صحة

ظاهرة الدموع

تعتبر الدموع رمزًا للنبل الإنساني ومن أهم مظاهر التعبير عن المشاعر. فهي تحمي القرنية وتعالج الاكتئاب وتجعل العين جميلة، ومن لا تدمع عيناه يصاب بجفاف العين، ويمكن علاج هذه المشكلة باستخدام القطرات .
فكيف تحدث الدموع؟
الغدة الدمعية الموجودة في طرف العين الخارجي هيا المسؤولة عن افراز الدموع ثم فتحتان دقيقتان في نهاية كل جفن من ناحية الأنف يخرج من كل فتحة قناة رفيعة تلتقيان في الكيس الدمعي في أعلى الأنف.. ثم فتحة من الكيس الدمعي من أسفله تفتح على الأنف من الداخل.. خلق الله هذا الجهاز الدقيق العجيب ليؤدي وظيفته كما أراد الله له أن يعمل بدقة غريبة ، حيث تفرز الدموع من الغدة الدمعية ثم تسير فوق سطح المقلة وبالذات فوق القرنية في اتجاه واحد ناحية الفتحة الرفيعة الموجودة في الجفون ، لتصب في الكيس الدمعي ثم إلى الأنف عن طريق القناة الموصلة ما بين الكيس الدمعي والأنف
بما أن أحاسيس الإنسان ومشاعره وعواطفه لا تدخل تحت هذه القيادة ، ولكن لها قيادة خاصة وأيضا في مخ الإنسان ، قيادة خاصة تتحكم في مشاعره وعواطفه ، ومن هنا تجد الدموع الغزيرة التي تحدث في الحزن أو الفرح أو البكاء أو الغضب أو الانفعال لأي من الأسباب التي تمس مشاعر الإنسان وعواطفه
عادةً ما نبكي عندما نشعر بالألم أو الفرح، ولكن هل هناك أوقات أخرى يمكننا فيها البكاء؟
ا
نواع الدموع(مسمياتها)
الدموع الاساسية:تفيض هذه السوائل من عيون جميع البشر، وتفرزها الغدة الدمعية بانتظام وتصرفها من العين عبر مجرى الدموع، وتتسلل إلى داخل الأنف والحلق .
يستخدم لغسل العين والحفاظ على القرنية بيضاء خالية من الشوائب.
دموع التماسيح:هي الدموع الغادرة التي يتصف صاحبها بالغدر، فمن المعروف عن التماسيح أنها بعد أكل فريستها، تطفو على السطح وتفتح فمها لتقوم بعض أنواع الطيور بتنظيف أسنانها من بقايا اللحوم التي ابتلعتها. وهنا تدمع عيون التماسيح من شدة الشعور بالنشوة والرضا والاسترخاء، وليس من ندم على ما فعلت. وهكذا يطلق على الدموع المزيفة اسم “دموع التماسيح”؛ لأنها دموع لا تعبر عن عاطفة أو حزن أو ألم، بل هي عادة تتبعها لطلب مصلحة أو الهروب من مأزق.
دموع الالم الجسماني:تنتج هذه الدموع نتيجة للألم الجسدي، بما في ذلك ألم الأسنان والمغص الكلوي والكسور وغيرها، وتعبر عن شدة الألم الذي يعاني منه الشخص الذي يفرزها.
دموع الندم:فحينما يفقد الانسان شيئا ثمينا كان في متناول يده ولم يتمكن من المحافظة عليه ,وحين تضيع سنوات العمر هباء في الوصول الى هدف ,ثم نكتشف في النهاية انه سراب في لحظة الصحوه و اكتشاف ضياع هذا الشي حينئذ يشعر الانسان بالندم عما فات فيذرف الدموع وهذا قد يكون اقسى نوع من انواع الدموع التي قد تعرض صاحبها لحالة اكتئاب شديدة.
هل للدموع فوائد أخرى غير تنظيف العين والتعبير عن الشعور الداخلي، أم أنها مجرد شعور حسي يفرزه الغدة الدمعية فقط؟ وماذا لو لم يكن للإنسان دموع في عينيه؟ وهل توجد للدموع دور آخر غير البكاء؟

فوائد الدموع
-الوظيفة البصرية: تعتبر وظيفة الدمع الأساسية الحفاظ على صحة القرنية وسد الفجوات بين خلايا السطح القرني
-وظيفة دفاعية وقائية:،يمكن أن تتم إذابة الجراثيم بحيث لا يكون لديها القدرة على التكاثر، مما يحافظ على سلامة العين رغم تعرضها للجراثيم والعوامل الضارة العضوية الموجودة بكثرة في الهواء.

-راحة للنفس:يجد الكثير منا الراحة في البكاء والتخلص من الضغوط النفسية، حيث يبكي المهموم والمحزون والمتألم والتائب فيشعر بالارتياح والتخفيف.

-وظيفة حسية:يمكن اعتبار أولئك الأشخاص الذين لا يبكون عديمي الإحساس والمشاعر، وربما يكونون أكثر عرضة للتجبر والقسوة في القلب. ولذلك، يصعب علينا عدم البكاء عندما نشاهد مشاهد العنف في كل مكان، وخاصةً عندمشاهدتنا للأطفال المنكوبين في كل مكان
لا يجب أن نخجل من البكاء، ففيه شفاء وعلاج للعديد من الأمراض.
قد تكون الدموع أيضًا علامةً على مرضٍ يحتاج إلى علاج، إذا كانت كثيرةً وغير مبررةٍ

علاج كثرة دموع العين
ترافق العينين الدامعتين عموماً التهابات مثل العين الوردية (الملتحمة). وقد تنجم أيضأ عن حساسيات، مثل الحساسية تجاه المواد الحافظة في قطرات العيون، أو محلول العدسات اللاصقة وقد تمرض العين بالتهاب الجفن,دخول جسم غريب في العين ,حمى القش او الحمى الصفراء,التهاب قناة العين الدمعية,حالة شعرة العين(احتكاك رموش العين),تهيج القرنية
وهناك بعض الادوية لمعالجة هذه الحلات التي تنتج عنها كثرة في افراز الدموع التي قد تكون مضرة اذا لم نلحقها بعلاج فعال مثل مضادات الهيستامين,مسكنات الالم,والادوية الكميائية وقطرات العيون,ولكن يمكن العناية بها من جانب اخر في المنزل غير الاستخدام الكميائي وحمايتها من التعرض لهذه الامراض

الوقاية من امراض العين(كثرة الدموع)
ضع مادة مدفأة على الجفنين المغلقين مرتين يوميا لمدة 10 دقائق
-لا تقم بفرك العين بيد متسختين
– استبدلي الماسكارا وأنواع أخرى من مستحضرات التجميل كل 3 أشهر، ونظفي العدسات اللاصقة وأدواتها بانتظام.
ينصح بإجراء فحص كل 6 أشهر للعين، حيث يمكن حدوث تغيير في معدل الرؤية
ينصح بارتداء النظارات الشمسية لحماية العينين من الأشعة الضارة للشمس
تنظيفها يومياً باستخدام الماء المعقم أو بالقطرة الخاصة
ينصح بوضع مسافة بين العين والتلفزيون أو الحاسوب لتجنب تعريضها للضعف النظري الذي يمكن أن يؤدي إلى فرك العين وزيادة الدموع

دراسات ظاهرة الدموع:
 الاشخاص الذين لا يبكون اكثر عرضه للاكتئاب
ألقى أحد الباحثين البريطانيين الضوء على السبب الرئيسي الذي يجعل البشر يذرفون الدموع ويبكون ويتألمون، حيث أشار إلى أن ظاهرة البكاء الفريدة التي يميزها الإنسان قد استخدمها للتواصل بالمشاعر مع الآخرين قبل ظهور اللغة. وأكد من خلال دراسته أن وظيفة ذرف الدموع هي ترطيب مقلة العين ومحاربة العدوى بشكل طبيعي، وأن الأشخاص الذين لا يبكون أكثر عرضة للإكتئاب.
– في الدموع مسكن للالم
اشارات دراسات اجريت في معامل الابحاث النفسية في ولاية نيسوتا ان البكاء مهم جدا للانسان وقد يقضي على الاصابه بالامراض مثل الصداع والتوتر وأن البكاء أسلوب طبيعي لإزالة تأثير المواد الضارة من الجسم .ويؤكد العلماء المتخصصون أن البكاء يزيد من عدد ضربات القلب ويعتبر تمريناً مفيداً للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين وعند الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى طبيعتها وتسترخي العضلات وتحدث حالة شعور بالراحة كما أن الدموع تحتوي على مواد كيميائية مسكنة للألم يفرزها المخ.

دموع المرأة مصدر قوتها!!
درست النفسية الدموع والبكاء لفهم فوائدهما النفسية والسلوكية عند الأفراد، وركزت بشكل خاص على النساء والأطفال الذين يتميزون بالضعف والحساسية في تعاطيهم مع المواقف المختلفة. في المجتمعات الشرقية، يعتبر بكاء النساء أكثر شيوعا من الرجال، وهذه إحدى خصائص تميز المرأة عن الرجل، حيث يمكن أن يكون ضعف النساء مصدرا لقوتهن في التحكم في مشاعر الآخرين وتوجيه سلوكهم بالتعاطف. لاحظت الدراسات أن النساء أقل عرضة للإصابة بأمراض العيون مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك إلى أن النساء يبكين أكثر من الرجال.

الفرق بين الدموع والحزن
يفرق الأخصائيون النفسيون بين الحزن والدموع، حيث إن الحزن يزيد من خطورة الأمراض النفسية التي تؤثر على الصحة العامة مثل رفع ضغط الدم وإصابة العين بارتفاع في الضغط ونزيف في الشبكية؛ لأن الفص الأيسر من المخ وهو المركز الأعلى لمناعة الجسم، يتأثر بالانفعالات التي تؤدي إلى إضعاف مناعة الجسم والإقلال من وجود مضادات الأجسام، كما يؤدي الحزن أيضا إلى انقباض وتقلص عضلات الوجه، مما يعجل بظهور علامات الشيخوخة،بينما تأتي الدموع لتخرج ما بداخل النفس من هموم، التي يؤدي كبتها إلى إصابة الفرد بحالة من الحزن، فتقوم الدموع بإخراج الشحنة الانفعالية المكبوتة داخل النفس، وتعكس الحقيقة المكبوتة، في وسيلة للتواصل السلوكي بين الأفراد وهي نوع من أنواع التعبير عن المشاعر الانفعالية، سواء كانت مشاعر حزن أو فرح، ورغم أن البكاء سلوك انفعالي عاطفي إلا أنه يساعد في تطهير العيون من الميكروبات ويخفف من قسوة الإنسان على نفسه وكبته لما بداخله من مشاعر وأحاسيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى