كيفمنوعات

طريقة التغلب على الخوف

الخوف هو شعور مزعج وقوي تجاه نوع من المخاطر، وقد يكون هذا الخطر حقيقيا أو مجرد وهم. يعتبر الخوف أحد أكبر وأهم أعداء الإنسان، حيث يسبب حالات الفشل والعديد من الأمراض التي تصيب الإنسان. ويمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسيين
يتمثل الخوف الموضوعي أو المنطقي في الخوف من وجود خطر أو تهديد حقيقي يمثل خطرًا على الإنسان نفسه أو عائلته .
الخوف الغير موضوعي أو غير منطقي أو غير مبرر (الرهاب) هوحالة مرضية تتميز بخوف غير مبرر من شيء خيالي أو أشياء لا تشكل تهديدًا، وهذه الحالة تعتبر خوفًا مرضيًا وتتفاوت درجاته .

دعنا نتحدث هنا عن رغبة الإنسان في التطور أو التغيير أو الانتقال إلى مرحلة جديدة، وهذا يتضمن تجربة نوع من المغامرة. عندما تتجه نحو تجارب جديدة ومستوى من الغموض، لماذا لا يسعى الجميع بنفس القدر لاتخاذ تلك الخطوات في حياتهم؟ أعتقد أن الإجابة النموذجية لهذا السؤال هي الخوف، الخوف هو العقبة التي تعيق تقدمنا وتعوق سعينا. يجب علينا أن نتجاوزه .

أولًا يجب أن نعلم أن قدر من الخوف يعتبر شئ طبيعي فأنت مقدم على المجهول و على تجربة او مغامرة جديدة لذا فمن الطبيعي الشعور بالخوف لكن الغير طبيعي أن تصل حدة هذا الخوف الى الحد الذي يمنعك من التقدم , من الإرتقاء , من التغيير فمن الطبيعي أن تتغير حياتنا و تتطور تبعًا لمراحل حياتنا و لمتطلباتنا .

كيف يمكن التغلب على خوفنا في هذه الحالة؟
1- تعرف على مخاوفك .
عادةً ما تبقى المخاوف مكتومة في العقل اللاواعي، لذلك، تتمثل أول خطوة في التغلب عليها في الاستحضار، أي جلبها من العقل اللاواعي إلى العقل الواعي لتسهيل التعرف عليها وبالتالي المواجهة. أما ما لا تعرفه، فلن تكون قادرًا على مواجهته أبدًا .
2- مواجهة المخاوف .
انت قمت بالخطوة الاولى إستحضرت مخاوفك الى عقلك الواعي و بالتالي سهل عليك التعرف عليها , غالبًا الخوف يرتبط بالتراث الثقافي و التاريخي اي بتجاربنا الشخصية , لذا عند التعرف على المخاوف تستطيع التعامل معها حيث تستطيع إقناع نفسك بإنك في مرحلة ما من حياتك قمت بمواجهة تلك المخاوف بل و تغلبت عليها مما يكسبك ثلاث نقاط هامة القوة , الشجاعة , الثقة .
3- توقف عن تخيل الاسوأ .
كلما زادت درجة الخوف لدينا، كان ذلك مرتبطا بقدرتنا العالية على تخيل كل ما هو سيء، بل تخيل أسوأ الأمور، مما يعزز فكرة الخوف لدينا. لذا، يجب عليك دائما أن تبتعد عن التفكير فيما يثير خوفك، فبغض النظر عما قمت به، لن تعرف الغيب. وقم بإقناع نفسك بأن ما يثير خوفك ليس بهذه الدرجة أو الشدة من السوء .
4- قدر حجم مخاوفك .
يميل الناس بطبيعتهم إلى تضخيم الأحداث، وخاصة السلبية منها، وذلك يعود إلى بعض التجارب السيئة القليلة التي مروا بها نتيجة لسوء الحكم أو الفهم. لذلك، ينشأ الخوف المبالغ فيه، لذا يجب عليك دائما التمييز بين الأحداث مما يساعدك على تحديد حجم خوفك بشكل طبيعي، ودائما قم بإقناع نفسك أن ما مررت به من تجارب هو دروس لتجنب الأخطاء في المستقبل وليس قوانين يجب الامتثال لها وأنها ستحدث بنفس الشكل .
5- توقف عن مكافحة خوفك او مخاوفك .
حينما تقوم بمقاومة مخاوفك يتولد لديك إحساس بالكره تجاه تلك المخاوف مما يجعلك تتسرع في محاولة التخلص منها فتكون النتيجة سيطرة تلك المخاوف عليك , لذا قم بإتخاذ قراراتك و تعامل مع الخوف كأنه شعور طبيعي بعد أن أخذ وقته سيزول و لا تجعل الخوف يسيطر و عليك و تتصرف بناء على تلك السيطرة .
6- إنشغل .
لا تفكر بشكل مبالغ فيه فتدع مجالُا للخوف يسيطر عليك بل حاول إتخاذ قراراتك و إبدأ في العمل , فالعمل و التحرك هما أكثر شئ يقضي على الخوف , حيث أن إنشغالك بالتنفيذ لا يدع مجالًا لعقلك للتفكير كثيرًا فيما وراء ما تقوم به حيث ينصب تفكيرك أكثر على كيفية تنفيذ القرارات و العمل عليها أكثر من تفكيرك في الإحتمالات السيئة او الأشياء السلبية .
7- يجب التخلص من فكرة بر الأمان الوهمي .
لا يعني بقائك بمكانك ثابتًا إنك بذلك وصلت الى بر الأمان “تجنب الخطر ليس أكثر أمانًا على المدى البعيد من التعرض له فالمخاوف ستلاحقك في جميع الحالات” ( هيلين كيلر ) .

مضمون الفكرة هو أن تجنب المخاطر أمر غير وارد، حتى لو حاولت تجنبها لفترة، فبالتأكيد ستأتي في نهاية المطاف، ولذلك يجب أن تكون شجاعا وتواجه المخاطر وتتغلب عليها وتسعى للتقدم والتطور، ولا تستسلم للخوف. إن أحد أفضل الطرق للتغلب على الخوف هو الحصول على المعرفة، وتوسيع مجال المعرفة الخاص بك، وتجربة تجارب الآخرين، حيث تعتبر المعرفة واحدة من أهم الأسلحة التي يمكن استخدامها لمواجهة الخوف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى