم، ومن السمات الكامنة للقمر كذلك تأثير جاذبيته الذي يسفر عن وقوع عمليتي مد وجزر في المحيطات، وإطالة الدقيقة نتيجة لتسارع المد والجزر لليوم. وتتسبب المسافة المدارية الحالية للقمر، والتي تقدر بثلاثين مرة قدر قطر الكرة الأرضية، في أن يبدو القمر أغلب الوقت بنفس حجمهدون تغيير في السماء.
مميزات ظاهرة التعامد
تحدث ظاهرة تعامد الشمس والقمر في مناطق محددة على الكرة الأرضية في بعض البلدان، وتتميز هذه الظاهرة بأن الشمس لا تزال فوق أفق مكة المكرمة وهي مستعدة للغروب، حيث تكون على ارتفاع 4 درجات وزاوية 259 درجة، وتكون السماء زرقاء اللون. وبعد غروب الشمس وتحول السماء إلى الظلمة، تظهر نجوم الثريا إلى جانب القمر، ويكون هناك حاجة لاستخدام المنظار لرصد الثريا من داخل المدن بسبب التلوث الضوئي الذي يعوق رؤيتها بالعين المجردة.
بفضل الموقع الجغرافي المميز للكعبة المشرفة، تتوازى الشمس والقمر والنجوم والكواكب معها في أوقات محددة، ويستفيد الناس الذين يعيشون في المناطق البعيدة عن المسجد الحرام من هذه الظاهرة في تحديد اتجاه القبلة بسهولة ودون تعقيد. عند النظر إلى القمر في تلك اللحظة، يكون ذلك هو الاتجاه نحو الكعبة المشرفة. يجب ملاحظة أن هذه الطريقة لا يمكن استخدامها في مواقع مثل مدينة جدة بسبب قربها الجغرافي من مكة المكرمة. يجب مراقبة هذه الظاهرة الفريدة في مكة المكرمة ومطابقة توقيت حدوثها وموقع القمر في ذلك الوقت، حيث يحدث التوازي الكامل، مما يؤكد دقة الحسابات الفلكية لحركة القمر حول الأرض وتحديد موقعه في السماء بدقة في ضوء التقدم العلمي.
تحديد القبلة من تعامد القمر
في كتابه العزيز، قال الله تعالى في سورة إبراهيم: `وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار`، وهذا يعني أن كل ظاهرة كونية تحدث هي مسخرة للإنسان وتعود بالنفع عليه. ومن خلال استغلال ظاهرة التعامد، يمكن استخدامها في تحديد العديد من الأمور الفلكية، مثل تأكيد دقة الحسابات الفلكية لحركة الأجسام السماوية، وتحديد موقع القمر بدقة عالية دون أي تشويش أو توتر، واستخدامها في تحديد اتجاه القبلة بسهولة في عدة مناطق حول العالم، كما فعل القدماء المصريون في معرفة تلك الاتجاهات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استغلال موقع القمر في الدول البعيدة عن المسجد الحرام، مثل معظم الدول في آسيا وأفريقيا وأوروبا، لتسهيل عملية تحديد القبلة بشكل بسيط.
أجهزة رصد تعامد الشمس والقمر
كعادته يستمر الإنسان في البحث وتقديم العديد من التجارب التي تؤهله لمزيد من المعرفة أو التقدم العلمي، فمنذ عدة سنوات قام مواطن مصري الجنسية يدعى” ثروت عبد الحفيظ “، باختراع جهاز لرصد موقع الشمس التي تدور حول الأرض ورصد التعامد الشمسي والقمري على سطح الكرة الأرضية ، ليساعد على تنفيذ تعامد الشمس على أي مكان بالعالم مثل معبد أبو سنبل، والقمر على الكعبة الشريفة”، لان هاتين النموذجين هما الأكثر تكرارا في ظاهرة تعامد الشمس والقمر، فذلك الاختراع يمكنك التركيز قبل التعامد بفترة زمنية كافية لتسجيل الحدث .
وقد تم تسجيل اختراع هذا الجهاز في مكتب براءات الاختراع المصري تحت الرقم 27009؛ لأن هذا الجهاز يلعب دورا مهما في مراقبة الظواهر الفلكية التي تحدث في الواقع. فهو يقوم برصد حركة الشمس ومكانها المتغير في كل وقت، وكذلك يرصد حركة القمر المتعامد على الكعبة الشريفة مرتين في العام، ويسجل هذا الجهاز تعامد الشمس والقمر على سطح الأرض بمختلف زوايا الميل والاتجاه والارتفاع والانخفاض وقوى التركيز، مما يساعد على تحديد الحركة الدقيقة للشمس والقمر حول الأرض. وبالإضافة إلى ذلك، يساعد هذا الجهاز في تحديد تعامد الشمس في أي وقت ومكان، مثل ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل في أسوان، وتعامد القمر على الكعبة الشريفة، ويمكن تنفيذ هذا العمل في أي مكان في العالم، مما يثبت أن الأرض هي المركز الذي يدور حوله الشمس والقمر، وينفي نظرية أن الأرض تدور حول محور لها حول الشمس.