طريقة دفن الميت و صيغة التعزية
يجب على المسلم معرفة كيفية دفن الميت، إذ أنها من الأمور الهامة، كما يجب عليه الإلمام بطرق التعزية والمواساة، وذلك لأنها من الأمور المستحبة في ديننا الحنيف، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “من عزى مصابًا فله مثل أجره”، وهذا ما رواه ابن ماجة والترمذي .
طريقة دفن الميت
أولا : حفر القبر
في فن الموتى، يتم حفر القبر على شكل لحد، واللحد هو حفرة في الأرض ذات عمق كبير وطول وعرض مناسب يواجه القبلة، حيث يكون عمق الحفرة مساويا لطول رجل بالغ متوسط القامة، ويقول بعض الروايات أنها تكون بطول رجل بالغ حتى الصدر .
ثانيا : وضع الميت في القبر
يستحب إدخال الجثة إلى القبر بساقيها أولا، ولكن إذا كانت هناك صعوبة شديدة في ذلك فيمكن إدخاله بأي جزء فيه، وعند وضع الجثة في القبر يجب أن تكون باتجاه القبلة، ويجب أن يوضع الميت على جانبه الأيمن، على أن يكون وجهه موجه ناجية الجدار الأيمن للقبر، ويتم إسناد ظهره بالطوب حتى لا يسقط على ظهره، ويتم وضع حجر صغير تحت رأسه أو عنقه، على أن يكون هذا الحجر سليم وغير مدبب، وعلى خلاف الفعل السائد، لا يجب شق الكفن عن الميت، لا عن وجهه ولا عن أي عضو من أعضائه، حتى يظل الميت بطهارته بعد الغسل، لكن ما يجب فعله هو فك العقد عند كلا من الرأس والقدمين، ويجب على من يحمل الميت أن يحمله برفق، ويدخله القبر برفق، دون تعرضه للأذى والخدش .
ثالثا : إغلاق القبر على الميت
بعد وضع الميت بالطريقة التي شرحناها، يتم وضع الطوب أولا على اللحد لمنع سقوط التراب على وجه الميت أثناء إهالته. ويجب تجنب استخدام الأخشاب أو الطوب المحروق، لأن ذلك مكروه. بعد ذلك، يتم إهالة التراب على القبر لحمايته من الأذى. من المستحب أن يكون القبر مرتفعا عن الأرض الطبيعية بمقدار شبر واحد. ثم يتم رش قطرات الماء على هذا التراب لتثبيته في الأرض. ومن المكروه جدا ما يقوم به بعض الأشخاص من كتابة على قبور الموتى أو تزيينها وطلائها أو زراعة الزهور عليها. ويتم تحديد حجم القبر بتحيطه بحجر أو حصة .
صيغة التعزية
أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم التعزية وقت الدفن وبعدها، ولعل أفضل ذلك ما جاء في الصحيحين وغيرهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله لبنته عند وفاة ابنها : ” إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب، وبالطبع هناك ألفاظ أخرى يمكن استخدامها، مثل : عظم الله أجركم، أحسن الله عزاءكم، غفر الله لميتكم، ويمكن للشخص الذي تم تعزيته أن يرد قائلا : جزاك الله خيرا .
وعندما دخل النبي على أم سلمة رضي الله عنها بعد وفاة أبي سلمة، قال: `اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع منزلته في المهديين واجعل خلفه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، ووسع قبره وأنره`. وعندما عزاه النبي صلى الله عليه وسلم في وفاة أبيه عبد الله بن جعفر، قال: `اللهم احفظ جعفرا وأهله، وبارك لعبد الله في صفقته اليمنى`. وكرر النبي هذا الدعاء ثلاث مرات. وقال القرافي عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام إنه كان يقول عند التعزية: `بارك الله لك في الباقي وأجرك في الفاني` .
وقت العزاء ومدته
رد فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عندما سئل : هل يعتبر تخصيص أيام ثلاثة للعزاء لأهل الميت من الأمور المبتدعة ؟ وهل هناك عزاء للطفل والعجوز والمريض الذي لا يرجى شفاؤه بعد موتهم ؟ فقال : ” التعزية سنة لما فيها من جبر المصاب والدعاء له بالخير، ولا فرق في ذلك بين كون الميت صغيرا أو كبيرا، وليس فيها لفظ مخصوص بل يعزي المسلم أخاه بما تيسر من الألفاظ المناسبة مثل أن يقول أحسن الله عزاءك، وجبر مصيبتك، وغفر لميتك إذا كان الميت مسلما، أما إذا كان الميت كافرا فلا يدعى له، وإنما يعزي أقاربه بنحو الكلمات المذكورة، وليس لها وقت مخصوص ولا أيام مخصوصة، بل هي مشروعة من حين موت الميت قبل الصلاة وبعدها، وقبل الدفن وبعده، والمبادرة بها أفضل في حال شدة المصيبة، وتجوز بعد ثلاث من موت الميت لعدم الدليل على التحديد ” .