طريقة تحويل نفايات البلاستيك إلى مواد كيميائية مفيدة

يعتبر البلاستيك من المواد متعددة الاستخدامات؛ فهو يستخدم في عدد كبير جدا من الصناعات والمنتجات الهامة، ومع ذلك، تتسبب النفايات البلاستيكية في تلويث البيئة وانتشار الأمراض. وعلى الرغم من وجود بعض الطرق لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، إلا أن العديد منها لا يمكن إعادة تدويره ويسبب تلوثا بيئيا خطيرا. ولذلك، سعى العلماء لايجاد طريقة جديدة لتحويل النفايات البلاستيكية إلى مواد مفيدة وغير ضارة .

نفايات البلاستيك وأضرارها

يمكن إعادة تدوير بعض أنواع البلاستيك وإعادة استخدامها مرة أخرى في إنتاج الأغراض الأكثر فائدة، ولكن من الناحية الأخرى، هناك بعض أنواع النفايات البلاستيكية التي لا يمكن إعادة تدويرها، ومن أشهرها الأكياس البلاستيكية المستخدمة على نطاق واسع في محلات التجارية والمطاعم وغيرها. حاول العلماء مرارا وتكرارا التخلص من هذه النفايات عن طريق حرقها أو دفنها في التربة، ولكن هذه الطرق لم تفلح في إخفاء أثرها الضار على البيئة .

وأشار بعض الخبراء إلى أن الأكياس البلاستيكية غير قابلة للتحلل. وبالتالي، وصولها إلى التربة يؤثر سلبا على نمو النباتات ويمنع وصول المركبات الغذائية. كما أن تناول الحيوانات والكائنات البحرية للأكياس البلاستيكية يسبب انسدادا معويا بسبب عدم قدرتها على الهضم داخل أجسامهم، مما يؤدي إلى موتها. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي ذلك أيضا إلى تراكم المواد السامة في أجسامهم، وهذه المواد تنتقل فيما بعد إلى الإنسان عند تناول لحوم هذه الحيوانات وتسبب الأمراض. ويجب ألا نحرق هذه الأكياس، لأن ذلك يؤدي إلى تصاعد الأبخرة الضارة إلى الغلاف الجوي ويسبب الاختناق وأمراض الجهاز التنفسي، ويسبب العديد من الأضرار الأخرى التي لا تعد ولا تحصى .

تحويل نفايات البلاستيك إلى مواد مُفيدة

نظرًا إلى تنامي مشكلة عدم القدرة على التخلص من النفايات البلاستيكية بشكل امن ؛ تم إجراء العديد من الأبحاث الحديثة للوصول إلى حل نهائي لها ؛ وفي إطار ذلك ؛ أشارت إحدى الدراسات الحديثة التي نُشرت في شهر ديسمبر الجاري إلى أن فريق بحثي في سنغافورة تمكن من إعادة تدوير نفايات البلاستيك وتحويلها إلى حمض الفورميك مُتعدد الاستخدامات والذي يُمكن استخدامه أيضًا في في محطات توليد الكهرباء من أجل إنتاج الكهرباء .

يتم الاعتماد في عملية تحويل نفايات المواد البلاستيكية إلى حمض الفورميك Formic Acid على استخدام إحدى المواد الكيميائية المحفزة، والتي لا تضر بالبيئة ولا تتطلب تكلفة عالية في نفس الوقت .

أشار الفريق المشارك في هذه الدراسة إلى أنهم مزجوا نفايات البلاستيك مع مادة كيميائية محفزة حتى تحولت إلى سائل، ثم عرضوها للضوء الصناعي الذي يحاكي ضوء الشمس. وفي غضون ستة أيام، تم تحطيم البلاستيك وتحويله إلى حمض الفورميك .

وقد أشار فريق الدراسة إلى أنه يأمل في أن يتم تطبيق هذه الدراسة في ضوء الشمس الحقيقي من أجل تحويل أكبر قدر ممكن من نفايات البلاستيك إلى مواد كيميائية مُفيدة ونافعة ؛ وخصوصًا أن البلاستيك يُعتبر أحد أكبر عوامل تلوث البيئة ، ولا سيما أيضًا أن نتائج هذه الدراسة لن تُفيد في التخلص من هذه النفايات بطريقة امنة فحسب ؛ بل لأنها أيضًا سوف تُساعد على إنتاج الطاقة الكهربائية بسهولة ويسر ودون تكلفة .