البداية في تعليم أي شيء تمثل أصعب الخطوات دائما، حيث تكون كوضع الأساس، فمثلا عند بناء المنزل، تكون مرحلة رمي الأساس له أصعب مراحله، وبالمثل في تعليم الطفل القراءة والكتابة، فإن الخطوة الأساسية هي تعليم الحروف الهجائية، والتي تمثل أصعب وأهم خطوة في تعليم الطفل القراءة والكتابة. ولنكن متفهمين أن المدرسة أو الحضانة ليست المصدر الوحيد لتعليم الطفل، فيجب أن يكون المنزل جوار المدرسة في العملية التعليمية، وتستطيعون البدء مع أطفالكم في عملية التعليم للتعرف على الحروف الهجائية من عمر سنتين أو ثلاث سنوات، ولكن يكون التعلم في هذه المرحلة سمعيا فقط، ولن يتم الضغط على الطفل لتعلم كتابة الحروف، فمرحلة تعلم كتابة الحروف بالنسبة للطفل تبدأ بعد سن الرابعة لأسباب عدة، منها إمكانية يد الطفل ورسغه من استخدام والتحكم بالقلم، وكونها واحدة من الوسائل المساعدة على تقوية رسغ ويد الطفل، ويمكنكم مساعدته في ذلك بألعاب الصلصال .
كيف نعلم أطفالنا الحروف والأحرف الأبجدية؟
هناك أكثر من طريقة يمكننا اتباعها لتعليم أطفالنا الحروف الهجائية، وتتمثل هذه الطرق في ما يلي .
الطريقة الاولى : التعلم من خلال الألعاب والقصص .
يوجد بالأسواق او حتى بالإنترنت العديد من الكتب و الفيديوهات التي تقدم الحروف الهجائية على شكل قصص و ألعاب و وسائل عرضها متعددة و متنوعة فيمكنك عرضها للطفل على الكمبيوتر او على الهاتف او حتى في شكلها في القصص في الكتب الورقية مع صورها الملونة التي تجذب الأطفال لرؤيتها و التعرف عليها , و لكن يجب أن تقومي بسردها للطفل بطريقة جذابة حيث يتعرض الطفل اليوم للعديد من عوامل التشتيت و لفت الإنتباه و تعتبر هذه الطريقة مناسبة جدًا للكثير من الأطفال حيث تجمع بين اللعب و الترفيه و التعلم فالطفل يسمع قصة و يتعلم , يلعب لعبة و يتعلم .
الطريقة الثانية : – الأغاني و الأناشيد .
يحب الأطفال كثيرًا الأغاني و الأناشيد و قد إنتشر مؤخرًا الكثير من قنوات الأطفال التي تعرض الأغاني و الأناشيد الخاصة بالأطفال و نلاحظ مدى حب الأطفال لهذه الأغاني و الأناشيد و كيف يقبلون عليها و يحفظونها بسهولة , لذا فيمكن إستغلال هذه المحبة بتحفيظ الطفل الحروف الأبجدية عن طريق أغاني من هذه النوعية و مع حفظه للأغاني الخاصة بالحرف يتم تعريفه بشكل الحرف بالصور الخاصة بشكل الحرف مما يساعد على تثبيت الحرف بذاكرة الطفل و في الأغاني يكون هناك كلمات تضم الحرف المطلوب حفظه و تعلمه و توضح شكل الحرف في أول و وسط و آخر الكلمة .
الطريقة الثالثة : اختبار وتحفيز ذاكرة الطفل من خلال الأشياء المحيطة به .
قومي بجعل تعليم الطفل مرتبطا بالأشياء المحيطة به، بحيث يصبح تعلم الحروف جزءا من حياة الطفل وحركاته. لا يكون هناك وقت محدد للدروس والتعليم، بل يمكن تعليمه في أي وقت وفي كل وقت. قومي بتعريف الطفل بأسماء الأشياء، وعند تعليمه أسماء الأشياء، علميه بالحرف الذي يبدأ به تلك الكلمة. مع التقدم، يمكننا أن نبدأ في تعليمه موقع هذا الحرف في الكلمة، هل هو في البداية، الوسط، أم النهاية. وبهذه الطريقة، يصبح تعليم الحروف جزءا من نمط حياة الطفل .
إن السبل السابقة في مجملها تعتمد أساسا على تقريب الحروف لعقل الطفل باستخدام الصور أو الأشياء المحيطة به أو الأغاني والأناشيد المصورة، وأثناء تحفيظه شكل الحرف في البداية بشكل أساسي ومنفرد، نقرب له شكل الحرف باستخدام أشكال مشابهة له، مثل حرف (أ) نقول له أنه يشبه النخلة، أو حرف (ث) يشبه طبقا ويحتوي على ثلاث حبات من الفاكهة، وهكذا، ثم نتقدم تدريجيا وفقا لكل طريقة من السبل لتعليمه شكل الحرف الأول والوسط والأخير في الكلمة. يجب أن تكون الكلمات أو الأسماء المستخدمة حول الطفل، حتى يكون من السهل عليه تذكرها. قدموا عناصر التشجيع للطفل للتعلم، مثل إعطائه حقيبة وكراسة وقلم خاص مثل إخوته الكبار إذا كان لديه إخوة. لا تضغطوا على الطفل، وخاصة عندما يكون صغيرا، لكي يتعلم الكثير من الحروف في يوم واحد. حددوا أنتم قدرة أطفالكم وتعاملوا وفقا لذلك، ولا تقلقوا إذا كانت قدرة الطفل في المراحل العمرية الصغيرة قليلة في التحصيل، فغالبا ما ليست قدرة الطفل في هذه المراحل المقياس المناسب لتحديد قدراته الحقيقية. جربي السبل المختلفة مع طفلك وحددي السبل الأنسب التي يفضلها طفلك واتبعيها في تعليمه. ابدأي بتعليم الحروف بالفتح ثم انتقلي للعلامات الأخرى، ستكون سهلة التعلم .