اسلاميات

طريقة تطيب النبي

يدعو الإسلام إلى التطيب لأنه جزء من النظافة، وهي واجب شرعي له قدسيته وإلزامه، وهناك سُنن صدرت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فقه النظافة التي يجب اتباعها. فما هي طريقة التطيب التي اعتاد عليه النبي؟

جدول المحتويات

الزينة والتطيب لغة وشرعاً

  • الزينة هي ما يستخدمه الإنسان للتزين، وهي مصطلح شامل يشمل كل ما يستخدم لهذا الغرض.
  • وشرعاً ذكرت الزينة في مواضع قرآنية كثيرة ، أبرزها : يقول الله العظيم في القرآن الكريم `قل من حرم زينة الله التي أخرجها لعباده والطيبات من الرزق`، وقد فسّر الزمخشري ذلك بأنه يشمل اللباس وكل ما يتجمل به المرء.
  • نظرًا لأن الإسلام يعتبر دينًا للنظافة والطهارة والنزاهة والجمال، فإن الزينة تمثل وسيلة لإرضاء الخالق عز وجل، وهي ضمن الآداب التي وضعها الدين الإسلامي الحنيف كمرشد لنا، وجعلها من الصفات السامية والرفيعة للمسلمين.
  • فيما يتعلق بشرعية التزيين، فإن التزيين مباح باستثناء ما خرجه الشرع عن درجة الإباحة، أي ما منعه الشريعة الإسلامية ونهت عنه.

يعد التطيب من الزينة المستحبة في بعض الأوقات، وهي في الأوقات المحددة

  • يوم الجمعة.
  • عند حضور صلاة الجماعة.
  • عند حضور مجالس العلم.
  • وعند الذكر.
  • عند قراء القرآن.
  • عند الإحرام (عمرة أو حج).
  • في العيدين( عيد الفطر، وعيد الأضحى).

والتطيب هو أمر تحبه الملائكة، وتنفر منه الشياطين؛ تماماً مثلما تحب الأرواح الطيبة الروائح الطيبة، وتنفر الأرواح الخبيثة من الروائح الخبيثة. يُضاف أن الرائحة الطيبة هي صديقة أطهر أمانات الله عز وجل على الأرض وهي الروح، والروح هي مطية القوى، والقوى تزداد بكل ما هو طيب، وطِيب.

يعمل الطيب على تحسين عمل الدماغ والقلب وتسهيل تدفق الدم إلى الأعضاء الباطنية وتسهيل النفس وإثارة البساطة في الروح، لأنه يعد من الأشياء الأقرب إلى النفس والأصدق والأكثر قرباً لها. يعرف الطيب بأنه كل ما يستمتع به الإنسان من روائح وأطعمة ومشروبات، ويمكن أن يشمل الطيب العطور والبخور والعود وغيرها.

  • ذُكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الطيب ينبعث من راحته بشكل دائم، حتى إذا مسح بها رأس طفل فإن الرائحة تدوم فيه، وإذا مر بها شخصٌ ما فاشتم رائحتها عرف أنها راحة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسَّها الناس بأيديهم ليستشعروا الطيب الذي ينبعث من راحة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • كان يعرف المسلمون أن هذا الطريق قد سلكهه النبي صلى الله عليه وسلم برائحته الطيبة، ويذكر أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم مكان يتطيب فيه، والسكة هي مزيج من الطيبات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب تطيب نفسه بالعود والمسك والعنبر.
  • وذكر في السنة النبوية الشريفة أن من أُتيحت له فرصة تقديم طيب لا يرده، فإنه خفيف الحمل أي لا يثقل على صاحبه.

طريقة تطيب النبي

  • كان صلوات الله وسلامه عليه، يحب الطيب، ويأمر به في الأوقات المستحبة وعلى رأسها يوم الجمعة، وفي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم “منِ اغتسل يومَ الجمعة فأحسنَ الغُسْل، وتطهَّر فأحسَنَ الطُّهور، ولبِسَ مِنْ أحسن ثيابه، ومَسَّ مَا كتَبَ الله له مِنْ طيبِ أوْ دُهْنِ أهله، ثُمَّ أتى المسجد، فلم يَلْغُ، ولم يُفَرِّقْ بينَ اثنينِ، غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأُخْرى“.
  • يعتبر الاستجمار بأنواع البخور والعود من السنة النبوية الشريفة، ويمكن استخدامه على الثياب وتحت الإبط وعلى اللحية. ويعني الاستجمار استخدام البخور أو العود للتطيب والتبخر، ويمكن استخدام الألوة، وهو نوع من العود، في التبخر.
  • وروى مسلم عَنْ نَافِعٍ قَالَ : كان ابن عمر يستخدم الألوة في استجمامه، وكان يستخدم الكافور مع الألوة. ثم يقول: “هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستجمر .
  • إذا كانت الرائحة الطيبة تحل مكان التطيب، وزالت الرائحة الكريهة أو الخبيثة غداً، فهذا يعتبر تطيبًا أو استجمارًا، ويثبت هذا الأمر السنة النبوية الشريفة.
  • وفقًا لطريقة التطييب، فكل ما يحول رائحة كريهة إلى رائحة طيبة جائز ولا يحرم.

تطيب وتعطر المرأة

لجواز تعطر المرأة حالتين، يختلفان باختلاف الموقف ، إلا وهما :

  • يعد استخدام التطيب أو العطور للزوج من أسس وآداب الحياة الزوجية الجيدة، حيث يشجع على زيادة المودة وتأكيد المحبة بين الزوجين، ويعكس الاهتمام بكل ما يحب الطرف الآخر فيه.
  • ذكرت وصايا نساء العرب القديمة تحذيرًا للزوجات بألا يلقي أزواجهن النظر إليهن بأي شيء غير جميل، أو أن ينتقد الزوج أي رائحة كريهة منهن.
  • يشير المناوي إلى أن من أسباب زيادة المودة والحب بين الزوجين هو استخدام العطر، فرؤية الشيء الجميل وشم العطر الجميل يزيد من تأثير الصورة في القلب والوجدان، مما يؤدي بالتالي إلى زيادة المحبة.
  • أما الحالة الثانية التي يستخدمها النساء في الظهور بمظهر جذاب قبل الخروج من المنزل، فهي حرام لأنها تستدعي الفتن وكل ماهو مدعاة للشر، ونبينا الكريم قد أغلق أبواب الفتن، وأكد على ضرورة سلامة قلب المسلم ونقاء قلبه وطهارته.
  • لذلك، تعد تطيب النساء أمام غير المحارم من الأمور المرفوضة شرعًا، حيث يحث استنشاق الرائحة الطيبة المرضى النفسيين على القيام بما حرمه الله، والمرأة التي تسعى إلى ذلك مثل تلك التي تحث على ارتكاب فاحشة الزنا، والعياذ باللله.
  • إذا كانت المرأة تحمل رائحة طيبة، فلا يمكنها الخروج للصلاة الجماعية إذا توقعت أن يمر رجال في طريقها، لأنه بسبب رائحتها الجميلة قد يشتمونها وتتحمل الخطأ هي.
  • لذلك، فإن الالتزام بالمرأة في منزلها ضروري حتى تخفي رائحتها إلى حد يتجنب لفت انتباه الرجال إليها، وهذا أمر شرعي ضروري.

جواز التعطر لمنح آثار الحر

  • انتشرت فتوى تجيز استخدام العطور والمعطرات كحماية من الآثار السلبية للأجواء الحارة، وعلى رأسها رائحة العرق والإفرازات، وذلك وفقًا للأصول الشرعية، وهي متاحة للرجال والنساء.
  • فما دام الأصل في التطيب هو زوال المكروه، ومادامت هناك ضرورة للوجوب التخلص من هذه الرائحة التي قد تنتج عن ظروف خارجة عن إرادة الإنسان الازدحام، أو العمل المرهق، ومن المعروف أن الأجواء الحارة هي الأجواء التي يزيد فيها تعرق الإنسان كضرورة فسيولوجية حيوية ناتجة بذل المجهود وتولد الطاقة، فالتطيب حينها واجب.
  • نلاحظ انتشار المنتجات النسائية التي تساعد على إزالة جميع الروائح غير المرغوب فيها دون التسبب في خوص العطر النفاذة التي تجعله يدخل في إطار الحرمانية؛ مثل المخمرية ومسك الطهارة على سبيل المثال.
  • يعتبر صابون الجسم المعطر، سواء كان صلبًا أم سائلاً، من الروائح الجميلة والتي لا تسبب ضررًا إذا استخدمت بحذر وتركت الجسم بحالته الطبيعية والنظيفة، ورائحته جميلة.
  • كان فرك بعض مناطق تجمع العرق في الجسم بالمسك، وتطييب رائحة الفم بالسواك من الأمور الحبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يضر استخدامهما.
  • استخدام النباتات العطرية أمر طبيعي ومحبب، فمثلاً، استخدام النعناع يعد من الأمور المحببة، وثبت علمياً أن تناول كل ما يفيد الجسم من طعام أو شراب يحسن من رائحة ما يخرج من الجسم أثناء عملية الإخراج.
  • إن تذكيرنا بأن الحفاظ على النظافة والتمتع برائحة طيبة في الفم والجسم والملابس يعد من الأمور الحميدة والمستحبة في الإسلام، وهي من علامات قوة إيمان المسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى